تقرير/عبداللطيف سالمين: في السنوات التي أعقبت حرب 2015 ، أزيل كثير من مظاهر تلك الحرب، لكنّ قطع الطرقات والتضييق على المواطنين لم يغيبا تماماً، بل عادا في مناسبات كثيرة، حتى تحولت تلك الحواجز بأشكالها وأحجامها المختلفة، إلى جزء من مشهد السلام في عدن الملتبس في السنوات الأخيرة. وبعد مضي سنين اتخذ فيها المسؤولون والقوى الأمنية في عدن طابع التشدد بذريعة التهديدات الامنية وهو ما دفعهم إلى التضييق على الناس بإقفال الطرقات وملئها بالحواجز الإسمنتية. ولسنوات عديدة أضحت تلك الحواجز الترابية سبب لمأسي وكوارث عديدة جراء إغلاقها وخاصة في كريتر التي شهدت عدة حرائق كان بالإمكان اخمادها مبكرا لو لم تكن تلك الحواجز تقف كل مرة أمام عبور سيارات الإطفاء. لاحت اخيرا في الافق بارقة أمل من خلال خطوة وصفها الكثيرون أنها تعيد المشهد الحضاري للمدينة وتمحى عن ذاكرة مرتادي هذه الشوارع النابضة بالحياة الليالي المظلمة، المصاحبة لمتارس الرعب، وكذا التكدس المروري الناتج عن ازدحام السيارات في أوقات الذروة. خطوة انتظرها المواطنون بفارغ الصبر خطوة لطالما انتظرها المواطنون في عدن بفارغ الصبر منذ اكثر من اربع سنين، تنفست مدينة عدن الصعداء مع قيام جرافات الحزام الأمني بتوجيهات من محافظ عدن احمد لملس بازالة الحواجز الإسمنتية والترابية من الطرق وتقاطعات الشوارع التي كانت قد وضعتها قبل 4 سنوات لدواع أمنية في كلا في خط التسعين وجولة السفينة على طريق تعز بمديرية الشيخ عثمان وبجوار البنك المركزي في كريتر التي تقطع الطريق الواصل بين حيي القطيع والعيدروس ليعاد افتتاح طريق أقدم شارع في مدينة كريتر والمعروف باسم العيدروس. وكان محافظ عدن الجديد أحمد لملس أصدر قرارا الأربعاء، بإزالة الحواجز الأمنية (إسمنتية وترابية) من الشوارع العامة والطرقات والمقار الحكومية. وكانت الأجهزة الأمنية في عدن وضعت حواجز ترابية وأخرى إسمنتية في مختلف شوارع وتقاطعات المدينة، عقب العمليات الإرهابية المتكررة وحوادث الاغتيالات التي شهدتها المدينة قبل 4 أعوام، وبعضها بعد طرد مليشيا الحوثي منها في 17 يوليو 2015. ومنذ إعلان الحكومة نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن تم إغلاق كافة الشوارع المحيطة بمبنى البنك المركزي ما أدى الى تعطيل حركة سير المواطنين وعبر المواطنين في أكثر من مناسبة حينها عن الضرر الذي لحق بهم جراء قطع أحد أهم الطرق الحيوية في عدن، والذي يُعد بمثابة شريان رئيسي يربط مختلف أحياء المدينة في عدن. ترحيب كبير بالخطوة وفرحة واسعة الشعور بالأمن والأمان من أهم المشاعر الإنسانية التي تساعد الإنسان على العيش باستقرار والتنعم بحالة ارتياح عامة ,وهذا ما لمسه المواطنون في مدينة حمص ويعيشونه يوما بعد يوم وخصوصا مع الخطوات الأخيرة لمرحلة إزالة الحواجز والقواطع الإسمنتية في شوارع المدينة. ولقيت حملة ازالة الحواجز من الشوارع ترحيبا كبيرا من قبل المواطنين الذين عن فرحتهم فيما وصفوه بالمؤشر الحقيقي على عودة الملامح المدنية في شوارع العاصمة عدن، وعلامة بارزة تدل على تطبيع الحياة في المدينة وتسهيل عملية المرور والسلامة وتخفيف الازدحام واظهار الصورة الحضارية للعاصمة عدن. وقال المواطنون في حديثهم لعدن الغد لم نصدق أعيننا حين رأينا رافعات (الونش) وشاحنات النقل الكبيرة تقوم بإزالة تلك الحواجز، التي كانت تقطع الطريق من منطقة القطيع إلى شارع العيدروس، أكثر الأحياء ازدحامًا في مدينة كريتر. وعبر المواطنين في شعب العيدروس