الناظر إلى الأوضاع التي تمر بها البلاد يلاحظ عن كتب مدى فشل كل القيادات التي تدعي قدرتها على تسيير أمور البلاد وخاصة المحافظات الجنوبية أيا كانت تلك الجهات فلم يلحظ المواطن ادنى تقدم في مستوى حياته اليومية على مختلف الاصعدة فكلما حاول المواطن الاستبشار بالقادم والسير مع الخطابات والهتافات والوعود أصابه اليأس والقنوط عند معايشته للأوضاع التي تزداد سوءاً يوما بعد يوم فكلما بدت بارقة أمل تطل برأسها سرعان ما تبددت تلك الغيوم المبشرة والتي تتضح مع الأيام ومن خلال استقراء فاحص للأمور ونوعية الحلول التي تقدمها الأطراف ذات النزاع المستمر والمفتعل وكيفية الأداء المقدم من قبلها يتضح ان تلك الانفراجات ماهي إلا مماحكات سياسية وقذائف نارية تجاذبها الاطراف المتنازعة من أجل كسب اصطفاف جماهيري من قبل مؤيديها وذبذبة أصوات معارضيه واصطفافهم كأصوات إلى جانبها وسرعان ما تنتهي تلك الفقاعات دون تحقيق ادنى المطالب الشعبية والجماهيرية. ومع مرور الوقت وتكرار الوعود وسرعة انتهاء المكاسب المحققة والنظر إلى المعاناة التي يعيشها المواطن لم يعد المواطن يبالي بتلك الجهات المتنازعة ومع مرور الوقت فقدت المصداقية والتأثير في نفوس المواطنين الذين باتوا ينظرون إلى تلك القيادات السياسية الفاشلة في إخراج البلاد من حالة الانكماش التي تعيشها في مختلف الأصعدة التي تخص حياة المواطن. وبات المواطن ذو ثقافة سياسية حتى من لم يتحصل على مستوى عالٍ من التعليم يعرف أن السياسيين الذين تسلطوا على دفة الحكم في البلاد لن يقدموا الحلول أو ليس لديهم الحلول وربما يرى البعض أنهم ادوات تسعى لتحقيق أهداف بعيدة عن حياة المواطن وصلاح الوطن , وينظر البعض إلى أنهم ديكتاتورات تمكنوا من تحويل الوطن إلى مساحة خاصة بهم وأن الشعب ضمن تلك التركة التي أصبح الأبناء من طبقة السياسيين يتوارثوها عن الآباء وقد تحول الوطن والمواطن إلى مجرد متاع لهم في ظل غياب الديمقراطية الحقيقية التي تكفل انتقال السلطة بكل أشكالها الثلاث وتداولها حتى يصل الأفضل والأصلح كما يختاره الشعب . اليوم وبعد كل تلك المعاناة التي يعيشها الشعب وبعد أن أثبت الواقع فشل الفئة المتسلطة والمتشبثة بالسلطة فإن البلاد تحتاج أن تخوض انتخابات حقيقية انتخابات نزيهة بعيداً عن نظام التعيينات والمحاصصة الحزبية والمناطقية لاختيار المسؤولين سواء في السلطة التنفيذية والتشريعية وكذا القضائية وحتى التعينات الحزبية التي أصبحت تمارس كمجاملات لاختيار رؤساء الأحزاب والقيادة الفاعلة على مختلف الأطر الحزبية. من الاخير يهمس الشعب بضرورة التغيير واختيار القيادات حسب الكفاءة لا حسب الهوية والهواية قبل أن يتحول الهمس إلى صدى مدوي يهز البلاد التي لم تعد تحتمل هزات إضافية. فمن يعي ما وصلت إليه البلاد من تدني في الخدمات واستشراء للفساد في مفاصل الدولة بكل سلطاتها سيحاول النظر في ذلك الهمس ويستجيب للمطالب الجماهيرية الملحة.