ملاحظاتي حول كورون ( الحلقة 5 ) 16 – وصل سعر قدم لاعب كرة جلد منفوخة إلى 200 مليون يورو وراتب صاحب القدم الذهبي بين 3 – 8 مليون يورو في الشهر الواحد , وفي المقابل لم نسمع عن ثمن عقل من عقول العلماء الذين يفنون حياتهم في البحث عن علاج ناجع أو لقاح يقي مئات الملايين من البشر من شرور الأمراض المعدية والفيروسات القاتلة الذي قد يعتكف احدهم عشرين عام في البحث , وفاء للأمانة التي اخلص لها !!! وراتب ألف عالم اليوم اقل من راتب لاعب منفوخ نفخته ميديا حرباء العصر , يجري وراء الجلد المنفوخ !!! تابعوا الآتي 17- قبل سبع سنوات كنت في القرية في اجمل أيام بواكير صيف 2013 م , كانت الساعة تقريبا الواحدة صباحا , الهدوء يطبق على السمع حد الاستغراق وكل خلية في كياني تشاركني نعيم لا مثيل له في الطابق الرابع ببيتنا الشامخ فوق وادي ذي علام بقريتي الطف!!! بعيد عن صخب المدينة وضجيجها الذي يقاسمني الضجر كل ليلة كما هو الحال لسنين طويلة في الغربة !!! فجأة فز الهدوء قبلي مذعورا !!! على انفجارات مرعبة أضأت غرفتي بموجات شهب بيضاء , وعلى رعبها هرعت إلى سطح المنزل وكان المنظر المذهل الذي غض مضاجع الصغار والكبار : سماء قريتي وغالبية قرى يافع البعيدة والقريبة معدلات من كل حدب وبيت تزخ مخازنها المضيئة التي ترسم على سماء يافع علامات ( أكس ) تتقاطع وتقطع قلوب الكثير الذين لم يدركوا ما هو الحدث العظيم الذي اضاء السماء بآلاف المضويات والألعاب النارية بعضها من العيار الثقيل الذي عادتا تقوم به القوات المسلحة في أعيادها المجيدة !!! لم يكن هناك ما ينبئ عن فرحة كبرى , ولا هناك بوادر عن استقلال الجنوب , والعيد بعد 8 ايام !!! تسمرت فوق السطح , ناديت ثم ناديت ولم يسمعني أحد , وبعد موجة من الرعب العاصف , استجاب لندائي أحد الأقرباء من أقرب بيت وسط القرية بعد أن اطلق المخزن الثاني من الطلقات المضيئة !!! وكانت المفاجأة : يا عم صلاح بكرة الغداء عندي والقات عليا , خير يا ( ع )؟ فقال مستنكرا كيف خير يا عم صلاح الظاهر انك عدت تقرأ الرواية التي (صجيتنا) بها أمس عن يوغسلافيا ( وهي رواية عالمية رائعة عنونها مواطن الألم تحكي حال شعوب يوغسلافيا المشردين , كحالنا بعد 1994م ) , يا عم صلاح اليوم أعظم نصر في التاريخ !!! خير : الحمد لله انتصرنا , بكره الغداء والقات عليا , ولا كلمة !!! لم استطيع حوار قريبي في جوف الليل وعن بعد , ولم يتضح لي النصر وقائده إلا عندما تفاجأت بمواكب تتقاطر انوارها إلى وسط القرية , فنزلت وأخذت التريك ( مصباح يدوي ) وما يلزم من لباس يقي برد آخر الليل حتى في الصيف كما هو صيفنا الرائع في يافع!! المهم شديت الحيل وإلى ملم القرية , وقبل وصولي كان هرج ومرج بلغ اذني الجوزاء منه زمازم . وصلت , واتضح النصر وقائد النصر القائد العظيم ميسي حقق حلم شبابنا وقاد نصر البرشة وفيلقهم العظيم في (الأندلس الذي لم يقرأ أحد منهم قصته !!!) وأهدى شبابنا كاس غرناطة وهو كأس كؤوس الأندلس , بعد تقلبه على فرق قرطبة واشبيلية , وتم بحمد الله انتزاعه من آخر فريق معادي كان يقوده أبو عبد الله الصغير آخر ملوك الطوائف وعدو فريق ميسي العظيم ومن يحب يقرأ عمق مأساة الأندلس لا تفوته رواية المرحومة الاستاذة الجامعية الروائية والمؤرخة العظيمة رضوى عاشور (ثلاثية غرناطة) يتبع .....