الحلقة 2 من مذكرات كورونا 2020م أكتب هذه الملاحظة للتاريخ ولعل من يأتي بعدنا تذكره ما حل بنا عام كورونا !!! 1-جائحة كورونا أقامت العالم بأسره ولم تقعده بعد, فما زالت في أوجها وحال العالم المسكين ذليلا مرهوب الجانب ترتعد فرائصه تحت ضغط الخوف والرهاب وبين الحيرة والذهول يترنح وسط سعار السوشيال ميديا التي لا تقل فتكا عن فيروس كورونا الذي رجفت له قلوب البشرية على وقع رجف قلوب زعماء الدول العظمى وعواصمها فهذه أعظم دول العالم تقدما وعلما وثقافة ونظم وثروات , تجثو قبل أن يقعدها فيروس كورونا الذي لا يرى !!! نسأل الله بحوله وقدرته , وهو يرينا جبروت الضآلة المختزن في تكوين هذا الفيروس الفتاك , أن لا يجاوز ما بعد القعود إلى ...وأن يلطف على عموم البشرية. 2- دول بعدد أصابع اليد الواحدة ارهبت العالم بقوتها وجبروتها وهي القوى العظمى التي يعود إليها مصير العالم وهي بالتالي تظن انها من يحدد ويتحكم بخير وشر أهل الأرض, تستحوذ على الثروات , وتوجه نار الحروب المشتعلة في معظم قارات العالم وفق مصالحها لا يهمها من هلك بالحروب أو مات بالأوبئة الفتاكة !!!! واليوم تجثو أمام شبح فيروس لا تراه العين المجردة!!! لكنه يراه الباري جبار السموات والأرض جل جلاله , ليري كل متكبر على وجه الأرض كيف يجثو أمام هذا الفيروس الذي سلحه الجبار بجبروت الضآلة !!! سبحان الله العظيم 3-عند بداية أخبار كورونا ظهر الرئيس الأمريكي ترامب وكأنه لا زال مسكون بالصراع التكنولوجي المحتدم بين شركة أبل الأمريكية وهواوي الصينية ووصيفاتهما واصفا فيروس كورونا بالفيروس الصيني !! ليطمئن الشعب الأمريكي بأن الفيروس بضاعة صينية المنشأ مغشوشة سهلة التلف ولا سوق لها عند الأغنياء الكبار وفي مرابعهم . 4 -ومثله ظهر كثير من زعماء العالم كالمصدوم بخبر مفجع فبادروا بالشك ليتربع للحظات على عرش اليقين و بأن شيء لن يحدث , فكان اليقين وحلت الكارثة !!! 5- بداية الجائحة أرسل لي أحد الأصدقاء ما كتبه أحد المتفذلكين أن فيروس كورونا عقاب أنزله الله على دولة الصين الملحدة انتقاما لإخواننا المسلمين !!! يومها كنت أقرأ قصة طاعون عمواس الذي استشهد فيه سيدنا ابو عبيدة بن الجراح مع 30 ألف ممن فتحوا بلاد الشام وخاضوا معركة اليرموك بقيادته وقلت لصديقي أقرأ وتفكر بقدرة الله سبحانه وتعالى , واستعد للوقاية وأعمل بكل الأسباب خير من نشر هذا الغثاء فالفيروس لا يميز بين مسلم وغيره 6 - انطلق فيروس كورونا من مركز أكبر دولة في العالم وتنامت إلينا أخباره وكبرت موجاتها الارتدادية وكأنه زلزال عظيم فوق مستوى سمعنا وادراكنا وعلمنا بدأت القنوات العربية بث مباشر من عواصم الشرق والغرب تواكب الحدث ويرد مراسليها على أيقوناتها الجميلة اللاتي كانت تمسي كل ليلة تكيل لنا حصاد الدم العربي عبر نشرات الأخبار المضرجة بأحمر شفاهها! لكن كورونا غيب جميلات نشرات الطقس اللاتي كن يطللن بعد حصاد الموت ليطمئنن سياحنا وكبارنا عن حالة الطقس في لندن وباريس وبرلين وروما ومدريد وواشنطن. يتبع الحلقة 3 بقلم /صلاح ألطفي مايو 2020م