عندما تنظر بتمعن وتحاول الدخول في عمق قضايا اليمن في الشمال وفي الجنوب منذ مايزيد على ستين سنة تجد أن اليمنيين جميعاً هم أنفسهم سبب تأخير بلادهم اقتصاديا وثقافياً ومعنوياً. شعب يعمل ضد مصالحه وضد نفسه وبالتالي ضد بلاده كل شي معطل في هذه البلاد رغم تشريع القوانين لكن تلك القوانين كلها في سلة المهملات لا تعمل منذ زمن بعيد. البلاد كلها في حالة طوارئ غير معلنة لكنها ملموسة على الواقع حتى اشكالنا كيمنيين دائما ما تشاهد حالة الطوارئ على وجوهنا. العمل الإداري غير منظم في كل المؤسسات ويكاد يكون معدوم في أغلب المؤسسات والشعب والحكومة راضين بذلك التدهور. الرشاوي موجودة في كل مفاصل الحياة حكومية كانت أو مدنية مما يوحي ذلك بأن الحياة لا يمكن أن تتطور في اليمن أن بقينا على هذه الحالة. تعودنا أن مجالس القات أو غيرها من الاجتماعات لا تهدف إلى التفكير والتخطيط في مايخص بناء الوطن بقدر ماهي تآمر ضد بعضنا البعض. في اليمن من 62 جنوب وشمال ونحن نعيش على المساعدات الخارجية والنخب الحاكمة في سبات عميق ولا قط يوم فكروا لمستقبل الأجيال القادمة فقط عش يومك والأخ يقتل اخوه وكلا يخطط كيف يحفر حفرة لأخيه ( بما في ذلك رؤساء اليمن ) هكذا أستمر اليمن على هذه الحالة إلى اليوم. كانت شبه مؤسسات في الجنوب مبنية على أسس صحيحة من مخلفات بريطانيا إدارة ومستودعات وتخزين محكم وحافظوا عليها الجنوبيين فترة من الزمن حتى قيامت الوحدة المشؤمة بعد ذلك تعطل كل شي في الجنوب وترك الحبل على الغارب كما هو حاصل في الشمال لكل شيء تقريباً وبالتالي أختلط الصالح مع الطالح. تعود اليمنيون على التخريب والتدمير وإلا مبالة وكانت الفوارق الاجتماعية الممثلة بالقبيلة لها دور كبير في دهورة وضع اليمن وعدم تطويره. شيوخ بصفات مختلفة وبدرجات متفاوتة كلا وله حكمه على رعيته يسجن من أراد من رعيته على كيفه ويحاكم رعيته تحت قانون سياسة الغاب وبعلم الدولة أيضاً ومع هذا كله يستلموا هؤلاء الشيوخ مخصصاتهم كاملة مكتملة من الحكومة. الخلاصة الشعب اليمني الوحيد في العالم تقريباً هو من يعمل ضد نفسه مضغوط من الوجاهات الذين يحكمونه بالعرف ، مضغوط من السلطة التي يهمها مصلحة بقائها على الكراسي فقط. يعني بأختصار شعب يعاني من نفسه ومن حواليه وهو ك لجماد شعب ميت ومتخلف ، وفي الأخير نقول ربما إن الحوثي معه حق في تغيير المناهج بالعصاء من أجل تغيير الأسلوب والعادات السيئة.