لكل ثورة ولادة وأهداف ومشروعات وحقائق تضحي من أجلها لهذا لم تقم ثورة الشباب من أجل سيادة الحكم أو مناصب السلطة بل جاءت للتغيير ولتصحيح الملفات المضروبة داخل الوطن. جاءت طيبة كقلوب صغارها وشبابها مطالبة بحق أجيالها في التعليم و نيل القسط المستحق لأبناءها من ثروة الدولة ..هتفت بصوت حنون وزرعت بذور الحرية والكرامة وسقتها من دماء المناضلين ومضت دون تجريف لكن الحاكم كان هادئاً ف أزعجه زئير الأحرار عندما استيقظ على مخيمات الثوار في الساحات .. لم يخرج الثوار انتقاماً من أحد بل خرجوا بأقلامهم مطالبين بكسرة خبز ومستقبل ظل غائباً لأكثر من ثلاثة عقود .. كان أغلبهم من طلاب المدارس والجامعات وحلقات القرآن الكريم وكانت هتافات الجميع وما زالت تنص على بناء دولة اتحادية وديمقراطية وفق الأسس والدستور والقانون العادل .. وغالباً ما تنصدم الثورات بالقتل والتآمر والقصف وهذا ما حدث لفبراير لكن كل ما حدث لها وضع الحلم في قلب هدفها نحو الأمل والتتغيير .. الواضح أن ثورة الحادي عشر من فبراير الآن تنزف بسبب الثورات المضادة لها لكن من الصعب أن تموت ويكفيها فخراً بأنها اسقطت نظام الحكم السابق الذي راح فيما بعد ضحية لمن استنجد بهم من وكلاء الإمامة.. عبد الواحد المؤيد