كان الكثير من الجنوبيين يتوقعون من الأخ جمال بت عمر ان يضمن تقريره إلى مجلس الأمن حول اليمن الحقيقة كاملة عن الثورة الجنوبية وقد صدم البعض بينما البعض الأخر تفهم الموضوع على مضض. في الحقيقة يهمنا كثيرا العامل الدولي بكل معنى الكلمة فقضيتنا السلمية تحتاج إلى حاضنة سياسية قوية محلية والتي يمثلها بقوه الحراك الجنوبي , تحتاج أيضا إلى حاضنة دولية تسرع من عمليه الوصول إلى الهدف.
لكن الحقيقة المرة ان المجتمع الدولي لن يأتي ألينا بمجرد أمانينا وعلينا جميعا ساسة ومثقفون وفعاليات سياسية جنوبية ان نجذب المجتمع الدولي الينا ليس فقط بالاعتماد على القنوات الدولية الرسمية بل علينا بالتواصل مع كل المؤسسات ذات الطابع الدولي حتى غير الرسمية ومؤسسسات المجتمع المدني في الدول الأوربية لنمارس كل أنواع الضغط لتوصيل قضيتنا سياسيا وإنسانيا, ولتوضيح الصورة الحالية للجنوب.
تشكل القضية الجنوبية إرباكا غير عادي للحوار الوطني في صنعاء بل وأكاد اجزم أنها معضلة رئيسية , لهذا كل الساسة في صنعاء شماليين كانوا وحتى جنوبيون يريدون تطويعها بشكل يجعل مخرجات الحوار كما يربدون وان لم يتم تطويعها فالتخلص منها بأي شكل كان حتى عسكريا هو احد الحلول المطروحة مستقبلا تحت شعار الوحدة أو ألموت وكما صرح وزير الإعلام مؤخرا اما الوحدة بالحوار وأما الحرب ونهايتها الوحدة.
يخطئ الكثيرون عندما يعتبرون بن عمر انه(المخلص) بن عمر تزعجه القضية الجنوبية أكثر من أي شخص يمني شمالي كان أم جنوبي لا تروق له القضية الجنوبية ومطالبها لأنها بالنسبة له ستتسبب فشل الحوار لان نجاح الحوار على أسس المبادرة الخليجية التي من ضمن مبادئها الأساسية الحفاظ على وحده اليمن. هو نجاح شخصي له.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك عامل ذاتي أخر فان بن عمر لا يريد ان يؤسس لسابقة دولية فيها اعتراف في انفصال إقليم عن إقليم عربي , يعاني منه شخصيا كمشكلة الصحراء الغربية في المغرب.
إذن ماذا يفعل بن عمر في رحلاته المكوكية لمقابله الجنوبيين هنا وهنأك كقادة وفعاليات سياسيه , وحتى إصراره على لقاء البيض مثلا ؟ بن عمر سفير دولي مفوض في حل القضية اليمنية على أساس معين وهو توافق سياسي يمني تحت مضله المبادرة الخليجية ويبذل كل الجهد وبمهنية عالية على هذا الأساس إذن فهو يريد تذليل كل الصعوبات التي تعتري مسيرة إنجاحها, وقد اقتنع تماما أنها القضية الجنوبية إذن يجب تطويعها.
ومن هنا فلقاءات التي أجراها في عدنوصنعاءودبي مع جنوبيين كما أسلفنا ألذكر هي إيجاد صيغه سياسيه معينه تجعل الجنوبيون يوافقون على حوار صنعاء وفق سيناريوهات معده سلفا!! لكن في المقابل الموقف الدولي بدئ يتحلل !! فلقاءات بن عمر سوف تثقف الرجل شيئا فشيئا على المستوى الشخصي فبن عمر لا يعلم عن القضية الجنوبية ألكثير وتقاريره التي بدئت تذكر القضية الجنوبية ولو على مضض ستفيد القضية الجنوبية فهو يستمع على أطراف كثيرة منها أطراف ألسلطة وإطراف جنوبية غير رسمية لكن لديها حلول أخرى !!.
لكن بالتأكيد لم يغفل بن عمر صوت الشارع المجلجل ومطالبه الواضحة لكنه عندما ذكر القضية الجنوبية ومظاهرات الشارع وعصيان المدني , لم يكن يقصد التعاطف الدولي مع الجنوب, بل كان يريد تعاطفا مع اليمن ككل, كي تساهم المؤسسات المالية الدولية في الدعم المادي , لتنفيذ التقاط العشرين علها تسهم في تهدئة الشارع .
المؤسسات الدولية غير الرسمية تراقب الوضع الحقوقي والإنساني في ألجنوب وقد أرسلت الكثير من الفعاليات والمؤسسات الجنوبية غير الرسمية تقارير على مدى السنوات الماضية وحاولت بعض الشخصيات الجنوبية التي تمتلك علاقات دوليه توظيف هذه العلاقات لشرح القضية الجنوبية وإبعادها القانونية والسياسية, واستطاعت الحركة السياسية الجنوبية ان تفرض الحراك الجنوبي كممثل شرعي للقضية الجنوبية وتسعى لتحاور والتواصل معه, كما حققت القضية الجنوبية اختراقات دبلوماسيه مهمة رسميه مثل لقاءات على مستوى سفراء وتواصل مجلس التعاون مع شخصيات جنوبية في ألرياض ولقاءات دبي ووان صدقت عن رحلت البض الأوربية التي كانت محرمه. ما زلنا نحتاج إلى شي من ألمثابرة وشي من ألصبر من اجل تليين الموقف الدولي ألرسمي وأقامت علاقات مع الموئسات ذات الطابع الدولي وتوصيل قضيتنا بقدر المستطاع , لكن هذا لن يتأتى إلا بالثبات على الأرض وتوسيع دائرة الاحتجاجات السلمية المنظمة ومحاولة توحيد الصف السياسي نحو هدف واحد ووحيد .