كم كنا نتألم حين اقسيت وامتدت يد الظلم لشخصك دون أدنى سبب، وكم سعدنا بحصولك على إحدى جوائز الإعلام الدولي، وكم صدمنا بالتحول الغير متوقع من الاختلاف الذي لا يفسد في الود إلى الاختلاف الذي يعمق فجوة الفرقة والتنافر، فذلك -التحول- جديد عن عبد الكريم الخيواني وهذا ما لاحظه الكثيرون، فعندما ينتقد المرء شخصاً خلال جلسة حوار لا أعتقد أنه يجب عليه تعدي حدود النقد البناء وعدم تحويل نقد الفكرة إلى نقد حامل الفكرة فغير ذلك يفسر ويحلل بشكل غير صحيح ويضر الناقد مباشرة. عزيزي الخيواني، فائقة لم تكن يوماً جلاد ولا أداء لجلاد بل كانت ضحية رغم قربها لمواقع صنع القرار كما تعرف، وللتذكير أرجع لملف الاعتداء التي تعرضت له المستشارة من مرافقي إحدى الشخصيات بعدن وتحديداً ب2006م -القضية منظورة أمام القضاء- حينها لم يتضامن معها أحداً, عكسك تماماً حين اعتدوا عليك تضامن معك الكثيرون ولا أجد فرق إلا أنها أنثى وأنت ذكر، فالطبيعي التضامن مع الجنسين والطبيعي أكثر التضامن مع الأنثى لأنها الأم والأخت والزوجة فهي ليست نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله. عزيزي الخيواني، العقيد فائقة ليست أبداً مثل العقداء الذين رأيتهم في سجنك ولا كجلادي السجون الخفية وغير الشرعية, فهي أسمى من وصفك الذي لا أجد تعبيراً يليق لأبوح به، ولا أظن أن العزيز الذي طلب منك الغياب لتفادي اعتداء قد تقوم به المستشارة فهل يمكن أن تقوم المستشارة بذلك الاعتداء المزعوم؟ فلا أعتقد أنكم تتحاورون بغابه لكي يعتدي أحد المتحاورين على الآخر وإن كان كذلك فعليكم إيقاف الحوار وكفى الله المؤمنون شر القتال، وأما تحول القاعة لفرزة فذلك ما اختلف معك به كلياً، فكيف تشارك بحوار تشبهه بالفرزة فهذا تناقض يطفو بشكل واضح على شخصيتك ياعزيزي الخيواني، فإن كان الحوار قد تحول لفرزة فعليك الانسحاب أسوة بالصريمة... فليس هناك بلطجة القاعات وليس هناك طيور الجنة للكبار فهذا استهزاء لا انتقاد بناء يسعى لتأسيس دولة العدالة والمساواة والحرية فالكل مشترك بصياغة أحرف هذا الهدف, فلماذا الاختلاف على أبسط وأتفه الأمور، فنقل اختلاف القاعات لاختلاف الإعلام والتشهير لا يعبر إلا على أننا لسنا في نفس خندق الظلم واختزال الثروة وتكبر القبيلة، رغم أننا بالفعل نعيش مرحلة يتوجب علينا التعاون وطي صفحة الماضي لنصنع المستقبل... لفائقة أقول -مقتبس من الشاعرة سعاد الصباح- سيظلُّون ورائي بالإشاعاتِ ورائي والأكاذيبِ ورائي غير أنّي ما تعوَّدتُ بأنْ أنظر يوماً للوراء فلقد علَّمني الشَّعرُ بأن أمشي ورأسي في السَّماء. والسلام تحية,