قد يحمل عنوان مقالي هذا القارئ للوهلة الأولى إلى الاعتقاد أني أُريد أقول شيء عن حادثة مسجد النهدين ولو من باب الرمزية والإيحاء همزا أو غمزا أو مدحا أو ذما , أو أني ربما سأحاول فك طلاسم ارتباط هذا المسجد بحادثة إرهابية مبهمة غير واضحة المعالم لم يُكشف عن خباياها بعد. لكن هذا غير صحيح فمقصدي في مقامي ومقالي هذا لغوي ديني سطحي بحت ,أي أني اقصد التسمية ,تسمية(مسجد النهدين) بحد ذاتها والصدفة وحدها هي من لعبت دورها و أثارت هذا المقال -السؤال- ,فأثناء عملية بحث لي في محرك البحث جوجل عن صور ل "مسجد النهدين" وعندما أدخلت اسم "مسجد النهدين" ظهرت لي صور للمسجد إلى جانب صور أخرى لنهود نساء , أدرت نظري عنها دون جدوى !!, رمتني هذه الصدفة إلى أحضان سؤال سلفي لا أحب طريقه الفكري لكن من مبداء الضد بالضد يُعرف حضرني هذا السؤال الذي مفاده :أليس تسمية (مسجد النهدين) بهذا الاسم حرام لنفس الأسباب والدوافع التي تقوم على تحريم كل ما هو مثير للغريزة الجنسية في عُرف الجماعة الدينية السلفية الذاهبة إلى تحريم عرض مجسمات جسد المرأة في محلات بيع الملابس النسائية وخصوصا الداخلية إلى جانب تكريه ربما خلو المرأة بفاكهة الموز والخيار.
الإمعان في شد الحبل نحو الابتعاد عن أسباب الإثارة الجنسية أخذ الكثير من جهد وعلم الجماعة الدينية السلفية فأوقعهم في السطحية اللغوية وأبعدهم كثيرا عن التهذيب النفسي والروحي إلى أن أوصلهم إلى المبالغة في التحريم والتكفير والقطيعة . إذ لم يقتصر هذا الفكر الديني السطحي على تحريم أسباب الإثارة الجنسية فقط بل ذهب بنا أيضا إلى تحريم نصوص لغوية أدبية وصفت بالنصوص الكفرية ,إن لم توصف في أقل درجات التعصب اللغوي السطحي بعدم الجواز أو الكراهة وفي كثير من الأحيان يُتهم أصحابها بالكفر والزندقة . وهناك طابور طويل من الأدباء والشعراء الذين رمتهم يد هذا الفكر التكفيري السطحي في غياهب التكفير والإلحاد. سطحية هذا الفكر تشبه كثيرا سطحية محرك البحث جوجل الذي يعطيك نتائج آلية سطحية ,إذا كتبت "مسجد النهدين"تحصل على نهود وإذا كتبت جنس تحصل على إثارة جنسية وبسرعة آلية تجاري سرعة عقول الفكر السلفي السطحي الذي لا يضع أدنى اعتبار لمغزى ومعنى الكلمة الأدبية ورمزيتها في النص الأدبي . في الأخير من المؤكد أن محرك البحث الآلي جوجل معذور . لكن هل محرك البحث ألتحريمي التكفيري السلفي معذور أيضا؟!!