بروفيسور بريطاني يرفض فكرة اقتناء، وشراء تلفزيون، وادخاله الى منزله، وعندما سُئل عن السبب قال: لأنه يفرض عليّا افكار لااستطيع ان اناقشه فيها. إن التفكير،والسؤال، والاستنتاج، وايجاد الحلول هو سلوك الانسان الطبيعي، ووظيفه العقل التي تميز فيه الإنسان عن باقي المخلوقات، يجب تشغيله للتفكير، والتدبير في حكمه كل شي بالوجود، من الخطأ تعطيل مميزات العقل عبر تلقي آراء الآخرين، ونظرياتهم بسلبياتها، وايجابيتها دون فحصها بعدسه العقل ، او نقدها، أو تمييز صوابها من خطاها.. وإن الطبيعي هو الاختلاف في الاشكال، والاحجام، والعقول، والغريب هو التشابه مثل ايجاد اكثر من شخصين بنفس الصوره، وإن للعقول تمايز، واختلاف كاختلاف الصور، والاجسام، والملامح بين جميع الناس، وإن الافكار تسمو في مجدها بثقافتها، وتنحط بانحرافها، وضلالها، وتقوى، وتضعف يجب صقلها، وعدم اهمالها.. وواقع حياتنا اليوم يزدحم بالكثير من البرمجيات المرئيه، والمسموعه، والجوالات في مجتمع غالبيته فراغ، وبطاله والتي صارت تؤثر على حياتنا، وتصرفاتنا كليا، سواء بارادتنا، او بدونها، وصرنا كالوعاء الذي تضع فيه ماتريد سواء جيد، اوسيئ دون التفريق بينها. واصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي عالمنا الافتراضي، والمجتمع غير الحقيقي الذي يعيشه الشخص يوميا مضيعاً لكل وقته الا القليل، واصبح الجوال الذي لا يكاد يفارق يد الشخص سواء رجل او امراءه هو القيد الوحيد المحبوب لدى الجميع دون ان يشعروا بثقله، وسجنه، واثاره الضاره بتضييع الوقت، وتاثيره على افكارهم، وعقلهم الباطن بكل مايتلقوه منه.. ورغم مميزات البرمجيات، والجوالات على تقريب المسافات البعيدة، الا ان من آثار ادمانها ابتعاد كل قريب، وربما الشخص يعرف الكثير من الناس في مواقع التواصل الاجتماعي، ويحدثهم، ويعرفون همومه، وأفكاره بينما افراد اسرته الحقيقيه من اباء، وامهات،واخوه لايكاد يتفضل عليهم ببعض الكلمات المستفزة، والغاضبة، والمفترض ان يبث همومه لوالديه، او احد اخوانه الذي يستطيع ان سيسعى جاهدا لحل مشاكله بكل نصح، وعطف، والذين يعون تماما واقعه، وحياته بينما العالم الافتراضي، وافراده فهو عالم خيالي لا يعلمون عن واقع الشخص نفسه شي.. ويجب ان نسقي العقول الأفكار الصحيحة من منابعها الأساسية الصادقة، والصافية، والحذر ان نسقي العقول من كل راكد، وآسن دون تنقيته، وتطبيق مواصفات الصحة، والقبول، والواقعية عليه، لأن العقول هي الجوهر المشع الذي نصونه، ونحفظه من كل فكر باطل، ومشبوه يضر على تلك الافكار.. وافكارنا هي من تعبر عن شخصيتنا، وترسم تصور عن تصرفاتنا، وهي التي تحدد الاسلوب التي تجبر كل من يعرفنا ان يتعامل معنا، وإن للعقول، والافكار رونق انيق اشد جمالاً من هندامه الشكل الخارجي من ملابس وغيرها يجب الاهتمام بجمال تلك الأفكار، وتنميتها، وتطويرها، وثقافتها.. وإن العقول هي الفحص الذي يحدد صحة الامور، او خطاها، والتي تميز الشي الجيد من السيئ، وهبنا الله هذه الميزة، والموهبة التي ميزتنا عن باقي المخلوقات يجب عدم اهمال هذه النعمة، او تعطيلها، والحياة دون تفكير ومعرفة الحق، والصواب هي حياة الأنعام، بل ان الانسان دون ان يفقه شي من حكمه وجوده، والتفكير في غاية خلقه أضل منها، وصفهم الله في كتابه الكريم بقوله تعالى: (لهم قلوب لايفقهون بها،ولهم أعين لايبصرون بها، ولهم آذان لايسمعون بها إن هم كالأنعام بل هم اضل سبيلا )