أظهر بايرن ميونيخ ، المتألق في الموسم الماضي بثلاثية تاريخية في الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا ، أنه لا يزال في خضم عملية إصلاحات في الوقت الحالي ، وذلك عشية مواجهة تشيلسي الإنجليزي بقيادة جوزيه مورينيو غدا الجمعة على لقب كأس السوبر الأوروبية. وأكد الأسباني جوسيب جوارديولا ، الذي مر عليه شهران في منصب المدير الفني لبطل ألمانيا وأوروبا ، أن فريقه يتطور بسرعة أكبر مما كان ينتظر. لكن التعادل 1/1 أمام فرايبورج أول أمس الثلاثاء في دوري البوندسليجا ، ترك شعورا من عدم الطمأنينة ، لدى النادي والجماهير. وحذر مدرب برشلونة السابق "علينا أن نتعافى بأسرع صورة ممكنة من أجل نهائي الجمعة في براغ"، لكنه في المقابل أبرز أداء فريقه "في رأيي قطعنا خطوة للأمام في طريقة لعبنا. كمدرب لبايرن ، أنا فخور جدا جدا بفريقي". ولم تعن مباراة فرايبورج فقط خسارة بايرن لأولى نقاطه في الدوري الألماني ، بل أيضا كانت على وشك أن تحرمه من أحد أعمدته الرئيسية ، باستيان شفاينشتايجر ، الذي كان عليه أن يترك الملعب وهو يعرج لتعرضه للإصابة. وأظهرت الفحوص الطبية التي خضع لها لاعب الوسط أمس في ميونيخ أنه رغم معاناته من شد في الكاحل الأيمن ، فقد يلحق بمباراة السوبر الأوروبية بفضل علاج مكثف على مدار 48 ساعة. ويحتل شفاينشتايجر مكانة رئيسية في طريقة لعب جوارديولا ، الذي يبدو خط وسطه فجأة أكثر هشاشة من أي وقت. فالمتاعب البدنية لشفاينشتايجر تضاف إلى إصابتي الأسبانيين خافي مارتينيز وتياجو ألكانتارا ، الذي سيغيب حتى منتصف نوفمبر ، بعد خضوعه لجراحة يوم الاثنين الماضي ، بسبب قطع في أربطة الكاحل الأيمن. تزامن ذلك مع قرار جوارديولا ببيع لويس جوستافو ، اللاعب الأساسي بالمنتخب البرازيلي ، إلى فولفسبورج ، والشاب الواعد إيمري كان إلى باير ليفركوزن. كما لا يمكن لمدرب بايرن الاعتماد مؤقتا على لاعب صاعد من الناشئين ، بالنظر إلى أن الدنماركي بيير إيميل هويبييرج ، أحد أبرز نجوم مرحلة الإعداد للموسم الجديد ، مصاب في الركبة هو الآخر. وبانتظار كيفية تعافي شفاينشتايجر ، يتبقى لجوارديولا لاعب واحد فقط لمركز لاعب الوسط المدافع هو توني كروس. وهي مشكلة في مواجهة الفرق العنيدة التي عادة ما يدفع بها مورينيو. يعاني بايرن من مشكلات تتعلق بالاستقرار في منطقة الوسط. فالتغيير التكتيكي الأكثر إثارة للجدل الذي قام به جوارديولا في مرحلة الإعداد للموسم الجديد كان التوقف عن الدفع بلاعبي ارتكاز هما مارتينيز وشفاينشتايجر -اللذين كان لهما دور كبير في إنجاز الثلاثية- من أجل الدفع بلاعب واحد في خط الوسط. ودافع جوارديولا عن نفسه أمام الانتقادات الموجهة لهذا التعديل بالإشارة إلى أن بايرن تعرض لفرص قليلة خطيرة من جانب منافسيه في الجولات الثلاث الأخيرة. ودافع الأسباني عن نفسه إزاء الشكوك التي أثارتها التجارب الخططية في فريق توج بكل شيء ، حيث قال للصحافة الألمانية "إنني مدرب ، ولست عرافا. لا أتمتع بالقدرة على قراءة المستقبل. أنا آسف ، عذرا". وانتهز المدير الفني الفرصة لمطالبة لاعبيه بالتخلص من العقد الخططية ، واللعب بانسيابية أكبر في الهجوم. أمام فرايبورج ، أراح جوارديولا سبعة من لاعبيه الأساسيين. غدا الجمعة سيكون بحاجة إليهم وهم في أفضل حالاتهم لمواجهة تشيلسي. بايرن لا يزال في مرحلة البناء ، لكن لديه مادة خام كافية للحصول على لقب كأس السوبر الأوروبية ، الوحيد الذي لم يحصل عليه من قبل.