حتى اليوم 1-1-2021م أعيش مغترباً في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من عشرين عاماً، نعم أعيش فيها مع عائلتي، ولله الحمد عيشة كريمة، وفِي أمن وأمان. إلا أنني في عام 2010م، وضعت خطة خمسية، من أهم بنودها مغادرتي للمملكة في عام 2015م وبدأت فوراً في تنفيذ بنودها، فاشتريت أرضاً في عدن وبنيتها، وكنت أهم بحجز مكتب في أحد الأبراج الإدارية التي تم الإعلان عنها في عدن، لكي أسس فيه مكتب محاماة، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، فلم يأتِ عام 2015م إلا واليمن كان قد بدأ خطواتها الأولى نحو نفقه المظلم الحالي، فتبدلت الخطط، وتأجل حلم العودة، إلى أجلٍ غير مسمى، وبقى حنينها كامن في الصدر، إلى أن يحدث الله أمراً كان مفعولاً. ورغم ذلك إلا أنني كنت ولا زلت، أحلم وأمني النفس أن أعيش، عيشة كريمة في وطني، وأكمل ما تبقى من عمري فيه، ويضم رفاتي ترابه الطاهر، الطهور لمن صلى. لا يهمني مسمى ذلك الوطن الذي أرنو إليه، وما يهمني أن أعيش فيه حراً كريماً أبياً في أُفاخر به بين الأمم، ولا يهمني من يحكمه، ولكن يهمني كيف يحكمه، بأن يحكمنا بموجب دستور وقانون، يطبقهما قضاءٌ عادل. لا يهمني ..ويهمني .. أمنيات كثيرة يكتنزها صدري، أمنيات ليست بالمستحيلة، ولكن الأيام والسنين تمر سراعاً، فمشى كل الزمن وأنا في مكاني، غزاني الشيب فاتتني الأماني��. فهل ترون يا أصدقائي، بأنين مُجنِّحٌ في خيالي وأمنياتي بعيداً عن الواقع؟ أم أن السبيل إلى تحقق تلك الأمنيات وارد؟ وهل أكون راكضاً لنعمةٍ برجلي إن أنا تركت حياة الغربة وعدت للوطن؟ أم أن ذلك قرار سليم وواقعي؟. ولَكم خالص مودتي،، أنيس صالح القاضي مستشار قانوني