مديرية المسيمير التابعة لمحافظة لحج أصبحت معروفة لدى وسائل الإعلام المحلي والعربي والدولي بعد حادثة اختطاف فرنسية تعمل في منظمة الصليب الأحمر الدولي واثنين يمنين أثناء عملهم مع النازحين الفارين من ويلات الحرب في أبين من خلال تقديم المساعدات العينية لهم لاستمرار حياتهم الطبيعية في ظل ظروفهم الصعبة. البداية من هنا كان هدفنا الوصول للمختطفين لنرى حقيقة ما يحدث، فشدينا الرحال منذ الصباح الباكر بمعية الأخ/ حسن على الحوشبي مدير المديرية الذي ظل يتواصل ويتابع مع اللجنة المشكلة من المشائخ والأعيان لمتابعة قضية المختطفين التي لم تحل ولم يستجاب لمطالب الخاطفين، مما صعب مهمة اللجنة التي لازالت تسعى في إيجاد مخرج للمشكلة. في الطريق الى المسيمير لم نكن نعلم بمناطق المسيمير سوى العاصمة وليس لنا اتصال بالخاطفين للوصول للمنطقة الموجود بها الرهائن ولكن بتعاون الأخ رمزي الشعيبي سهل لنا المأمورية من خلال اتصاله بهم وتوفير دراجة نارية للذهاب للمنطقة وبذلك نكون أول صحيفة تصل إلى المختطفين وتلتقي بهم وجهاً لوجه. بدأنا التحرك منتصف ظهر يوم أمس على متن دراجة نارية يقودها أحد الشباب ويدعى محمد عبد الرحمن تركي والذي تميز بتمكنه من المرور بدراجته النارية في الشعاب والوديان والجبال دون أي مشكلة تذكر . مررنا بها في خمس قرى تابعة للمديرية وهي قبيل ودجران وقرية مكيديم وجادون وبعد نصف ساعة من التحرك وصلنا إلى منطقة بشرية التي يتواجد بها الرهائن والخاطفون. في حضرة الخاطفين استقبلونا بكل ترحاب أمام المنزل الذي يقع بتلة مرتفعة ومزارع القات حوله ودخلنا إلى غرفة تتسع لعددٍ من الأشخاص وجدناهم يمضغون القات لنجد أمامنا الفرنسية مريم وهي بصحة جيدة والمترجم والشاب اللحجي الذي ترتسم عليه الابتسامة يشربون الشاهي, ويتلقون أحسن معاملة من قبل خاطفيهم الذين يؤكدون أنهم ضيوف وليسوا مختطفين. عرفناها بأنفسنا ومهمتنا وطلبنا منها أن تتحدث ونعمل لها عدداً من الصور فرفضت بكل أدب واحترام وقالت عبر مترجمها لا نقدر أن نقدم على اي حديث أو تصريح، لأنه سيحسب بأنه ضغط من الخاطفين وأكدت أنها سوف تتحدث بعد انتهاء الأزمة وإطلاق سراحها من قبل خاطفيها بكل شيء يجول في خاطر الإعلاميين، فاحترمنا رغباتها حتى تنتهي الأزمة. عدد من المواطنين قالوا إن نساء القرية يقُمن بزيارتها ويتحدثن معها وهي معجبة بما تحويه المنطقة من جمال أخاذ وقد التقطت عدداً من الصور التذكارية معهم، كما قامت بأخذ عينات من المياه التي يستخدمونها لغرض فحصها. الشيخ مرشد علي حمادي التقيناه في المنزل وقال حول أسباب الاختطاف أن ما حدث هو ردة فعل على قيام الأجهزة الأمنية لعملية انتهاك ضد حرم الأخ وليد الصوفي في مستشفى الصداقة أثناء اعتقاله من قبل أجهزة الأمن . وأشار إلى أن ما حدث هو عملية استهتار في حق مواطن يمني حر من قبل مدير امن لحج فهو مصدر البلاغ وخروج الحملة وقال إن كنا قد غلطنا لكن ما حدث هو ردة فعل. وقال إن وليد الصوفي المعتقل حالياً والذي نطالب بالإفراج عنه له العديد من الإسهامات في حل كثير من المشاكل بالتعاون مع قيادة اللواء 33، بالإضافة إلى قيامه بالوساطة في عدد من القضايا التابعة للسلطة المحلية، مضيفاً نحن مطلبنا ليست مطلب مادية ولا قطاع طرق نطلب رد الاعتبار لزوجة أخينا وليد ووالده وعمه والإفراج عنهم. واختتم حديثه بتحميل السلطة مسئولية ما قد يحدث، محذراً من تصعيد الموقف. تنديد واسع النطاق ردود أفعال عديدة تجاه ما حدث للفرنسية والمواطنين اليمنيين، حيث قال الأخ رمزي الشعيبي نائب رئيس مجلس الحراك بمديرية المسيمير أن مجلس الحراك السلمي وحركة 16 فبراير تدين عملية التقطع وإخافة السبيل، معتبراً أن هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع عامة وأبناء الحوا شب خاصة، مشيراً إلى أن هذه الأعمال لا تمت لأخلاقنا بأي صلة،مطالباً بالتصدي لها بحزم والوقوف أمامها بمسئولية كاملة وعلى الجميع تحمل ذلك . - رئيس مجلس قيادة الثورة أحمد عبده محمد أدان الاختطاف وحمل قيادة معسكر لبوزة ونظام صالح المسؤولية الكاملة، معتبراً هذا الاختطاف في إطار الانتقام من فرنسا التي كانت لها مواقف ضد نظام صالح، وطالب رئيس مجلس قوى الثورة بمسيمير لحج بالإفراج الفوري عن الخبيرة الفرنسية ومرافقيها ومعاقبة المسئولين عن هذه العملية الإجرامية التي تسيء لليمن واليمنيين عامة ولأبناء محافظة لحج خاصة. قبل الختام: تركنا مريم ومرافقيها وهم بحالة ممتازة دون أن تحدث أي بوادر تقدم في سبيل الإفراج عنها رغم متابعات عديدة من قبل السلطة المحلية والمشائخ والأعيان دون جدوى إلا من بعض بصيص الأمل يلوح في الأفق ودعونا لها بالتوفيق، فمريم ستخرج بحصيلة وفيرة من الواقع المعاش في مجتمعنا لتذكر بان هناك قرى منسية تعيش خارج القرن الواحد والعشرين. * من هشام عطيري