جميعنا يتابع ما يدور بشغف بالغ الأهمية لمجريات الأحداث المتتالية ، يمر العام تلو العام بعدٍ تنالي ، وفي كل عام يمر تضيق بنا الأرض بما رحبت ، والسبل بنا تتقطع ، والأمل فينا يتلاشى ، والشدائد تعصف بنا من كل حدب وصوب ، حتى بلغ منا الوهن واشتعل الرأس شيبا وخارت قوانا ، وبتنا غاب قوسين أو أدنى من الهلاك ، لسوء الحظ أن المخرج وقع اختياره على سيناريو طويل وممل ، مستنبط من المسلسلات المكسيكية ، بعكس غيرنا كانت سيناريوهاتها قصيرة بنهاية درامية مشوقة السؤال هنا : لماذا أختار المخرج لنا هذا السيناريو بالذات ؟ نحن الان في الجزء السادس ولا أمل يلوح في الأفق للنهاية ، ففي كل جزء ينتقي لنا قصة ورواية ، وياخوفي أن يأخذنا إلى ما لا نهاية !!! ساستنا الأجلاء لا يملكون زمام الأمور وهذا بعلم القاصي والداني ، ولكن أن يصل بنا الحال إلى التهميش ونكران الجميل هذا مالم يكن في الحسبان ، بل يعد اجحادا بحد عينه ، هنا قيادات أفنت عمرها في خدمة الوطن ، وارتجلت في ميادين الشرف والبطولة بكل بسالة ، وكانت بصماتها حاضرة حيثما حطت رحالها ، من منا لا يعرف العميد/ سالم الخضر البرهمي قائد من الطراز الرفيع ، شغل العديد من المناصب منها قائدا لكتيبة المظلات بالحرس الجمهوري عشر سنوات ، ثم عين بقرار وزاري قائدا لوحدات حماية الشركات النفطية في المسيلة ، وبسبب الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي تم تسليم المنشئات النفطية لأبناء حضرموت ، مستحضرا لما هو أهم من ذلك وهو العودة إلى مسقط رأسه لودر ، لمواجهة هذا المد المليشياوي الذي أجتاح كل المدن لبسط نفوذه فيها ، إستشعارا منه بالمسؤلية سارع بإستدعاء كل قيادات المنطقة الذين خيبو ظنه فيهم ، ولكن لم يكترث لذلك وشكل جبهة اماجل بوجود كل الشرفاء الذين ألتفو حوله من نواحي المديرية ، بمجهوده اللافت أسس معسكر تدريبي وجهزه بكل ما يلزم من عتاد وسلاح وذخائر ، لم يقف الأمر عند هذا فحسب بل أستخدم سيارته الخاصة كطلبه لتموين المعسكر بكل ما يلزم ، ضرب موعدا مع كل قيادات المنطقة في شن هجوما كاسحا من كل المحاور ، وعندما دقت ساعة الصفر خذلته تلك القيادات بإستثناء الشيخ حسن شيخ امطلي الذي قام بدوره على أكمل وجه برفد الجبهة بالسلاح والذخائر ، حتى جاءت ساعة الحسم وتم طرد تلك المليشيات ، قام بتأمين جبهة ثره بضباطه وأفراده ، بينما البعض الآخر من القيادات عادت أدراجها بكل مالديها من عتاد وسلاح وضمه إلى ممتلكاتهم الخاصة بدون مسائلة قانونية ، وعندما أحس هذا القائد بخذلان القيادات الرفيعة ونكرانهم للجميل ، شكل لجنة لتسليم ما بحوزته من أسلحة بكافة أنواعها لم يفرط في شيئ منها ، وعندما أخلا هذا القائد عهدته عاد إلى منزله تاركا وراء ظهره وعودا لسداد ما يدينون له من مبالغ ماليه ذهبت جميعها في مهب الريح ، عندما تكون المحسوبية والوساطة والقرابة هي سيدة الموقف تجد النطيحة والمتردية هم من يعتلون المناصب ويتسيدون المشهد ناهيك عن أفعالهم وتصرفاتهم المشينة ، يؤسفني قول ذلك ولكن هذه هي الحقيقة المرة السائدة في مجتمعنا ، نحن بحاجة إلى معجزة ربانية حتى نصلح ما أفسده الدهر ، فالعميد/سالم الخضر البرهمي وغيره الكثير من القيادات يبحثون عن أنفسهم وعن مكانتهم ومن يأخذ بأيديهم في زمن ضاعت فيه كل الأسس والمبادئ والقوانين ، سيدي الرئيس هل وصلتك الرسالة اللهم أني قد بلغت اللهم فاشهد .... سالم مفرق