أثارت التصريحات التي أطلقها قيادي في الحزب الحاكم في اليمن والتي قال فيها ان اليمن يتهددها خطر الانفصال حالة من اللغط السياسية وغضب كثير من قيادات الحزب التي وصفتها بأنها تصور غير منطقي . وكان رئيس دائرة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالحزب الحاكم محمد عبد المجيد قباطي قد حذر من أن اليمن ينتظره سيناريو أكثر خطورة من نموذج تونس والسودان، كاشفا ان هذا الخطر يتمثل في الانفصال وليس في إسقاط التجربة التونسية على الحالة اليمنية. وجاء ذلك في مداخلته التي تقدم بها إلى الندوة السياسية "مستقبل اليمن في ضوء ثورة تونس وانفصال جنوب السودان" التي نظمها مركز أبعاد للدراسات أمس السبت بصنعاء موضحا بأنه استند في مداخلته إلى دراسة موثقة نشرت في بريطانيا والولايات المتحدة أكدت أن الانفصال هو الخطر القادم الذي يهدد الكيان اليمني، وأن تلك المخططات مدعومة من الكيان الإسرائيلي. واستبعد المسئول الحزبي إسقاط السيناريو التونسي على اليمن لأنه ناتج عن ثورة متعلمين عاطلين عن العمل، ملمحا إلى أن أقرب مثال لليمن هو "الصوملة واللبننة". وأضاف ان النظام التونسي حقق في تونس نجاحا ملحوظا في مجال التعليم إضافة إلى نجاحات ملموسة في الجانب الاقتصادي , لكن ما حدث هي ثورة المتعلمين العاطلين عن العمل. من جانبه توقع أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء عادل الشرجبي تكرار السيناريو السوداني في اليمن وانفصال جنوبه الذي أصبح يشهد غليانا متصاعدا بشكل يومي من قبل أتباع الحراك الجنوبي.
وقال الشرجبي إن غياب مبدأ التداول السلمي للسلطة سيؤدي حتما إلى تمزق اليمن شمالا وجنوبا إن عاجلا أو آجلا، مستشهدا بالثورة اليمنية التي قامت في 26 سبتمبر/ أيلول من عام 1962 حينما أعلن الإمام أحمد ابنه البدر خليفة له، مما دفع شقيقاه الحسين وعبد الله إلى الثورة عليه. وخاطب الشرجبي السلطة الحاكمة بأنها مخيرة بين أمرين إما بقاؤها بشكل غير دستوري وإما الاحتفاظ بيمن موحد، لافتا إلى أن هذا المطلب لن يتحقق إلا بتقديم تنازلات من خلال عدم احتكار السلطة والثروة والتفرد بالقرارات وهضم حقوق الآخرين. وفي ورقته تطرق الشرجبي لتداعيات الثورة التونسية على الشارع العربي وإصابتها الحكام بالهلع، متحدثا عن واقع مرير في النموذج اليمني. واستدل بمليون درجة وظيفية اعتمدت لشراء الولاءات والذمم وتعيين رؤساء للجامعات الحكومية دون حصولهم على مؤهلات حقيقية سوى انتماءاتهم الحزبية مما قد يؤدي إلى ثورة شعبية عارمة. الأمين العام للجنة الحوار الوطني التابعة للمعارضة النائب البرلماني صخر الوجيه كان احد المشاركين ووجه انتقاداً " لبعض المشاركين في الندوة ممن استخدموا مصطلح النخب الحاكمة في اليمن قائلا بأنه لا يوجد في اليمن نخب حاكمة بل هناك أسرة حاكمة . من جانبه قال الأمين المساعد في التجمع اليمني للإصلاح محمد السعدي " نحن اليوم محتاجون إلى حوار سياسي جاد لنخرج من أزمات اليمن لكي نصل إلى مرحلة إيجاد الحلول , وطالب بأن تكون آلية الحلول غير الآليات السابقة . وبخصوص القضية الجنوبية قال السعدي أن القضية الجنوبية تهدد مستقبل اليمن بشكل خطير , وقال نحن اليوم في أمس الحاجة إلى حلول فورية . وقال:" لابد للقضية الجنوبية من حلول عن طريق إعادة الحقوق إلى أصحابها , والأخذ بالمعاني التي قامت من أجلها الوحدة ومن بينها التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة . وأضاف:" أن مسئوليات الرئيس اليوم أصبحت تصب في إطار الحفاظ على مصالح أشخاص هم ذات أقلية .