قتل في صنعاء منذ أيام شابان لتجاوزهما موكب عرس مهيب لأقرباء أحد المشايخ.. حتى اليوم لم نسمع عن إجراءت فعالة في ضبط الجناة كل ما سمعناه تهديد ووعيد، وادعت الداخلية أنها ألقت القبض على أحد الأشخاص له علاقة بالجريمة، فأتى الشخص ليكذِّب الوزارة ويقول بأنه سلم نفسه رهينة حتى تهدأ النفوس. كيف للنفوس أن تهدأ والقتلة طلقاء، وهم بحماية رجل يفترض أنه متدين ويحفظ قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ". وقوله تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ". فهل يعي هؤلاء القتلة ومن يحميهم خطورة التحذير الرباني للناس جميعاً من خطورة ما يقومون به وخطورة الاستهانة بأرواح الناس؟ أليس من قُتل هنا هما شابان في مقتبل العمر ينبغي أن يؤخذ القصاص لهما؟ أم أن الشابين ينتميان إلى محافظة عدن وهي مدينة مدنية مسالمة وبالتالي لا ينبغي أن نبحث عن القتلة فالأمر سيُنسى بعد فترة ولن يقوم أولياء الدم بخطف الأجانب للضغط على الدولة لتقوم بواجبها. أو ربما أن الشابين رحمهما الله تعالى ليسا أهلاً لأن يؤخذ قصاصهما لأنهما أو أحدهما كان يتابع إجراءات سفره ليخرج من هذه البلدة -الظالم أهلها- للدراسة في ألمانيا الكافرة؛ لذلك كان التخلص منهما حتى لا يعودا بفكر قد يكون ملؤه الكفر والإلحاد والزندقة. لو كان الشابان من محافظة قبلية لأتى المسلحون إلى صنعاء وربما يحاصرون وزارة الداخلية، لكن أهل القتيلين من محافظة عدن؛ لذلك ينبغي أن يتم تمييع القضية والضغط على أولياء القتيلين لتنزلوا عن القضية. الشابان لا يستحقان القصاص فهما ينبغي أن يعتذرا للعروسين لأهل العروسين فقد أقلقا سكينة العروسين وأفزعاهما مرتين: المرة الأولى بتجاوزهما موكب العروسين. والمرة الثانية بتسببهما بإطلاق النار على جسديهما. وما دام الاعتذار منهما قد أصبح مستحيلا فينبغي أن يقام حفل قبلي كبير يحضره أولياء القتيلين لقدموا الاعتذار للعروسين وأهلهما، ليس هذا فقط بل يجب على أولياء الدم أن يقدموا التعويضات المادية اللازمة للعروسين وأهلهما حتى يتم الصفح عن الشابين القتيلين فإن أهل العروسين المساكين قد فجعوا بسبب ما حدث لابنيهما في هذه الحادثة، فكيف لعروس أو عريس يتبعان الشيخ العواضي تتجاوزهما سيارة شابين لا ينتميان إلى قبيلة؟ يجب على أولياء القتيلين أن يكتبا تعهداً خطياً وبضمانة دولية ألا يحدث منهما ولا من القتيلين –الشهيدين- هذا الأمر مرة أخرى، ومهما كانت الأسباب والمبررات، فإفزاع العروسين أمر لا يقبله أحد. أما الدولة فيجب عليها إحضار أولياء القتيلين إلى منزل الشيخ العواضي للاعتذار له ويُفضل أن يكون الاعتذار في مكان عام وأن ينقله التلفزيون الرسمي حتى يُرد للقاتل – آسف أقصد للشيخ- اعتباره. يجب على الدولة أيضا أن تضمن ألا يكرر القتيلان أو أولياءهما هذا التصرف وتجاوز موكب أي عروسين لآل العواضي مرة أخرى، وإلا فآل العواضي في حل من أي إجراء يتخذونه في حق المعتدين على عرسهم