تطل علينا اليوم الذكرى ال 57 لأكتوبر المجيد أكتوبر النصر والعزة والشموخ أكتوبر الثورة وقبلها بأيام هلت علينا الذكرى ال 58 للثورة السبتمبرية الخالدة ثورات الخلاص من الظلم والعبودية والأستعمار.. نعم إنها ثورات أضاءت لنا دروب الحرية والأستقلال والمجد ثورات دفع خلالها شعبنا في الشمال والجنوب خيرة رجاله وأشرف وأنبل أبنائه،ثورات لم تكن لتتحقق لولا تضحيات شعبنا العظيم وتوحد إرادته وقدراته وإمكانياته على طول وعرض الوطن اليمني الكبير..نعم إنها ثورات شعب أراد الحرية والاستقلال ودفع من أجلها الغالي والنفيس.. إنها ثورات نحتفل بها ليس لإقامة المهرجانات و الخطابات الرنانة والاستعراضات الراقصة، بل لتقييم مسيرة وطن وشعب و ماتحقق و ماينبغي العمل عليه و التخطيط له،بما يحقق أهداف ثوراتنا.. فإذا نظرنا لمانحن عليه اليوم سنجد إننا فى الدرك الأسفل من كل شئ فأحتفالنا اليوم و الوطن و المواطن فى حالة لم يكن عليها،حتى أيام الإمامة و الاستعمار نحتفل و البلاد مقسمة على مجموعة من الرؤساء و العديد من المكونات.. نحتفل والبندقية اليمنية فى مواجهة بعض تحت ذرائع واهية ضيقه جرتها إليها الحزبية البغيضة وعبودية الأحزاب والمكونات السياسية.. نحتفل اليوم ولدينا حكومات عدة في الداخل والخارج، بل لا أبالغ إذا ماقلنا حكومات عدة فى كل محافظة من محافظاتنا و سلطات عدة متناحرة فى الإطار الجغرافي الواحد..نعم إنه هذا حالنا اليوم. نحتفل وعملتنا الوطنية منهارة لاقيمة لها و إقتصادنا هش تتقاذفه أيادى من المسؤلين الذين هم غارقين في فسادهم دون حسيب و رقيب. نحتفل اليوم وجيشنا متناحر يواجه بعضه البعض متناسياً الهدف الأسمى لتكوينات جيوشنا الوطنية.. نحتفل اليوم و كل مسؤلينا عايشين فى رغد النعيم فى عواصم النفوذ غير آبهين بمصير الشعب ومعانته اليومية التي اوصلوه بها إلى أقسى مراحل الفقر و يعيش فى معظمه على هبات وفتات المساعدات التي أذلت وأهانت ومسحت كرامة كل يمنى.. نحتفل اليوم والسيادة والقرار شتتان بين قوى النفوذ الإقليمي والدولي وكل منهما يسير بنا كيفما يريد ومايحقق له أهدافه ومصالحه على الأرض اليمنية. نعم إن حالنا هكذا اليوم فأية إحتفالية تحلو لكم لتتغنوا بإقامتها وتفاخروا بها، بل أي مكاسب علينا أن نتذكرها وتتذكرها أجيالنا القادمة وأنتم يتباهون إنكم أقمتم ثورة ضد الفساد وضد الظلم للنظام السابق فأين أنتم من حالنا أيام النظام السابق الذي نترحم في وضعنا هذا على كل قياداته وكل الفاسدين في نظركم الذين افتدوا الوطن بارواحهم ولم يفضلوا الهرب والعيش الرغيد في قصور دول النفوذ..نعم عاشوا وماتوا شرفاء على الأرض اليمنية نحتفل اليوم ليس لنتراقص،بل لنقول الخزي والعار لكل شارد هارب خارج أرض الوطن ارتضى العيش والنعيم في بلاد الغير وترك شعبه ومواطنه غارق في وحل الفقر والظلم والمهانة.. عشت سبتمبر وأكتوبر المجد والخلود لكل الشهداء و سلاااام.