فلندع المقدمات جانبًا ياصديقي، انا أحب امرأة مجنونة ياصديقي، امرأة لها حضورها الخاص، وهالاتها السودا، امراة ترفض الاعتيادِ والمألوف، وتتزحلق على عتبة التمرد، في عينها نظرة سامة، رغبة لشيء ما، تُحب ذاتها، تُحب غرابتها، اكتب إليها، لعلني اقتلع المسافة الفاصلة بيني وبينها، بالسير إليها عبر السطور، إنها لوحة خالدة، لها وجه لا يمكن أن ينتمي إلى معايير الجمال، في هذا العصر، بل ينتمي إلى تلك العصور، التي كانت فيها المرأة إله، هي ربة من ربات الجمال، وبالتالي هي تنتمي الى ماقبل زمن التصوير هكذا وجوه لا يمكن للكامرا أن توفيها حقها، بل ريشةٌ من فنانين عصر النهضة، مايكل انجلو او ما شابه تلك العبقرية الفنية، وجه ينحت، ويرسم، ولا أبلغ إن قلت يُأكل ولا ملامة في ذلك، لكنني اتساءل، كيف للوحةً فنية، أن تتحرك، وتضحك، وترقص، وتحتضن.. إنها شاسعة، كمدينة، إلا إنها مدينة كل سكانها، في غاية الجمال، وكلما ابتسمت يولد جمالاً في هذه المدينة، ويجب أن أعترف ياصديقي، أن عقلي مُحتل بالكامل، كطفل استسلم للنوم بين ذراعيّ أمه، لينعم براحةً أبدية.