الثأر هو قتل القاتل أومن يجده من أهله ، و قتل غير القاتل وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تزر وازرة وزر أخرى " ، الثأر كالطاعون بل أشد فتكاً نظراً لانتشاره بين قبائل الصبيحة فقد حصد الآلاف من الأبرياء ورمل النساء ويتم الأطفال. فالثأر يهدد المجتمع ويعرقل عجلة التنمية في البلد مع كل سنة تمر من دون حل جذري ، وتعد قضية الثأر قضية وطنية عجزت الدولة عن معالجتها أين موقف المسئولين من هذه القضية وكذا أين مواقف المنظمات الانسانية والدولية ، إن هذه الظاهرة المدمرة التي بلغ متوسط ضحاياها 300 قتيل كل عام على مستوى اليمن عامة ومناطق الصبيحة خاصة وبالأخص مناطق مديرية المضاربة رأس العارة التي تمثل رأس الهرم لهذه الظاهرة الشيطانية التي تنمي بين الناس الحقد والكراهية ، إن الثأر في مناطق الصبيحة هدم عدداً كبيراً من الأسر وفرق بين أصدقاء ونتج القطيعة بين الأقارب ومع الثأر لا يفهم الناس إلا لغة الدم بدلاً من لغة الحوار والتفاهم والانقياد لشرع الله. أن ظاهرة الثأر لا تخدم المجتمع بل تفسده دينياً ودنيوياً ، وماذا سيكسب الثائر إلا إرضاء الشيطان ، ولو أرد رضا الله لانقاد مع شرع الله. إن علاج هذه الظاهرة يكمن في الخوف من الله وعقابه وعذابه ثم تحكيم شرع الله ثم الصفح والعفو والمصالحة حتى يعيش المجتمع آمناً ويسوده الإخاء والتفاهم والمودة ، ويعيش الناس في فرح وسرور. النزاعات القبلية تؤثر سلبا على عملية التنمية المحلية في المناطق التي يوجد بها نزاعات ، وكذا على حياة الأفراد والجماعات وخاصة التعليم والصحة والتنمية البشرية،
ظاهرة الثأر في مديرية المضاربة راس ومديرية طور الباحة تعد من أخطر الظواهر السلبية المنتشرة والتي تعيق تقدم وتطور هذه المناطق وتوقف عجلة التنمية . ولكي تنتهي هذه الظاهرة لابد من التحرك العاجل والسريع من قبل محافظ المحافظة ومدراء المديريات والمشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية للتدخل والتقارب بين الأطراف المتنازعة لحقن الدماء البريئة التي تذهب هدر دون أي حق شرعي. و عبر هذا المنبر الرائع أناشد رئيس الجمهورية المشير / عبدربة منصور هادي والرئاسة العامة للجنة الحوار الوطني ورئاسة الوزراء ومجلس النواب للوقوف وقفة صادقة ومخلصة للعمل على تلاشي هذه الظاهرة وسماع استغاثة الطفل الذي جاء بهذه الابيات البريئة والتي يناشد فيها أباه ويقول بكل برأءه لماذا يأبى خلفت لي هذا الظاهرة التي تحرمني حتى اللعب مع الصغار ، هذا الطفل الذي تمنى يوماً أن يشعر بالأمان كغيره من الصغار بالله ما ذنب هذا الطفل أن يوضع في هذا الوضع المزري وهذه كلمات بسيطة ومتواضعة وباللهجة العامية بلسان طفل نشاء وترعرع في ظل هذه الظاهرة :
الطفولة والثأر
أبتاه ما ذنبي حين جعلتني أترقب خوفَ الحذرِ بسن طفولتي في ظل ظاهرةً تعالت صيتها في وسط جيراني وأهلي وأسرتي قد كانت أحلامي ضياءً مشرقة ممزوجةً بتلهف المبتسمي واليوم صارت مثل زهرة حارقة أو مثل عصفوراً مقيد بملجمي أصحو وأغفو على أنغام الرصاص فالثأر معضلتي وخصم تقدمي فالى متى سيظل وضعي مرغماً ومقيداً بالقتل! والغزو! والدمي وإذا كبرتُ صرت شاباً طامحاً الثأر يحكي ياطموح تحطمي
كما أناشد أخواني الأعزاء أبناء المناطق التي تعاني من هذه الظاهرة كان الله في عونهم كفى سفك الدماء البريئة .... لا تجعلون أطفالكم والأجيال القادمة يعانون ماتعانوه اليوم .... راح ما راح .. وذهب ما ذهب....أغلقوا صفحات الماضي المحزنة .... وافتحوا صفحة جديدة مليئة بالحب والإخاء والود والتسامح .... تسامحوا وأعفو واصفحوا فإن العفو عند المقدرة هو عز ورفعه ... وهو من أحب الأمور الى الله. والتسامح من أخلاق النبوة ... والدنيا لا تساوي جناح بعوضة والآخرة هي دار البقاء. نحن الآن في شهر فضيل شهر رمضان المبارك شهر المغفرة شهر الرحمة والعتق من النار . سيد الشهور ، وميدان السباق والتنافس . يشمر فيه المشمرون ، ويغتنمه العاقلون ، ويفرح بقدومه المؤمنون.