التحديات والمتغيرات الطارئة على الصعيدين المحلي والدولي أكدت الاهمية في تحول إتفاق الرياض الى ضرورة ومصلحة مشتركة يتقاسم خلالها رعاة الاتفاق وأطرافه أولوية الحفاظ على واقع الاتفاق والعمل على تمنيعه، على الاقل في الوقت الراهن . حقيقة هذا الأمر عبر عنها سيل البيانات والدعوات المطالبة اليوم بسرعة إستكمال بقية بنود الاتفاق . تدرك قيادة التحالف ومعها أطراف الداخل أهمية سرعة تفعيل ورقة إتفاق الرياض في مواجهة الخطر والرغبة المتولدة لدى البعض في مسعى إعادة الاحتراب الداخلي والتنافر السياسي الى واجهة المشهد بالمناطق المحررة، وبالتالي جر الجميع الى سيناريوهات مجهولة ودورات عنف متجدد . لهذا أصبح من الضرورة بمكان حينها تسوير العلاقة الاستراتيجية أولا بين السعودية وحلفائها بالداخل، وثانيا الضرورة في إحتواء وقولبة الثقل السياسي بالمناطق المحررة ضمن أطار وطيف سياسي موحد تدعم أهدافه أهداف التحالف العربي باليمن، وهنا ليس افضل من التمسك باتفاق الرياض وتنفيذ جميع بنوده لتحقيق تلك الغايات المشتركة . كل المعطيات التي تحدثنا عنها حول اهمية اتفاق الرياض تبدو مهمة في نظر أصحابها، لكنها في الاخير ستظل مرهونة بنقطة هي غاية في الاهمية ! إن تصدع الارضية الصلبة وتضائل الحاضنة الشعبية التي يستند اليها اتفاق الرياض سيفرغ تدريجيا الحاجة والجدوى من بقائه وقد يدفع نحو انهياره كليا، وهذا ما أكدته الاحتجاجات الاخيرة . تحسن الوضع المعيشي والخدمي للمواطن كإحدى نتائج ومخرجات التوافق السياسي المنبثق عن اتفاق الرياض يعد ركيزة وعامل أساسي لضمان مستقبل الاتفاق وهو وحده من سيصنع الارضية المطلوبة لإستمراره .