خطت القضية الجنوبية خطوات ناجحة , بعد انتهاج العصيان المدني , والمسيرات والمهرجانات المليونية حيث تعاطت معها وسائل الإعلام محلياً وعربياً ودولياً وأعطت للمتابعين لمعرفة هوية وأهداف هذا الحراك الجنوبي السلمي الكثير من المعلومات وبذلك تحررت القضية الجنوبية من اسبرا التعتيم الإعلامي , وخرجت إلى عالم النور مشعة حتى إن بعض الصحف في اليمن الشمالي تتعاطى هذه القضية في يومياتها واسبوعياتها بشكل ايجابي , بل وان كثر من القادة الكبر في الشمال أصبحوا يرددون أسم الجنوب وقضيه الجنوب , ويرفعون علم الجنوب أيماناً بعدالة الحراك السلمي الجنوبي , ومأساة شعب الجنوب من هذه الوحدة الظالمة , وغرد جنرال شهير في صفحته على الفيس بوك مقدما اعتذاره لشعب الجنوب.
من هنا تكتسب لقاءات القادة التاريخيين للجنوب في الخارج والداخل أهمية بالغه في مسار هذه القضية ويعتبر لقاء السادس من مايو 2013م الذي سيعقد في العاصمة المصرية القاهرة برعاية الممثل الاممي جمال بن عمر وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي فرصة نادرة وتاريخية للم الشمل وتحديد المسار بدقه من خلال الاتفاق على قيادة موحدة تستطيع التخاطب باسم الجنوب وصولا لفك الارتباط والتحرير والاستقلال .
ولا يعني قولنا القيادة التاريخية التقليل من شأن القيادات الشابة والميدانية التي افرزها الحراك خلال مسيرته منذ 7/7/2007م يوم الجهر بإعلان القصية , وتهديم جذر الخوف واختراق حاجز الصمت المرعب , حين خرجت كوكبه من القادة العسكريين إلى ساحة العروض بخور مكسر في العاصمة عدن , وأعلنوا إن الصمت عار , وهم قادة كبار في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية . لذا علينا أن نكن للقيادات التاريخية التقدير والاحترام وان نغرس في النفوس مبدأ التصالح والتسامح , لا إن يقوم البعض بتسفيه بعضهم , والإدلاء بتصريحات غير مسؤلة وهم بذلك لا يفيدون هؤلاء بل يضرون القضية الجنوبية ويضرون أنفسهم , في الوقت الذي يقولون بأنهم يناضلون من اجل الجنوب , وتحت راية الجنوب , ومن أجل استقلال الجنوب . فهل يكون النضال هكذا ؟.
خد مثالا السيد علي سالم البيض , الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي الحاكم في الجنوب آنذاك . وقع مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في نوفمبر 1989م اتفاقية الوحدة الاندماجية على عجل في نفق جولدمور .. بعد هزيمة يوليو 1994م استقر في عمان متعهداً بالصمت , وحين اشتدت المطالبات بخروجه والانخراط في الحراك , هاجمة الكثير بشراسة , ومنهم أشخاص من العيار الثقيل , حاولوا إبعاده من المشهد بكل السبل باعتبار لم يكن رئيسا للجنوب آنذاك , إذا فلماذا رضي الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالتوقيع على الوحدة الاندماجية مع رئيس غير شرعي , وكيف اعتمدت الدول والهيئات هذه الوحدة وباركتها , ويبدو أن تسيد البيض للمشهد في الجنوب مرة أخرى إربك كثير من القوى التي كانت تظن انه انتهى أمره , وان الجو قد صفا خلالهما لتلعب في الأرض كيفما تشاء .
ان شعب الجنوب حين قدم ولايزال يقدم التضحيات كل يوم وليلة , ليس من اجل عودة جنوب ودولة البيض , وعلي ناصر , وحيدر العطاس , ومحمد علي احمد , وناصر النوبة , والصريمة والجفري وغيرهم . شعب الجنوب قبل بهذه القيادة مؤقتاً لأنها الأكفاء والأكثر خبرة في هكذا قضية , وحين ينال استقلاله ويكون دولته للشعب كله أخرى الكل يعرفها .
يا خلق الله , أفتونا وقولوا : لنا كيف هذا يكون ؟ العبد لله عاش زمن دولة الحزب الاشتراكي اليمني بطولها وعرضها منذ 30 نوفمبر 1967م وحتى 22 مايو 1990م وعاصر أطوارها وكان كغيره من الناس يمسي ويصحو على ان الحزب هو القائد والموجه , وهو الحاكم فعلياً , وطالما الأمر كذلك فماذا يكون أمين عام الحزب آنذاك ؟