كشفت صحيفة محلية صادرة من عدن عن اسباب رفض قوى شمالية للفيدرالية من اقليمين شمالي وجنوبي كانت قد طرح في مؤتمر الحوار اليمني كحل اولي للقضية الجنوبية يعقبه استفتاء على تقرير المصير من قبل الجنوبيين. ونقلت صحيفة "اليوم الأول" عن مصادر سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء قولها " ان قوى في الشمال اليمني اعلنت رفضها للفيدرالية من اقليمين بعد مخاوفها من حصول الجنوبيين على الاستقلال بعد مرور السنوات التي وضعت للفدرالية كمرحلة انتقالية يعقبها استفتاء على تقرير المصير للجنوب... مشيرة الى ان الشمال اليمني رفض بقاء الجنوب في اقليم واحد.
وقالت المصادر ان مراكز القوى النافذة في الشمال طرحت عددا من الشروط من بينها عدم السماح ببقاء الجنوب في إقليم واحد وهو قالت انه خطر قد يؤدي إلى انفصال الجنوب وضياع الثروة وتعزيز قوته أمام الطرف الشمالي .. وكذا عدم فصل الدين عن السلطة لما قالت تلك القوى انه قد يشكله ذلك من إضعاف شديد لمراكز نفوذها وتأثيرها مستقبلا.
وطالبت تلك القوى السياسية والقبلية التي تسيطر على مراز القرار في صنعاء بعدم تفتيت المحافظات الشمالية إلى أكثر من إقليمين نظرا لما قالت انه سيشكل ذلك من إضعاف للمركز وسيطرته على المحافظات.
وهددا تلك القوى بالحرب في حالت تم اقصائها او ابعادها من سيطرتها على الثروة والإبقاء على ملكيتها للمركز ( العاصمة صنعاء) والحقول النفطية في الجنوب.
ودفعت تلك المخاوف الشماليين الى استقطاب شخصيات جنوبية منضوية في الاحزاب اليمنية الى الترويج لمشروع الاقليم الشرقي الذي يجري الترويج له من قبل تلك الشخصيات التي تعمل لصالح احزاب يمنية ترفض اعطاء الجنوب حق تقرير المصير الذي تطالب به قوى يمنية في الشمال. وعمدت وسائل اعلام اليمن الى الترويج لمشروع يتضمن تقسيم الجنوب الى عدة اقاليم تكون تابعة للشمال اليمني اسواء بكثير من قبل اعوام , والمتمثل في ضم مدن جنوبية الى محافظات شمالية في خطوة اقدم عليها النظام اليمني حينها للحد من المطالب الشعبية للجنوبيين باستعادة دولتهم عقب فشل مشروع وحدة 1990م.
وعمدت شخصيات جنوبية موالية لأحزاب صنعاء للترويج للإقليم الشرقي واقليم عدن الذي من المتوقع الاعلان عنه قريبا بحسب ما ذكرته المصادر.
ومنذ انطلاق مؤتمر الحوار اليمني في صنعاء سعت القوى اليمنية بكل الطرق الى تمزيق الجنوب من خلال ضم المحافظات الجنوبية على أخرى شمالية في خطوة من شأنها ان تزيد من التوتر الحاصل بين دولتي وحدة 90م.
ويرى سياسيون من الجنوب ان خطورة الاقاليم تهدف الى السيطرة على الجنوب مرة اخرى والحد من الانتفاضة الجنوبية التي تسعى الى استعادة دولة الجنوب , فيما يرى الشماليون تقسيم الجنوب هو الضمان الاكيد لبقائهم في الجنوب والتصرف بثرواته.