استطاع محمود بدر ومعه ثلة من شباب مصر المثقف الواعي أن يسقطوا حكم الإخوان وفي غضون يومين فقط، فقط لان دافعهم الخوف من ضياع مصر بين أيدي الاخوان.. وحينما تكون مدفوعا بالخوف على ضياع وطنك او قضيتك ستكون الهمة عالية والتضحية كبيرة، وستدخل في معركة عنوانها نكون أو لا نكون .. في الجنوب ايضا شباب أكثر تضحية وحب وولاء للوطن المغصوب والارض المحتلة، غير أن الخلافات التي لا مبرر لها سوى فقدان المسؤولية الوطنية وعدم استشعار معاناة الشعب المظلوم من قبل بعض القيادات قد بعثرت أحلامهم وإصابتهم في حيرة ..وقد أثبت الشباب في أكثر من موقعة ثورية أن دمائهم رخيصة في سبيل الجنوب، والجميع يعلم كم رصيد الشباب من الشهداء والجرحى والمعتقلين .. أجل هنالك أصوات كثيرة تنادي اليوم بتمكين الشباب من قيادة المرحلة، على اعتبار أنهم نصف الحاضر وكل المستقبل، لكن ذلك لا يعدو عن كونه مجرد ظاهرة صوتية وأحاديث تطرح في كل المؤتمرات واللقاءات الجنوبية ان كان في الداخل أو الخارج، وسط حالة من الإحباط واليأس والتذبذب في الشارع الجنوبي، لذلك ومن اجله لابد وان يكون للشباب صوت مسموع لدى الجميع وعلى الشباب ان يبادروا، ويفكر ملياً بهذا الأمر فو الله لن نخرج من هذا السرداب المظلم إذا ظللنا على هذا الوهن الذي لا يتناسب بالمطلق مع طاقة الشباب وإبداعاتهم ..الأمر بسيط وبسيط جدا، آذ لا نريد أن نكون قادة الجنوب الجديد وان كان ذلك من حقنا، لكن كل ما نريده مجرد فرصة نختبر فيها أنفسنا، بإمكانية قدرتنا على صنع شيء ولو بسيط للجنوب، وفي مجال التخصص أيضا.. نعلم أن الإعلام اليوم هو المحرك الرئيسي لأي قضية يريد أصحابها أن تصل للجميع، وان الأعلام المحترف فقط من يستطيع ذلك، ونحن هنا ومن خلال مشاهدتنا للواقع الإعلامي الجنوبي اليوم نرى ان قصورنا هو في إعلامنا، حيث أننا والى الان لم نستطيع ان نواكب أحداث الجنوب، لأسباب هي وباختصار شديد تكمن في توجهات أرباب الوسائل الإعلامية ومواقفهم من بعض المشاريع المطروحة، فكل منهم يريد أن يتناول ما يحدث وفق ما يريد هو لا ما تقتضيه المصحلة العامة للجنوب، ولهذا ذهب ريح الحشود المليونية وأصبنا قضيتنا بمقتل . المطلوب وباختصار شديد أيضا قناة تلفزيونية يصنع سياستها شباب مؤهل وقادر على صنع الأحداث وليس نقلها فقط، شباب ليس لديه ماضي ولا حساسيات مع هذا أو ذاك وجل همه الجنوب وقضيته العادلة، قناة فعلا للجنوب ولكل الجنوبيين على ان يكون هؤلاء الشباب هم طاقم العمل، والمتصرف بكل الأمور الإعلامية..ولدينا تصور متكامل بكل ما يلزمنا وكيف سنعمل، فقط نريد فرصة سنلتزم بموجبها لمن يتبنى هذا المشروع بان نصنع شيئاً يذهل الجميع..والله من وراء القصد