لقد انطلقت الثورة الجنوبية ومرت بمراحل عصيبة ومخاض عسير، ومنذ تفجرت الثورة وانطلاق الحراك الجنوبي وشعب الجنوب يخوض نضال سلمي، ضد قوى الاحتلال اليمني وعصابات الإصلاح التكفيرية، لم تفنيهم الدبابات والمصفحات والأطقم العسكرية، ولن تخيفهم سجون ومعتقلات الاحتلال اليمني، الذي هي أشبة بسجون غندهار وغوانتانامو وأبو غريب، حيث تعد من أقذر السجون في العالم فلا يوجد بها محاكمات ولا قضاة ولا محامين ولا هيئة دفاع ولا خدمات إنسانية ورعاية صحية واجه أبناء الجنوب كل أنواع العنف، وسقط فيها الشهيد تلو الشهيد، ودفعوا فيها الغالي والنفيس وواجهوا فيها أبشع أنواع القهر والإذلال، وشعب الجنوب مصمم على أن يجعل مغول العصر فك الارتباط وعودة الرئيس الشرعي علي سالم البيض
لكن ما نراه اليوم من بعض الخونة وأشباه الجنوبيين، الذي يتشدقون باسم الجنوب وينصبون أنفسهم أوصياء على القضية الجنوبية وقد خانوا المبادئ وقيم الرجولة حيث أن الرجولة الحقيقية تتجلى في المواقف، والوفاء العهد والصدق في الكلام ونصرة المظلوم والكرم والشجاعة والعيش من أجل مبدأ والموت من أجل عقيدة
أن مشكلة أولئك النفر، أنهم تشبهوا بالمناضلين أو أنهم تصرفوا بخفة وطيش كالأطفال والصبيان؟من هنا أوجه كلمات أشبه بالحمم وكرات اللهب، تنهال على رؤوس الخونة والجبناء، الذي خانوا الوطن وخانوا دماء الشهداء، وخانوا الجرحى وخانوا المعتقلين وخانوا الثوار، لقد حرقت كروتهم وأصبحوا خاسرون، حيث لم تكن المشكلة في ذكورية أولئك القوم.. بل كانت في رجولتهم، لأنهم يريدون تمرير الحوار العقيم، ولا يحترموا إرادة الشارع الجنوبي، والهدف واضح أن هؤلاء الذي ركبوا الموجة مؤخراً، يريدون استثمار القضية الجنوبية واستلام المال المدنس، وهاهم اليوم ينصبوا أنفسهم أوصيا على القضية الجنوبية بعد أن رفضهم الشارع الجنوبي تماماً
ولعلنا نسأل هنا: هل كان بوسع هؤلاء يستطيع كل واحد منهم أن يجمع حوله أكثر من شخص، أم أن الشارع الجنوبي خرج بالملايين يريد استعادة الدولة والهوية والكرامة ورحيل الاحتلال
ليس ثمة حقيقة ضائعة في الجنوب أيها الأخوان، لأن كل العقلاء يعرفون أن هناك شعبا ثار على جلاديه بعد عقود من القمع والتهميش والإذلال ونهب الثروات ومصادرة الأملاك، وأن الرد عليه كان بالرصاص الحي، وأسماء الشهداء موجودة ومعروفة
لقد بلغ السيل الزبى، ولازال المحتل يستهتر بدماء الجنوبيين، وكان آخر عمل أقدم علية مقتل الشابين خالد الخطيب وحسن جعفر آمان، من قبل مرافقي موكب عرس شيخ قبلي في صنعاء وتم اغتيالهم بدم بارد وقبله مقتل الثلاثة الطيارين في لحج ولكن لا حياة لمن تنادي
أن قتل هؤلاء الأبرياء الذي قضوا نحبهم بهذه الطريقة الوحشية الفظيعة التي تؤكد مدى جرم صاحبها ومدى حبه وإسرافه في القتل، بحيث ارتضى قلبه وفكر عقله ونفذت يداه وأقدم على إزهاق الروح التي حرم الله في البداية نترحم على كل روح بريئة طاهرة أسلمت نفسها لخالقها، سائلين الله عز وجل أن يحتسبهم عنده من الشهداء، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وان يجبر الوطن على فراقهم ، لان قتلهم بهذه الطريقة الوحشية، فيه من الترويع والترهيب والتخويف، ما لا يمكن أن يتصوره عقل
بأي ذنب قتل هؤلاء الشباب، وكيف استطاع هذا القاتل الذي سولت له نفسه قتل أخيه ظلما وعدوانا وإفسادا في الأرض، بطبيعة الحال ليس هؤلاء من البشر بل ذئاب تقمصوا في صورة بشرية، ليرتكبوا بحق أناس لم يستحقوا مثل هذا الجزاء
المسؤولية ملقاة على عاتقكم أية الشباب، يا أبناء الجنوب الأحرار ويا حرائر الجنوب الماجدات، دافعوا عن وطنكم ودافعوا عن مستقبلكم ومستقبل أجيالكم، لا تتركوا أنفسكم فريسة سهلة لهؤلاء القوم، ولا تتركوا أرضكم مستباحة للاحتلال، فالدفاع على النفس واجب شرعي، وقد كفلتة كل القوانين والأديان السماوية، لا تخشون أن يزعل الغرب أو يتكدر الشرق، فالعالم لا يمكن أن يلتفت إليكم إلا اذا فرضتم أنفسكم قوة على الأرض، وأنتم أصحاب الحق، وللحق صوت فوق كل صوت، والنصر قريب في صلابتكم وقوة نفوذكم على الأرض، وإنها لثورة حتى النصر ورحيل الاحتلال