اليمن لم يشهد استقراراً وازدهاراً منذ ما بعد الاستقلال عن بريطانيا جنوباً وعن مملكة الإمامة شمالاً ظلت الصرعات والحروب العبثية سيدة الموقف ولعبة قذرة يلعبها ساسة الأحزاب الحكام لشطري اليمن من أجل الوصول إلى كرسي السلطة حتى وإن توحد اليمن شماله وجنوبه ظل الصراع والحرب قائماً حتى عامي 1994م و 2015م وصولاً إلى أحداث عدن الأخيرة جنوبي اليمن حيث تفجر الوضع عسكرياً في العاصمة المؤقتة عدن في شهر أغسطس عام 2019م بين القوات العسكرية والأمنية ليصل بعد ذلك إلى المحافظات الجنوبية الأخرى تواجه الطرفان منذ مايقارب عام واتخذت هاتان القوتان لها ساحة معارك في عديد من الجبهات بمحافظة أبين ودارت المعارك بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الشرعية اليمنية مايقارب عام من الحرب بين جميع أبناء المحافظات الجنوبية وخلال هذه الفترة سفكت الدماء وانتثرت الأشلاء ورملت النساء ويتم الأطفال واحرقت فلذات اكباد الامهات على أبنائهن الذين قتلوا والذين جرحوا والبعض منهم أعيقوا منذ بداية المعركة إلى أواخر شهر دسيمبر لعام 2020م. لقد دأبت قيادات سياسية وعسكرية منتمية لأحزاب يمنية ولاؤها ومآربها للأحزاب وليس للوطن منذ أن تفجرت أحداث أغسطس بين هذه القوات استطاعوا عبر أحزابهم العدائية إلى تغذية العداوة والأحقاد بين أبناء المحافظات الجنوبية المحررة من المليشيات الحوثية من خلال إثارة النعرات المناطقية واتخذوا الجنوبيين وقوداً لنار الحرب وحاولوا جاهدين أن يسعوا لإشعال الفتن من أجل تحقيق ما يريده ساستهم تحت مبررات وطنية وأخرى دينية ليس لهذه القيادة السياسية والعسكرية التي دأبت إلى تفجير الموقف عسكرياً إلا حب المناصب وليس لها هم ولا حس للوطن والمواطن بشيء سوى حبها لذاتها والصعود على كرسي السلطة خدمة لسيدها الذي أوصلها إلى هذا المقعد الذي لاتستحقه.
تعمدت في حربها إلى زج الشباب نحو محارق الموت طيلة عام بحرب عبثية لاتخدم إلا أعداء الوطن هكذا انتهجت أسلوب حربها ليتقاتل أبناء المحافظات المحررة فيما بينهم البين ولم تعمل على لم الشمل الجنوبي ودرء الفتنة وإخمادها بين الإخوان وكذلك لم تعمل على توجيه القوات إلى المعركة الحقيقية مع المليشيا الحوثية لاستعادة بقية محافظات الجمهورية الخاضعة تحت وصاية مليشيا الحوثي فلقد ظن وكلاء الدول المعادية للتحالف العربي في اليمن ممن نسميهم أقزام السياسية بأنهم سيمررون خططهم الشيطانية القذرة على دول التحالف العربي الداعمة للشرعية اليمنية عبر وسائل إعلامهم بالتشويه والإساءة لدول التحالف العربي واتهامها بالأباطيل الكاذبة بنهب ثروة اليمن البترولية والبحرية والزراعية وغيرها من موارد البلاد من أجل كسب زخم مجتمعي وشعبي إلى صالحهم وصالح الجهة التي يستظلون تحتها واستهداف التحالف العربي بحجة سيادة الوطن.
بعد كل هذه الأشهر التي دارت فيها معارك الحرب العبثية وأزهقت فيها الأنفس والأرواح البريئة بغير حق اتفق الجميع في اليمن نحو مرحلة جديدة لتشكيل حكومة كفاءات مشكلة من 25 وزيراً مناصفة بين الجنوب والشمال لإدارة شؤون المحافظات المحررة خدمياً وتنموياً واقتصادياً لإنقاذ حياة المواطنين بهذه المناطق المحررة والتركيز على الجبهات وتوحيدها نحو مواجهة المليشيات الحوثية والعمل تحت مظلة شرعية فخامة رئيس الجمهورية اليمنية المشير ركن عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة واقتنع الكل بذلك فهذا جيد لوقف نزيف الدم بين الطرفين والاتجاه نحو الشراكة والبدء بالعمل والبناء والتنمية في شمال اليمن وجنوبه.
أدرك المتحاربون بأن اتفاق الرياض هو الحل الأنسب بعد بذل جهود سعودية حثيثة جرت بين كافة الأطراف المتصارعة لتنفيذ اتفاق الرياض بشقيه السياسي والعسكري من أجل صيانة الدماء والأرواح التي أزهقت على مدى عام ويتطلع أبناء الشعب من الحكومة الجديدة أن تسير أمور المناطق المحررة مثلما السابق وأفضل وتنهي كل الفتن والحروب التي انتجتها وافتعلتها الحكومة السابقة ويأمل المواطنون أن تعمل الحكومة الجديدة بكل جهد وأخلاص للقضاء على الفساد الإداري والمالي من أجهزة ومرافق الدولة في كافة المحافظات المحررة واستبعاد مفتني ومشعلي الحروب من الوطن إلى خارجه ورميهم إلى مزبلة التاريخ.