طال به المرض كثيراً ولم يتمكن من الذهاب إلى عمله .. لم يعد يصحو قبل أن تحلق العصافير من أعشاشها . الآن يستطيع أن يؤمن بالحكمة ( الصحة تاج ....)وأن ينقل سريرة لجوار النافذة المطلة على الشارع لتطير مقلتيه لمشاهدة العالم أسفل الطابق الرابع . ...رجلا ً يدفع عربية إلى الأمام تتكوم عليها كرات التفاح الأخضر ..ومسن يحمل صندوقا صغيرا ًقيمة العمل ولو كان بسيطاً ..يشاهد أخر وأخر .. رجلا يضع عصاً غليظا تتدلى على يمنيه ويساره وعاء من سعف النخيل صوته حاداً يشق الأزقة والأحياء : سمك سمك الشاشة المصغرة في ركن الغرفة لم يعد يطيقها حينما تغلب عليها الأحمر والأسود .. هذه شاشته المفتوحة التي لا يحبها إلى سواد الليل . ... أي سقم هذا أسقط شعر رأسه واجتاح جسده وجعله أشبه بثوب تتقاذفه الرياح في الهواء . كيف يقف الأطباء عاجزين بما حبتهم التكنولوجيا من أجهزه ومعدات . ... الجسد المتهالك لم يسلم من العصي الغليظة المهترية من يد الشيخ على جسد ذابل .. عيناي الشيخ من كانت تحملق إلى كومة النقود الورقية لكن يده لم تتوقف للحظه عن تسطير ظهره : أخرجي ... أخرجي البخور من كان يتكاثف بكثره في الغرفة كالغمام المطلة على الجبال ذات صباح ... وهكذا بداءت البيت الحزينة تستقبل المعالجين شيخاً شيخا ًكاهناً كاهنا واحدا يطلب كبشا ًنصفه أبيض وكلباً و قطاً وثوراً . دون جدوى سافرت الأم إلى قرى عديدة جمعت من كل نبته غصن خلطت ذلك معاً في عسل وفي لبن . لكن الجسد توقف عن الحركة وتسمرت العيون في السطح لم تعد تحملق من النافذة .