أخرجني أبي من المدرسة لأبيع الخبز واللحوح!!! أبي صرخ في وجهي حين بكيت: الناس كافرة.. الحكومة فاسدة وهذا الوطن محاصرٌ بالزعامة والقيامة
فلم تقرأي في كتب المدرسة عن اليمن السعيد؟؟ وترسمين بأناملك الصغيرة عالم جديد
ونحن قهر الأسى ممتد حولنا كوماً من جليد وقد ألغينا كل مواعيدنا مع الضحك والأمل ولم يبقى سوى الجوع معشعشاً في روابي الوقت كالطود العنيد
ستبيعيين الخبز واللحوح!! فهذا الزمان مغلفٌ بالاه وهذا الليل لايقوى على البوح وللأرض ذاكرة.. وللبحر دموع
وسيسجل التاريخ سطراً سيمحيه كل المتآمرون (بأننا في وطن يستباح مساءً..صباح) ستبيعيين الخبز واللحوح!!! فأحلام السماء عنيفة وأوجاع الحنين كثيفة والبوح أصمت ما يكون.. والحلم يسكن في الوريد,
لكنه انكسر في إيقاعه المنثور.. ستبيعين الخبز واللحوح!!! فماذا نفعل؟؟ في غدٍ آت دون وهجٍ..دون ماء ودروبنا لم تزل مفعمةٌ بالوحشة والخوف ونحن سنأكل جميعاً الخبز واللحوح حتى ينحسر الجوع منا, ويمضي الوقت فينا والأماني البيض تنأى للبعيد وللقريب فما زال في القلب حسرةُ والاه مخرج الحرف
لأننا في وطنٍ نحيا فيه بامتياز تحت خطوط الفقر ونتردى كل يوم في مهاوى الارتطام ونبذل كل الوسع لنبقى رهن أحقاب الظلام مستمرون في مغالطة الحياة مستمرون في مغالطة أنفسنا ومغالطة كل الأحلام وأنت ياصغيرتي: ستبيعين الخبز واللحوح إلى أن أجد ذلك المغني الذي غنى للوحدة وللوطن.. سأقتله واشنق نشيدنا الوطني الذي يذكرنا بالأسى والخيبة والذنب الذي اقترفناه عن عمد!! فنحن في وطن الأفندم والجباه الذين يعدون أحلامنا كل ليلة.. يفتشوها ويدفنوها هم مدججون بالبلادة والحديد ونحن في أرقٍ وقلقٍ نرابط في متأرسنا نأكل خبزنا واللحوح ننتظر ميلاد (ذو يزنٍ) جديد ونحلم ..بالوطن السعيد الوطن السعيد..