لطالما صمدت وكانت حجر الزاوية في مواجهة المد القادم من شمال الشمال وامتلكت مأرب وقبائلها عدد من العوامل التي كانت عامل الصمود في ذلك فالسيطرة مرادية هناك يتبعها امتداد قبلي يربط قبائلها بكثير من مناطق الجنوب في شبوة وابين وكذلك البيضاء وهي قبائل مذحجية كانت سند في مواجهة المد الزيدي بكل مسمياته المختلفة قديما وحديثا كانت مارب خط صد جنوبي اول لذلك سقوطها يعني دخول مناطق جنوبية في مرحلة الخطر الا اننا اليوم نشاهد العكس فبعد دخول الاخوان لمأرب وهروبهم من صنعاء ومن ثم طردهم من العاصمة عدن وسيطرتهم على القرارفيها اصبح الصراع القبلي والتنافس فيها وزرع الشقاق مع أبناء الجنوب وحرف البوصلة لمعركة السيطرة على العاصمة عدن وتحويلها لعاصمة اخوانية بديلة . كذلك دخول قوى شمالية ذات انتماء زيدي وزعزعتهم للجبهات ولسان الحال يقول يدي مع معاوية وقلبي مع علي. فهي تتعرض اليوم لمعركة اسقاط قوية من الحوثيين يقابلة صمت معيب من كثير من المناطق العسكرية القريبة الشمالية فلأ هم لهذه المناطق الا خطوط الغاز وانابيب النفط فقط. مأرب اليوم غاب قوسين او ادنى من السقوط ولو توقف الطيران لاربع وعشرين ساعة لشاهدنا الحوثيين في شوارعها. تتسابق كثير من قبائلها على عقد الهدنه والصلح مع الحوثيين. وبالطرف الاخر فبعدما كانت القبائل الجنوبية ذات الامتداد الواحد وبعد ان كانت مارب خط صد جنوبي اول والعدو واحد . اصبح اليوم الجنوبي لايهمة من يحكم مارب فلا فرق بين حوثي واخواني فالاول اتاني بتهمة الدواعش والثاني بتهمة الاشتراكية فالاول قال تحريرها من عملاء إمريكا والثاني تحريرها من اليهود واسماها فتح خيبر وهنا لنا لا فرق بين امام مرشد وولي فقية. هكذا ينظر الجنوبيون اليوم للوضع العسكري ونتيجة المعركة وهي نظرة واقعية لما اقترفته قوات الاخوان من اجرام بحق الجنوب والسعي لاجتياحة` ولما كان لبعض من ابناء مارب دور في الاجتياح والسماح لتلك القوات بالبقاء هناك. فهل يعقل ان تذهب وتقاتل للدفاع عنهم وهم يحشدوون لاجتياحك هكذا ينظر وهذا يفكر ابن الجنوب اليوم.