صدر قرار رئيس جامعة عدن – د. عبد العزيز صالح بن حبتور - رقم (886) للعام 2012م بتعيين د. علي ناصر الزامكي نائباً لمدير مركز التعليم عن بعد بجامعة عدن، وتعد تلك خطوة متميزة من نوعها للجامعة في طريق تطوير المركز، وإضافة الكثير إلى رصيده المهني، لاسيما وأن الأستاذ علي -نائب عميد كلية العلوم الإدارية سابقاً - معروف بين طاقم الجامعة والطلاب بنشاطه اللامتناهي، وحرصه على الأداء الأفضل، كما يرى ذلك الطيف آنف الذكر، ومسيرة الدكتور الزامكي حافلة بالإنجازات التي حققها خلال تقلده العديد من المناصب القيادية والإدارية في جامعة عدن، وهي شخصية تتمتع بخلق جم جعلته محط إعجاب الكثير من الأكاديميين والطلاب. وفي السطور القادمة يسر (عدن الغد) استضافة د. علي الزامكي نائب مدير مركز التعليم عن بعد حول الكثير من المهام التي يضطلع بها المركز والمشاريع التي يقدمها وطموحاته المستقبلية .. فإلى حصيلة الحوار. أجرى الحوار / محيي الدين الشوتري : * دكتور علي مرحبا بك في هذا الحوار على صفحات (عدن الغد) وبادئ ذي بدء هل لك أن تعطي القارئ نبذة عن برنامج (التعليم عن بعد) في جامعة عدن ؟ - أولا: أشكركم كثيرا على هذه الاستضافة، واتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح، وبالرد على سؤالك نشأ برنامج (التعليم عن بعد) في جامعة عدن في العالم 1995 / 1996م، باسم "الانتساب الموجّه" كإدارة تابعة لشئون الطلاب، ثم تم تطويرها إلى "إدارة عامة للتعليم عن بعد" بالقرار رقم 543 في 2009م. وبعد صدور القرارات لإنشاء المركز (قرار رئيس الجامعة رقم 604 لعام 2012)، كانت الخطوة النوعية لجامعة عدن بتاريخها الطويل للسعى إلى التواصل مع طلابها وأبنائها في الداخل أو المغتربين في الدول الشقيقة، وانطلاقاً من رؤيتِها لمواصلة تطويرِ أنشطتها التعليمية والبحثية والأكاديمية والإبداعية والعمل بمسئولية لخلق أجيال مُفعمةٍ بالروح الوطنية اليمنية الحاملة لمشاعل التنوير ومتسلحةٍ بالعلوم والمعارف، فإن الجامعة تعول كثيراً على برنامج التعليم عن بُعد ليعد رافداً من روافد التعليم الأكاديمي ولإيصال رسالتها التنويرية. لكل أصقاع الدنيا, وستستمر الجامعة في تطوير أدائها وخدماتها التعليمية بدأب لا يعرف الكلل أو الملل، وستواصل مشوار تخريج دفعاتٍ مقبلة بنوعية مؤّهَلًة لتلبية احتياجات ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية .. إلخ في الوطن ودول الجوار على حدٍ سواء .. هذا البرنامج (التعليم عن بُعد) يكتسب أهمية كبيرة للطلاب اليمنيين في الخارج والداخل في إطار التحسين المستمر.
* ما هي أهم المزايا لمشروع (التعليم عن بعد) وبصراحة هل توجد له عيوب؟ - إن البرنامج يهدف إلى إيصال رسالة الجامعة العلمية والثقافية إلى خارج حدود الجمهورية اليمنية وإتاحة فرص التعليم العالي للمهاجرين اليمنيين، وتمكين الراغبين منهم في الالتحاق بالدراسة الجامعية الأولى والدراسات العليا، وإتاحة فرص التعليم العالي للإخوة العرب من الجنسين، وغيرهم من الراغبين، كما يهدف إلى تحقيق هدف المواءمة بين التعلم والعمل للفئات المنخرطة في سوق العمل، بما يؤمن لهم فرص التعليم العالي أثناء الخدمة، وذلك لتحسين إمكاناتهم المعرفية وتطوير قدراتهم العلمية، وكذا الإسهام في تطوير نوعية التعليم، وذلك بالاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باستخدام الوسائط والوسائل التقنية الحديثة، فضلا عن تحقيق مزيد من التكامل بين مؤسسات التعليم العالي في خدمة الأهداف التربوية المختلفة والمتطورة للمجتمع. أما فيما يتعلق بالعيوب حقيقة ليست هناك عيوب نخشى أن تكون معيقة لاستمرار نجاح البرنامج بقدر ما هي طموح نسعى إلى تنفيذها خاصة بعد أن تم تطبيقها، وهي تنفيذ مشروع الفصول الافتراضية (التعليم الإلكتروني) المشاركة الإيجابية المعهودة من الكليات، والأقسام العلمية المشاركة معنا في برنامج (التعليم عن بُعد). * ثمة من يرى أن مشروع (التعليم عن بعد) استثماري ربحي بحت، ومتلقوه كمن يبحث عن سراب .. هل ترى صحة القول هذا؟ - يوجد في جامعة عدن أنظمة تعليمية متعددة أهمها نظام التعليم العام أو التعليم النظامي والذي يغطي جميع التخصصات العلمية التطبيقية منها والاجتماعية في البرامج المختلفة (بكلاريوس - ماجستير - دكتوراه) تنفذ من قبل (19) كلية في (5) محافظات (عدن، أبين، لحج، شبوة، الضالع) منها (9) كليات في المركز محافظة عدن، و(5) كليات في محافظتي أبينوشبوة، و(5) كليات في محافظتي لحج الضالع، ومع ندرة الموارد وقلة موارد الجامعة ولضرورة استمرار هذه الخدمة التعليمية العامة وتميزها، واكسابها المواصفات والمعايير الأكاديمية الدولية، جاءت البرامج التعليمية الخاصة مثل برنامج النفقة الخاصة لدعم استمرار تطوير، وتحديث المختبرات المعملية والتجهيزات الفنية، وجاء كذلك برنامج التعليم الموازي (التعليم المسائي) لتحسين البيئة التعليمية وأدوات التحصيل العلمي، وتحسين كذلك مستويات دخل أعضاء الهيئة التدريسية .. وجاء كذلك برنامج (التعليم عن بعد) في اتجاهين الأول إيصال رسالة الجامعة التنويرية إلى أبناء المغتربين والمغتربين أنفسهم لتطوير معارفهم العلمية والمهنية والاتجاه الثاني الاستثمار في مجال التعليم لاستمرار تطوير، وتحديث الخدمات الطلابية والتعليمية المختلفة. * البعض يرى أن مناهج (التعليم عن بعد) عقيمة وبحاجة لتحديثها كي تلائم عصرها؟ - نختلف فيما بيننا في شتى المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية، ولكننا نتفق جميعا أن جامعة عدن هي أول جامعة حكومية في الجزيرة العربية، وأن جامعة عريقة ومميزة بكادرها التدريسي ومناهجها العلمية المعبرة عن شخصيتها الأكاديمية والذي اكسبتها المكانة المرموقة واستمرار التطوير والتحديث للمناهج العلمية بناء على المؤتمرات والورش العلمية جعل شخصيتها الأكاديمية رائدة ومستمرة في تقديم خدماتها العلمية والأكاديمية. * ما هي الآليات التي اتخذها المركز للنهوض بمركز (التعليم عن بعد)؟ - يعتمد نظام الدراسة في برنامج التعليم عن بعد باتباع الطرق الآتية : نقل التعليم إلى الدارس في موقع إقامته أو عمله، بما ييسر له المزاوجة بين التعليم والعمل .. الاعتماد على مرتكزات التعليم الذاتي واستقلالية المتعلم .. تأمين المادة التعليمية والتواصل الأكاديمي والتعليمي بالطالب باعتماد الوسائل الآتية : الوسائل التقليدية، وتتم من خلال : اعتماد الكتاب الدراسي ولقاءات التعليم المباشر .. تقديم المساقات الدراسية التقليدية مع تطويرها في صيغة تتلاءم ومتطلبات التعليم الذاتي. الوسائل المعتمدة على التقنيات، وذلك باعتماد نظام الإنتاج الإلكتروني وذلك لتحقيق الآتي: تطوير المقررات الدراسية وبرمجتها بما يجعلها قابلة للتداول إلكترونياً .. CD تقديم الكتاب الدراسي في .. DVD CD تقديم المساق الدراسي بالصوت والصورة في قرص ممغنط. * ما تقييمكم لعلاقة المركز برئاسة الجامعة؟ - علاقتنا مع إدارة الجامعة وقيادتها ممتازة جدا، بل إن المركز يحظى بدعم واهتمام بالغ من قبل رئاسة الجامعة، ولعل سلسلة الاجتماعات المتواصلة والمستمرة مع الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس الجامعة التي تحظى بها إدارة مركز (التعليم بعد) لدليل قاطع على العلاقة الداعمة والمحفزة لتطبيق، وتنفيذ يرامج الأعمال المختلفة. * ما هي طموحاتكم المستقبلية في مركز (التعليم عن بعد)؟ - طموحاتنا كثيرة وكبيرة لعلنا بعد تنفيذ وتدشين المكتبة الإلكترونية الضخمة المزمع تدشينها في العام القادم بالتعاون مع الأقسام العلمية المشاركة معنا في برنامج (التعليم عن بعد)، والتي تلبي الحد الأعلى لتقديم خدمة الأبحاث والكتاب الإلكتروني المطلوبة لبرامج الدراسات العليا في التعليم العام و(التعليم عن بعد) ودعم كل الورش العلمية لاستمرار تطوير وتحديث المناهج العلمية وطباعة سلسلة الكتاب الجامعي لطلاب التعليم العام و(التعليم عن بعد)، بالإضافة إلى إصدار المجلة الإلكترونية المحكمة المنافسة عربيا ودوليا وتطوير وتحديث التعليم الإلكتروني وصولا إلى افتتاح القناة التلفزيونية التعليمية، وإنشاء جامعة التعليم المفتوح و(التعليم عن بعد). * كلمة أخيرة تود قولها في خاتمة هذا الحوار؟ - أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للأستاذ الدكتور عبدالعزيز ين حبتور لدعمه المستمر والرعاية الكريمة التي نحظى بها لتطوير برنامج (التعليم عن بعد)، والشكر موصول لعمادات الكليات ورؤساء الأقسام العلمية والزملاء أعضاء الهيئة التدريسية على كل جهودهم المساندة لاستمرار نجاح برنامج (التعليم عن بعد)، ولا أنسى إدارة مركز (التعليم عن بعد) والطاقم الإداري المميز، وشكرا لكم، وهكذا هي (عدن الغد) مشرقة دائما.
