يُصادف اليوم الثالث عشر من شهر مارس (13/3/2021) الذِكْرَى الحادية عَشر ل رحيل الفقيد المناضل الشيخ/عثمان راجح علي الشبحي، عضو المجلس المحلي لمديرية يهر، الذي وافَتْهُ المَنيَّة فجر يوم السبت تاريخ (13/3/2010) قال عز وجل في كتابه الكريم: ﴿وَما كانَ لِنَفسٍ أَن تَموتَ إِلّا بِإِذنِ اللَّهِ كِتابًا مُؤَجَّلًا وَمَن يُرِد ثَوابَ الدُّنيا نُؤتِهِ مِنها وَمَن يُرِد ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤتِهِ مِنها وَسَنَجزِي الشّاكِرينَ﴾ [آل عمران: 145] هنيئاً لك يا فقيدنا بما قَدّمت لنفسك من خير، هنيئاً لك بالحياة التي أفنيتَها طالباً فيها ثواب الآخرة، ترتَجي رِضَى الرحمن، هنيئاً لك، نسأل الرحمن الرحيم أن يَجْزيكَ خَير الجَزاء، ويَدخلكَ مَدخَلاً حَسَنا، ويَفِيضُ عَليكَ بِرَحمَتهِ وَعَفوهِ وغُفْرَانه. عامٌ بعد عام ذِكْرَى بعد ذِكْرَى ولا زِلت في قلوبنا حيّاً، وعلى ألسِنُنَا ذِكراً، سَتبقى سيرتك طاهرةً زكيةً لن يمسّها النسيان، ليست المرة الأولى التي أُحاول فيها رُغم ضَعفي ،،، الكِتابة عن إنسانٍ ب حَجم الوطن، في كل ذِكرَى ينتابني الفضول ل أُسطِر خواطر على صفحاتٍ بيضاء صَنعها بأفعاله، بعد أن كنت أشعرُ بأنني لستُ في مَقام الكِتابة عن تلك الشخصية النموذجية المُستقلة بذاتها، الأيقونة الفريدة التي شَكّلَتها تجارب الحياة، عَاش حياة البُسطاء والتواضع، مع كل موقف لا تجده إلا ثابتاً على المبدأ راسِخَاً بالأفعال، عُرّفَ بالإخلاص، والمَنح، والعَطاء، والوَفاء، والبَذل ب سَخاء، إنه بالفعل رجلٌ لن يُكرِره الزمن، رجلٌ من زمن الشخصيات الكبيرة التي عاشَت على الأصالةِ والقيم والمبادئ الإنسانية، لقد شَكّل الفقيد ( رحمة الله عليه ) بأعماله (الإنسان النموذجي) الذي لم يُبدِع في مجال عَمله التعليمي فقط بل كان مَرجَعيّة للحقِ والصُلح والسداد، عُرّف بالحِنكة والحِكمة والتوازن والوسطية في جميع توجهاته، مؤيداً للحق دوماً، يعمل على مبدأ تَغْلِيِب مصلحة الوطن والمُجتمع والإنسان على المصالح الفردية، ولا رَيّب أن ذلك مِن سِمات العُظَماء، وما يُميّز الفقيد أنه رجل لا يُفرّط بالثوابت الوطنية، وأنه شخص إستطاع بذكاءه وحُبه أن يَشُقّ طريقه في مختلف الظروف السياسية والمجتمعية، ليس الموقف ولا الذكرى مَقام إستعراض لكل مواقفه الإنسانية النضالية النبيلة، ف هي أكبر من أن يكتبُ عنها شخص مثلي، هي أوسع من أن تُكتب في منشور، مسيرة الفقيد صفحات مفتوحة، لا تُقيّدها الأحرف والسطور، والذي يرى أن حياة الفقيد تستوعبها الأسطر والصفحات، فهو ك التائه في الصحراء، كُلما قَطع فَيَافِيّهَا للخروجِ منها، زادَ تيهاً في طريقه، وزادت هي إتساعاً أمامه، لا يعرف عُلُو منزلته، وشَرف نِضاله، وسِعَة حِكمته، وحُسن تصرفه، إلا من قرأَ صَفحاته، وتتَبُع حَياته النِضالية، ويكفي أن يقف أحدنا أمام الأحداث الأخيرة في وطننا ليدرك قيمة أمثال أبا صلاح ( رحمة الله عليه). في كل ذِكرى ما يدفعني للكتابة عن الفقيد ( رحمة الله عليه) هو: إيماني بفضيلة الإنصاف، ورُغم ذلك أشعرُ بالتقصير، فما أوردته فيه قُطرة من مَطرهِ الغزير . تَغمَدك الله بواسِع رَحمَته ونسأل الله أن يَجعَلك ممّن قال فيهم : ( الَّذينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسُ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) )