الحلقة الأولى من ملاحظاتي عن كورونا 2020م! تقديم: لم يتغير شيء بين يوم أمس الأول 31 ديسمبر 2020م واليوم 3 يناير 2021م غير سجل الروزنامة (التقويم الجديد)الذي وضع على مكاتب الدول والشركات والمصانع والمؤسسات التعليمية والعلمية والطبية وانظمة الحواسيب وباركود المحلات التجارية وغيرها, وما زال شبح كورونا يلقي بظلاله على العالم الذي احتله بعد غزوته الكونية الكبرى للكرة الأرضية واجتياحه لها عام كورونا 2020م. ولذلك سوف يخلد التاريخ إلى الأبد الأبيد بطولة فيروس كورونا وتغلبه علينا عام 2020م كعام غير فيه سفر التاريخ فيروس لا تراه العين المجردة! وكواحد ممن عاش قصة الجائحة الكونية الكبرى وكان ضمن المعنيين الذين استهدفهم الفيروس مباشر وليلها استلمت الرسالة المفزعة الساعة 8 و20دقيقة مساء يوم 21 يونيو2020م ((عزيزي صاحب الهوية المنتهية 0358وزارة الصحة تبلغك ان نتيجة فحص كورونا التي اجريت لك بتاريخ 13/6/2020م ايجابية(مصاب)). ولحظتها انتقلت من متفرج إلى مصاب في قلب الحدث وتذكرت عبارة مشهورة كان يرددها الآباء والاجداد( (ما احسن الحرب مع المتفرجين) حيث شعرت بالمرارة عندما تحولت من متفرج إلى مصاب منبوذ ولحظتها فروا مني صاحبتي وبنتي وبنيا! ورغم اني لم اشعر بأعراضه إلا شيء لا يذكر لكني عشت لحظات الذهول عندما وصلتني رسالة وزارة الصحة السعودية تؤكد اصابتي الايجابية بفيروس كرونا . وساعتها انتقلت من مراقب ولهان إلى مصاب مرعوب الجانب خاصة في اللحظات الأولى حيث لم يؤرقني إلا تمنياتي ((ان امسح كل ما سجل الرقيب الملازم ذات الشمال من ذنوب وان يشطبها بشخطة قلم حسب التعبير الدارج.)) وبعد 8ساعات من تأكيد اصابتي وبتوفيق من الله ثم بتواصل زوجتي وابنتي وهما طبيبتان حفظهما الله, حصلت على سرير في مستشفى رعاية الرائع في الرياض , ونلت قمة الرعاية الطبية بفضل من الله ثم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين حفظهما الله. والحمد لله بعد 3 ايام عناية في المستشفى عمل لي الفحص الثاني وكانت نتيجته في اليوم الخامس سلبية حيث وصلتني هذه الرسالة (عزيزي صاحب الهوية المنتهية 0358وزارة الصحة تبلغك بأن نتيجة فحص كورونا التي اجريت لك بتاريخ 17/6/2020م سلبية(غير مصاب) ويومها خريت ساجدا لله وخرجت من المستشفى مكلل بتاج الصحة وللحيطة لزمت العزل الانفرادي 18 يوم اخرى. وواقع عام كرونا 2020م كنا جميعا معزولين جسديا عن العالم ومن قلب العزلة كتبت مذكراتي ومنها عن كورونا, انشرها من اليوم في 5 حلقات للاطلاع , واحفظها في مذكراتي للتاريخ! وإليكم الحقة الأولى اتمنى ان تنال اعجابكم: ما قصر كرونا فدمنا وفدم العالم تقديم : لولا ما سخر الله لنا من علوم هدى لها اعظم العقول البشرية في مختلف مجالات الحياة ومنها الثورة الرقمية في علوم الاتصالات التي حولة العالم إلى قرية ونحن اليوم نشاهد بث حي لما حل بالعالم بفعل فيروس كوفيد19 ( كورونا ) اقول لولا ذلك لما صدق احد على الاطلاق ما عشناه ونعايشه من انقلاب جذري في حياتنا الاجتماعية والعملية والاقتصادية وحتى الروحية! ناهيكم عن التسونامي القادم بعد ان اقفل هذا الفيروس المرعب الشرس كل المصانع والمراكز التجارية وبورصات المال والأعمال والمدارس والجامعات واعظم المقدسات ودور العبادة وأوقف وسائل المواصلات البرية والبحرية والجوية وجميع الانشطة الاجتماعية رياضية وعلمية وادبية وفنية , وما يترتب عليها من ركود نسأل الله اللطف كورونا وجبروت الضآلة: منذ اوج صراع المعسكرين الشرقي والغربي أيام الحرب الباردة وحتى اليوم والعالم بين هزة واخرى يتوجس من حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر تدمر العالم بالصواريخ النووية العابرة للقارات المنطلقة من قواعدها المتخفية والمتحركة ومن قواصات كامنة تحت الماء ومدمرات وحاملات طائرات تقذفها من فوق سطح الماء وتسقطها القاذفات من السماء وتحمل الموت والدمار بما فيها المحملة بالأسلحة الجرثومية والكيماوية والفسفورية وما لا نعلم ما في خزائن وبنوك الموت التي تخفيها الدول المستعظم ظلمها من ترسانات الموت , وتفاقم ذلك بعد ان وصل العلم إلى تفجير قلب الذرة ليطلق طاقتها الجبارة وهو اخطر ما وصلت إليه عقول البشرية للشر وكذلك اعظم ما وصلت اليه البشرية للخير! وظل العالم وإلى اليوم خائف يترقب الشر المستطير لهذه القوة المرعبة ,خاصة وأيدي جنود الصواريخ النووية على الزناد وفي حالة تأهب قصوى, وقادة وهيأت أركان جيوش الدول العظمى يستقون عبر مئات الأقمار الصناعية ما ترصده عن العدو المحتمل لحظة بلحظة فوق ما ترصده عبر مخابراتها ومخبريها وعملائها وكل ذلك وفق خطط وبرامج ذكية وامكانيات مذهلة!. ورغم كل ذلك لم يخطر على بال علماء الأرض وساستها وزعمائها وقادتها العسكريين ومراكز أبحاثها المختلفة أن يشن فيروس لا تراه العين المجردة حربه العالمية العظمى على جميع دول وسكان الأرض!. وأن يقصد ويهاجم بجيوشه القاتلة عنوة الدول العظمى التي اتخذها هدفه الأول مبتدئا بجمهورية الصين الشعبية أكبر دولة يسكنها 25 % من سكان الأرض وتملك ثاني اكبر اقتصاد في العالم وهي في اوج تعاظمها ثم يذهل العالم ليقطع عشرات الألوف من الكيلومترات متجاوزا المحيطات والقارات مخترقا لكل التحصينات ليهاجم بكل شراسة وضراوة بقية الدول العظمى: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا ثم ألمانيا وإيطاليا واليابان والهند والبرازيل وجميع دول وشعوب الأرض , ويفتك ويقتل مئات الألوف من شعوبها ويصيب عشرات الملايين إلى اليوم , وما زال في أوجه هجومه القاتل! وفوق ذلك يكمم أفواه زعمائها وقادة قواتها المسلحة قبل شعوبها , بل ويصيب ويقتل كثير من قادتها وعلمائها واطبائها ,, نسأل الله ان يلطف بجميع أهل الأرض وأن يرفع عنا البلاء بحوله وقدرته . يتبع الحلقة 2