لكل زمن رجال وأرامل ولكل تاريخ أبطال وأنذال ، ولكل معركة سباع وضباع ولكل جيل أشبال ووعول ، ولكل دولة جنرال وحيال ولكل موقف شهامة وحقارة ولكل تحالف أحرار وعبيد ، ولكل أستعمار مناضل وعميل ولكل وطن شريف وخائن ، ولكل موته شرف وخزي ولكل أرض عمار ودمار ، ونحن من نملك الأختيار ، فماذا سنختار بالأعمال وليس بالأقوال ؟! . فاليوم وبعد ما عشعش اليأس في قلب الشعب الجنوبي وخُذل من قياداته الشبه خالية بل المعدومة من معنى الأنسانية والوطنية ، والتي إما تقوقعت في فنادق وقصور دول التحالف ، وتنظر من نافذة اللامبالاة على معاناة شعبها ولا تنتشي غيرتها في سبيل أن لا تخسر الدلع والدلال ، الذي عُملت به هناك كالكائن الأليف الذي عندما ياتي سيده يبداء بتحريك ذيله ليرضيه لأجل أن يجلب له قوت يومه ، مثله كمثل الشحات ولكن الأسلوب أختلف من الأسلوب الأنساني إلى الأسلوب الحيواني علماً بأن الحيوانات تحتقر هذا الأسلوب فيما بينها ، أو قيادة مضطجعه في أرض الجنوب على فراش العجز الأرادي التي حاكته أناملها حول نفسها ، لتخلق الأعاقة في رجولتها وشهامتها ونخوتها وغيرتها على خدمة وطنها وشعبها الصبور الجسور ، لكن ليس كل قائد يمكن ترويضه وجعله خاتم في الأصابع ، فالمعادن تختلف مكانتها وقيمتها بأختلاف مميزاتها وجودتها ، فالذهب حتى وإن تعرض لتضاريس قاسية و عوامل تعرية بركانية ، ولكنه يظل من أشارف وأسياد المعادن حتى وإن لديه أختلاف بسيط في عياراته ، فهذا لايمنعه من أن يكون سيد وملك المعادن على مدى العصور . فاليوم ماتراه في القادة من عجز وضعف وخضوع ، يجعلك تراجع حساباتك وتبحث عن المعنى الحقيقي لهذه الكلمة ( قائد ) ، لان هذه الكلمة لها رنين على مسامعنا، ولكن عندما ترى هذا القائد وتبحث عن تاريخه تجد أنه لا يستحق حتى حرف من هذه الكلمة ، لأنه أستطاع أن يكتسب هذا اللقب ولكنه لم يستطيع أن يبروزه بأعمال ومواقف مشرفة ونضالية ووطنية ، التي ممكن أن يقوم بها لخدمة شعبه ووطنه وبها يستطيع أن يتربع على عرش أسياد تاريخ الجنوب . فاليوم شاء القدر أن ينصب عرش أسياد تاريخ الجنوب على ثلاثي شبوة ، الذين أستطاعوا أن يكسرو قيود كل أعداء الجنوب ، وأثبتوا عبر تضحيتهم بالغالي والنفيس ليس بالمال فقط بل أيضاً بالأرواح والتفكير الممزوج بالهموم لأجل أنقاذ شعبهم من محنهم التي فرضت عليهم ، وأستطاعوا أن يخطوا بأرواحهم على الألغام التي زرعها التحالف وحلفائه ، لأجل منع أنتشال الشعب الجنوبي من الفوضة والفقر وتدهور الخدمات ، ورغم أن من حولهم قد سارعوا بخطى سبقت سيل الخيانة والبيع والشراء والعبودية ، لأجل البقاء على المناصب حتى ولو على حساب جثامين شعبهم ، ولكن ثلاثي شبوة لم يفكروا كيف يحافظوا على مناصبهم في حالة خالفوا قواعد لعبة الأعداء ( الفوضى الخلاقة في الجنوب حتى ينجح مخطط الأعداء ) ، ولم يفكروا ماهي العواقب التي قد تصل إلى الأغتيال ، ولم تسمح أخلاقهم ومبادئهم أن يقفوا مكتوفين الأيدي وشعبهم يعاني أمامهم . فهؤلاء الثلاثي الشبواني ( الكود ، لملس ، بن عديو ) الذين أرى فيهم السيف الماسي ثلاثي الأنصال ، الذي قطع كل قيود الأنتظار للأوامر العليا الفاشلة والمسيرة من أعداؤنا الذين لا يبحثوا لنا عن الخير ، حيث أستطاع المحافظ / أحمد لملس ، ورغم الظروف الميتة الغير مهيئة لأي إنجاز ( نظراً لدسائس والمؤامرات ضد الجنوب ) ، أن يثبت معدنه الأصيل ووطنيته لخدمة المواطن ، وذلك بالنزول إلى المؤسسات الخدمية وأنتشالها من الركود التقاعسي ، وبداء تحريك ميائها الراكدة لتصب في مصلحة خدمة المواطن ، وما زادني ذهول إن لم تكن هيبة كسبتها من موقفه الرجولي القائدي الأستثنائي ، الممثل بوفائه بوعده بصرف راتب شهر ثاني للقوات المسلحة الجنوبية وعبر الصرافين وبالدين ، ليقول لمن وعدوه بصرف راتبين ومن ثم خذلوه ، أنني محافظ عدن فلن يمنعني مماحكاتكم السياسية والمستقبلية ، ولن يقيدني تأخير تنفيذ أتفاق الرياض ، ولن تقيدني قيود وعودكم الخائنة لي قبل الشعب ، ولن أكون المسؤول التلفوني الذي ينتظر أوامركم لأنجاز واجبي في سبيل خدمة هذا المواطن ، الذي خُذل منكم في أكثر من مرة ، ليثبت للجميع بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب وأن عدن مازالت تضخ بالرجال المثاليين الغيورين على شعبهم . أما الشخصية الشبوانية الثانية التي لو صارت بحار الأرض حبراً وأشجار الأرض كتبً وأملك أقلاماً بعدد سكان الأرض ، لما أستطعت أن أوفي بواحد بالمائة من أعطائك حقك من كثرة مواقفك النضالية والأنسانية المطرزة بوطنيتك الصادقة والفعلية إن لم تكن الروحية ، أنه العميد المناضل/ علي الكود ، الأب الروحي للمقاومة الجنوبية الذي لا يمكن أن تُنتسى مواقفه الوطنية في السلم والحرب ، فمن يستطيع أن ينسى موقفه التضحياتي الخيالي عندما ضخ بكل مايملك من مال لدعم المقاومة الجنوبية ، لتصدي للمليشيات الحوثية وعندما نفذ كل ما لديه وأصبح الحوثي على مشارف التواهي وأصبحت المقاومة لا تملك غذاء في ذلك اليوم ، لم يتأخر الأب الروحي في عمله النضالي ليبيع ذهب أسرته لأجل أن يطعم المقاومة الجنوبية لتستمر مقاومة المليشيات الحوثية ، ولم يكتفي بتضحيته بالمال بل أيضاً قاتل وهو وأسرته ليحصد من هذه الحرب جريحين وشهيدين ، الجريح الاول احمد الكود أخو المناضل/ علي الكود الذي أصيب بطلق ناري على مستوى الظهر ، لتسبب له شلل نصفي جعلته طريح الكرسي المتحرك إلى هذه اللحظة ، وأيضاً الجريح الثاني صالح الكود أخو المناضل/ علي الكود الذي أصيب في وجهه لتحرمه من حاسة السمع إلى هذه اللحظة ، وأما الشهيدين فهما الشهيد/ محمد سالم الكود أبن أخو المناضل/ علي الكود الذي أستشهد في جبهة حجيف في ليلة العيد ، وأيضاً الشهيد علي الوعل خال المناضل/ علي الكود الذي استشهد في ابين ، رحمة الله عليهم وعلى قائدهم الأب الروحي للمقاومة الجنوبية . وبرغم أنه خُذل ، إن لم تكن حرب سياسية تجوعية للقضاء على الجبهات المواجهة للحوثي المجوس ، وتم محاربته عن طريق تخفيض الأعتماد الخاص بتموين الجبهات الأمامية من النص إلى الربع إلى الصفر ، ولكنه لم يخضع ولم يتبرأ من الجبهات ولم يتهرب من واجبه الوطني النخاعي ، ليتدين وبالمليارات من التجار الذين يرتبط بهم بعلاقات أخوية ، لدعم اللأمنتهي بكل الأحتياجات من غذاء وملابس ومشتقات نفطية لكل الجبهات القتالية المواجهة للعميل الأيراني ، علماً بأنه قد أوصل صوته إلى جميع الجهات المعنية لسداد الدين ولكن لا مجيب لمن ينادي . وهل من الممكن أن ننسى دعمك السخي لمدة شهرين بالمال والغذاء والمشتقات النفطية للجنة التهدئة ، التي وكلت بمهام التهدئة بين الانتقالي والشرعية في أبين ، ولم شمل الجنوبيين وحقن دماء شباب الجنوب ، فإن دل ذلك فإنما يدل على غيرتك على دماء أهلك ووطنيتك السرمدية ، وأختم صفحة واحدة من كتابك النضالي بمواقفك الأنسانية مفتوحة الحدود والتي لا تعد ولا تحصى . أما الشخصية الثالثة فإنه المحافظ / محمد صالح بن عديو ، الذي أستطاع أن ينتزع أستحقاقات ثروات شبوة ويسخرها لأعادة تأهيل وتنمية محافظة شبوة، وينتشلها من نمطها القديم إلى الحداثة لتنافس بقية المحافظات . ليثبتوا ثلاثي شبوة للجميع أن هذا الزمن هو زمن رجال شبوة ليس بالقول ولكن بالعمل ، لذلك إن أردتم رجال دولة فهم أحق بها ، وماهم إلا إمتداد طبيعي لشبوة التاريخ والحضارة ...