كشفت أزمة كورونا والبطى الشديد في تعاطي الخطوط الجوية اليمنية مع عملائها أزمة الإدارة التي تعاني منها والفشل الكبير في تلبية احتياجات اليمنيين الأساسية خاصة العالقين في بلدان الحظر بسبب الجائحة فبعيدا عن الارتفاع الجنوني في أسعار التذاكر وسوء الخدمات ورداءة الطائرات المستخدمة لم تستفد اليمنية من كونها المشغل الوحيد في الأجواء اليمنية التي فرضتها ضرورات الحرب في التعاطي الإيجابي مع نداءات اليمنيين المتكررة بضرورة الاجلاء بل أضحى الطابع التجاري الانتهازي هو السائد على حساب الطابع الأخلاقي والإنساني .. لسنا بحاجة لفتح ملفات فساد ادارة الخطوط الجوية اليمنية والتي تحتاج إلى مجلدات يصعب الانتهاء منها بقدر التنبيه إلى الانتهاكات والجرائم الجسيمة التي تمارسها بحق المواطنين اليمنيين العالقين في الهند مثلا والمنافية لكل القيم الإنسانية التي يتمتع بها الإنسان السوي في شتى دول العالم . وكفى به دليل أنّ العشرات من اليمنيين العالقين في الهند عاجزين عن توفير الحد الأدنى من احتياجاتهم المعيشية في الاكل والايجار ، وصاروا يعانون من العوز والفقر والفاقة ومطاردة المؤجرين والاستغناء بوجبة واحدة في اليوم في ظل نداءات متكررة ومناشدات دائمة لا تلقى بال لدى مسؤولي اليمنية الذين فقدوا الرحمة والإنسانية واصبح الإنسان اليمني في آخر سلّم اهتماماتهم. ينتظر العديد من الطلاب رحلة الاجلاء للحاق بجامعاتهم لأداء اختبارات القبول أو الدراسة لكن صلف مسؤولي اليمنية يحول بينهم وبين ذلك كما هو حال (محمد) المقيم حاليا في جوا والذي يتلاشى كل يوم الامل أمام عينيه، وينذر بضياع عام دراسي كامل لا لشيء إلا لان هناك مسؤولين فاشلين وفاقدين لكل القيم الإنسانية والأخلاقية في قيادة الخطوط الجوية اليمنية على رأسهم احمد محسن العلواني . مرضى أكملوا علاجهم منذ الشهرين يحصون الليالي والأيام ، متجاوزين كل آلامهم وجراحهم وفاقتهم وفقرهم في انتظار لحظة تحديد رحلة الاجلاء لتمر الاسابيع والايام معبأة بمشاعر الإحباط والقهر في انتظار قادم لم يأتي بعد ، اسمه الاجلاء في ظل سؤال يومي غدا يطرح باستمرار حددوا موعد الرحلة ؟ الرحلة الامل ، الانتظار ، الحلم ، التوق لمعانقة الأهل والأحبة ، ومغادرة رحلة العلاج بكل ما فيها من بؤس ومعاناة وفاقة وغلاء . بيد أن للمقبلين على الزواج شأن آخر واحزان أخرى وهم يرون كل أحلامهم في الزواج حسب المواعيد التي أقرت سابقا تتبخر وعجزهم يبدوا واضحا وجليا فلا امكانيات تعينهم على السفر عبر محطات ترانزيت للوصول إلى القاهرة أو السودان عبر مطارات أخرى ومن ثم اليمن ولا لديهم القدرة لتعويض الخسارات التي تلحق بهم جراء إلغاء حجوزات ومواعيد تمت واصبحت تحتاج إلى جهود وإمكانيات ومشاعر جديدة . الخطوط الجوية اليمنية بحاجة ماسة إلى "إنسانية" تعاملها مع اليمنيين خاصة في وقت عسرتهم ومعاناتهم وإغلاق كل مطارات الدنيا كون هذه الممارسات تنعكس سلبا على سمعتها وتسيء إليها في سوق الطيران الدولي كما تقلل من قدراتها التنافسية وتهددها بانهيار وشيك سيكون اليمني ضحيته كما هو ضحية سوء إدارتها وفشل قيادتها الذي أضاف إلى معاناة اليمني اثقال من المعاناة ، وليتها تتوقف عن هذا السوء وتتدارك أخطاءها قبل فوات الاوان .