في مديرية صيرة بالعاصمة عدن من فرحتهم واطمئنانهم أخيرا من عدم تكرار الأمور التي حدثت في السابق في وقوع حرائق اخرى او حوادث في المستقبل. التخفيف من الازدحام وخلال جولة عدن الغد، في كريتر التقينا عددا من المواطنين الذين تحدثوا عن مدى أهمية إزالة الحواجز والسواتر الإسمنتية من الأحياء. فاطمة سعيد قالت : تعتبر هذه الخطوة من أكثر الدلائل على عودة الأمن والأمان إلى هذه المدينة التي عانت كثيرا من ويلات الحرب والتفجيرات والعمليات الانتحارية,فقد شعر المواطن ومنذ بداية العمل بإزالة الحواجز أن الأمور بدأت تعود إلى الاستقرار أيضا ,هذا الأمر ساهم بشكل كبير في التخفيف من العرقلة وتغيير اتجاهات السير نظرا لإغلاق العديد من الشوارع, وبذلك وفر الوقت والجهد والدوران للوصول إلى مكان العمل أو الانتقال بين الأحياء لإنجاز بعض الأعمال أو حتى الزيارات والواجبات الاجتماعية. كما أكد الحاج سالم من حي القطيع أن فتح الطرقات أمام حركة السير الطبيعية وإزالة الحواجز ساهم من تخفيف الازدحام الكبير الذي شهدته أحياء المنطقة مبينا أن إزالة الحواجز زادت من طمأنينة وارتياح المواطنين. فهد أحمد من حي العيدروس أكد أن أهمية المدة الزمنية التي اختصرتها إزالة الحواجز بالنسبة للمواطنين الذين كانوا يضطرون للانتقال من حي إلى آخر لضرورة العمل أو قضاء حاجيات مهمة حيث كان يستغرق أي « مشوار « ضعف المدة التي يستغرقها ، وهذا بدوره يعتبر خطوة جيدة تدعو للتفاؤل وتعد بالخير والأمان القادم. نهج جديد هل يستمر؟ هكذا، يضع المواطن العدني منذ سنوات عديدة خريطة طرقات خارجة عن المألوف، في رأسه. فعند هذه النقطة لا يمكنه أن يمرّ بسيارته، وعند تلك النقطة لا يمكنه المرور حتى مشياً، وعند نقطة ثالثة سيخضع للتفتيش راكباً أو راجلاً، وعند نقطة رابعة سيتحمل ازدحام سير كثيف تسببه المساحة المتقلصة للشارع بفعل عوارض حديدية أو بلوكات حجرية على الجانبين، وعند خامسة لا يتمكن من ركن سيارته بسبب القوائم الحديدية. ومن المؤسسات الرسمية، بما فيها من وزارات وإدارات ومراكز أمنية وثكنات عسكرية، مصوّنة بالحجر والمعدن، وصولاً إلى بعثات أممية ودبلوماسية، كلّها اتخذت استراتيجية واحدة، عبر تحويل مبانيها إلى قلاع أمنية مدعمة بالجدران والعوارض، عدا عن الأمنيين والحراس. وهي استراتيجية لا تبالي بالسكان الذين تصعّب هذه الإجراءات حياتهم. لكنّ كلّ ذلك انتهى الآن، بحسب محافظ عدن احمد لملس ، لتتابع في الأيام القليلة الماضية فتح طرقات لم يكن أحدٌ يظنّ أنّ بإمكانها فتحها، خصوصاً الطريق . كانت خطوة كبيرة تحمل في الوقت عينه كثيراً من الرمزية، حتى إنّ الناس باتوا يتسائلون في مختلف المناطق التي ما زالت الحواجز تسد طريقهم، هل سينتهي هذا الحال؟ تمنيات بازالة بقية الحواجز في المدينة وتمنى السكان أن تشمل عملية رفع الحواجز مقر قيادة قوات التحالف العربي في مديرية البريقة، التي قطع بسببها الطريق الذي يربط مدينة البريقة بباقي مدن المحافظة (ذهابًا)، وحصر الذهاب والإياب في اتجاه واحد (الإياب)، وهو ما أدى إلى حوادث سير كثيرة أزهقت على اثرها الكثير من الأرواح". اضافة الى الحواجز الاسمنتية في خور مكسر والتي تغلق شارع باكمله بجانب المطار او تلك الحواجز، في حي السفارات وغيرها من الاحياء الاخرى والشوارع، ووحدها الأيام القادمة من تجيب هل تستمر هذه الحملة وتعود الصورة الحضارية الى المدينة بأكملها وتنتشر الفرحة لتعم كل مديريات وشوارع عدن ام ان الأمر فقط اقتصر على أماكن محددة فقط.