الحديث ذو شجون ومواجع وآلام وحسرات عندما تجول بنا الذكريات لماضي وزمن مرت عليه أكثر من أربعة عقود . إنه الزمن الذي أغتالت فيه قوى الظلام حلم اليمنيين في بناء دولة يمنية حديثة مبنية على أسس العدل والمساواة ، دولة مؤسسات ونظام وقانون. هو ذلك الزمن الذي فقدت فيه اليمن المشروع الوطني الجامع لكل أطياف المجتمع اليمني بقيادة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي طيب الله ثراه. ذلك الرجل الإستثنائي وأسطورة اليمن والذي لاتتكرر. بأغتيال الحمدي أغتيل حلم ومشروع الشعب اليمني بأسره. فالحمدي رحمه الله رحمة الأبرار مثل أمل الأمه بكل تطلعاتها في قيام دولة لها مكانتها ووزنها بين الأمم. رجل بحجم وطن عاش عفيفا"شريفا" نزيها" نظيف اليد لم ولن تدنس يداه بدم ومال الشعب .. لقد عاش رجلا" حر إبيا"لايساوم مطلقا" في كرامة وسيادة وعزة اليمن وشعبها الإبي. كانت اليمن وشعبها في حنايا وفكر ووجدان الشهيد الحمدي المعشوق والحبيب الذي لايدانيه فيه أي حب آخر. كان الشهيد الحمدي النبراس الذي أضاء الطريق وبدد ظلمات دامسة وقشع غشاوة ظلام طال إنتظار إنبلاج فجره ونور صباحه. لقد كان ربان السفينة الذي أعاد أتجاه البوصلة للطريق الصحيح في بحر متلاطم الأمواج ولكن ذلك لم يروق للقراصنة وقطاع الطرق والموتورين وأصحاب النفوس المريضة فغدر بالربان وأغرقت السفينة وبكل ركابها . من القصص التي سمعتها عنه رحمه الله قصص تفوق الخيال في تعاملاته مع بسطاء الناس وعوامهم وتفقد حالهم وحال المرضى منهم وكيف كان رحيما"عطوفا"عليهم ومتابعا"لكل شاردة وواردة في مؤسسات الدولة معتبرا"كل أبناء اليمن أسرته الكبيرة التي وجب عليها رعايتها ورعاها حق رعايتها بقدر ما أستطاع رحمة الله تغشاة. و على الرغم من قصر المدة التي حكم فيها رحمه الله الا أنه قد وضع أسس ومداميك لدولة مهابه شعر بها وعاشها من عاصروه واقع ملموس على أرض الواقع..وأبرز أعماله محاربة الفساد وتطهير مؤسسات الدوله وهيئاتها من تلك الآفه المقيتة الى جانب ذلك أحياء روح العمل وثقافته بين الناس وكان رائد العمل التعاوني في يمن الإيمان. فمهما كتبنا ومهما أسهبنا في تأريخ وحياة هذا الرجل فلن نوفيه حقه.. لقد غاب عنا جسدا"ولكن رغم مرور كل تلك السنين سيظل حاضرا"روحا"وقيم نبيلة في أعماق أفئدة هذا الشعب الكريم. وكما قالت العرب المستحيلات سبع وبالنسبة لليمن فثامنهن هو الشهيد إبراهيم الحمدي ألف رحمة عليه.. ولانامت أعين الجبناء. بقلم/أبو معاذ/أحمد سالم شيخ العلهي. فرعان/موديه.