قبل أيام وفي مؤشر خطير جامعة عدن تعلن إلغاء السنة التحضيرية وكذلك إلغاء امتحانات القبول والمفاضلة لكلية الهندسة وكلية العلوم الإدارية وكلية الآداب، الكليات الثلاث تعتبر الأكثر تقدماً إليها على مدى السنوات التعليمية الماضية، وذلك نظراً لعدم استكمال القدرة الاستيعابية لهذه الكليات. طبعاً هذا المؤشر الخطير والمخيف لم يكن وليد الصدفة؛ فالعزوف عن الكليات الثلاث وكذلك باقي الكليات لهذا العام ما هو إلا نتاج للواقع المخيف أصلاً، الذي يحدق بالبلاد جراء استمرارية الحرب العبثية الظالمة، والتي معها يتولد للطالب جملة من الأسباب الكفيلة لتحويله من طالب علم إلى وقود حرب عبثية ظالمة، سوء الحالة المعيشية فيها يعد سبباً رئيسياً، إضافة إلى العديد من العوامل والأسباب المغرية. نزوح الشباب المتعلم عن المراكز التعليمية في الجامعات والمعاهد يعد خطراً جسيماً يهدد مستقبل البلاد بشكل كامل فالشباب الذين كان يعول عليهم في أن يكونوا مهندسي الغد وأطباءه، ومديرو مستقبله الواعد ينحرفون محدثين بانحرافهم فجوة زمنية تعليمية ليس من السهولة أن تعوض! حتى وإن انتهت الحرب وعاد الشباب إلى مراكزهم التعليمية سيجدون أنفسهم أمام حرب جديدة هي "حرب الفترات الزمنية" في التطبيع والعودة إلى أخلاق وسلوكيات طالب العلم، والتي سيكون قد فقدها في تلك الحرب العبثية الظالمة، واستبدل مكانها سلوكيات وأخلاق سلبية، فهو لم يعد يمتلك سوى ثقافة السلاح والإقتتال والهمجية والعشوائية والاعتداء على الآخر، هذا في حال لم يقع في فخ الجماعات المتطرفة الإرهابية وأصبح أسيراً لأفكارها المؤطرة!