جميع القوى بما فيها تلك التي تقف على طرف الخصومة مع الجنوب في قضيته تؤكد على وجوب حل هذه القضية حلا عادلا ولكن يبقى السؤال المهم والأهم ما هو مفهوم هذا الحل العادل وما هي أسسه ومبادئه ؟ أي بمعنى أدق متى يمكننا القول بأن هذا الحل قد لامس العدل أو حاد عنه ؟ صحيح أن كل المكونات في الحوار قد قدمت رؤاها لجذور القضية ومحتواها وبغض النظر عن رأينا فيها إلا أن هذا الأمر ( رؤية مفهوم الحل العادل ) سيجعلها إمام تحد حقيقي فهو يلزمها الحديث في المبدأ خلاف سابقاتها والتي ذهب جلها للحديث في الأشخاص وفي أفضل الحالات للأشياء بتطويل ممل يرى فيه الكثير مقاصد التمييع أكثر منه تشخيص وبحث في حقيقة ما جرى ! ويبقى الحديث عن البحث في الحلول قبل توضيح أسس العدل كذلك القاضي الذي يبت في قضية دون الاستناد إلى قانون أو شريعة أو حتى عرف ثم أنها ستجعل من كل مكون يمسك ميزان عدله بيده ليشاهده ويطلع عليه الجميع ! وبالعودة للتذكير بتلك ألمبادأ التي وضعتها ثورة الشباب السلمية عام 2011م فقد حددت مفهوم الحل العادل لهذه القضية حين اشترطت رضا أبناء الجنوب عن الحل حيث وضعوا ضمن أهدافهم ( حل القضية الجنوبية حلا عادلا بما يرضي أبناء الجنوب ) ولا ندري هل بقي هناك من أهل هذه الثورة على هذا المبدأ من احد أم إن حظ الجنوب في النكث والغدر بكل ما يتعلق بحقوقه هو السائد شمالا . ختاما هل يعي من يدعون أنهم يمثلون القضية الجنوبية في حوار صنعاء بأهمية هذا الأمر ويسعون لانتزاع هذه الرؤى كي تسهم في حلحلة هذا التشابك الحاصل حول المعالجات والحلول أو تقيم الحجة على من يتهرب من استحقاقات الحل العادل ؟ نتمنى ذلك