عوّل اليمنيون كثيراً على اتفاق الرياض،وعلّقوا عليه آمال عراض تفوق بنود ومضمون محتواه وما ورد فيه،حيث اعتبروه،بدون شك،البداية الحقيقية لتجاوز جم من الأمور العالقةوحلحلت قضايا مهمة تقف عقبةً كأدى في طريق الحل الناجع للأزمة اليمنية . وقد تم تشكيل حكومة المناصفة بين الانتقالي والشرعية،بعد عام من الشد والجذب والحوار الذي شابته مناكفات ومهاترات وشغط ولغط أدت في بعض الأحيان إلى توترات عسكريةفي الطرية وقرن الكلاسي خلّفت وراءها،بكل أسف، ضحايا ومآسٍ تجرعها الجنوب غصباً عنه،رغم حرص الانتقالي الشديد على تجنب المواجهات في أبين خاصرةالجنوب لكن الطرف الآخر فرضها عنوة، بغرض تنكية جرح جنوبي قديم قد اندمل منذ زمن بعيد . الغالبية،كما أسلفنا،أعتبرالحكومة المشكلة مناصفةً بمثابة حصان طروادة،الذي سوف يوصل الكل إلى بر الأمان،وسوف يحقق آمال وتطلعات وأماني جموع مطحونة ومنكوبة،يلفحها العراء ويذبحها الغلاء ويحصدها البلاء والوباء في ظل صمت المجتمع الدولي المخزي . حصان طروادة ،أي حكومة النص جنوبي والنص شمالي،التي وضِع على عاتقها جملة أهداف وغايات آنية ومرحلية مناط بها تحقيقها بحسب تسلسلها الزمني المخطط لها،ويقع في المقدمة منها:معالجة الأوضاع المعيشية المتفاقمة في المحافظات المحررة،والعمل على توفير الخدمات الضرورية لحياة البسطاء من الناس . لكن بمجردوصول حصان طروادة إلى معاشيق عدن برك مطلّع،إذلم تستطع هذه الحكومة أن تحقق شيئاً يذكر،ولم تحرك ساكناً رغم مرور أكثرمن شهرين من مجيئها إلى عدن،فأوضاع الناس مازالت سيئة للغاية،فلا من رواتب ولامن توفير الخدمات الضروريةالأخرى مثل الكهرباء والماء والغازوغيرها التي يحتاجها المواطن الغلبان، وأصبح عمل الحكومة هلامي إعلامي على موجات الهواءفقط أكثرمنه عمل واقع ملموس على الأرض،وماذا عسى أن تفعل هذه الحكومة طالما وإن كعل الحصان مكانها باقية هناك بيد اللباد راعي الإتفاق ؟!!. من هنا يتضح إن إتفاق الرياض كان مجرد حبر على بياض،كونه لم يحقق ماهو مأمول منه على الصعيد المعيشي والخدمي، الذي يعتبر محك ومعيار نجاح إتفاق الرياض في بعده الإنساني قبل البعد السياسي،الذي هو الآخر قد تلاشى وتبخر مع النسيم العابر ، فالشرعية التي كانت تحلم ببلوغ صنعاء والقضاء على الحوثيين، لم تستطع تحرير بيت حاميم الذي لا يبعد عن برميل الشريجة سوى بمقدارمرمى حجر،وهذه الشرعية قد باتت مهددة بسقوط آخر معاقلها مدينةمأرب،وأصبحت عاجزة عن تقديم الدعم اللوجستي للجبهات هناك،الأمر الذي جعلها تلجأ إلى فتح بابين للتبرع لها أحدهم بالريال السعودي والآخر بالدولار الأمريكي. وعلى خطى الشرعية يسير الإنتقالي،الذي أصبح عاجزاً هو الآخر عن توفير مرتبات قواته العسكرية، التي أضحت تمربحياة الكفاف المعيشي،فقد مرّت عليها فترة ثمانية أشهر بدون معاش، رغم ماتسطره هذه القوات من مواقف مشرفة في خطوط الدم مع الحوثيين إلى جانب ماتقوم به من تقديم الأنفس في مواجهة عناصر الارهاب من أجل الذود عن أمن العاصمةالمؤقتة عدن وماجاورها ،فلماذا لايحذوالمجلس حذو الشرعية في فتح بابين للتبرعات بالدرهم الإماراتي والين الياباني لتوفير الحد الأدنى من الرواتب، حتى لايصيب هذه القوات التآكل والذوبان ؟!!.