ناقش عدد كبير من مختلف ألوان الطيف في المكونات الشبابية والنشطاء الحقوقيين في عدن مستقبل الدولة الجنوبية الفيدرالية كخيار وطني فيه المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للثروة وترسيخ العدالة الاجتماعية وبناء الإنسان الجديد أغلى رأسمال في التنمية لدولة الجنوب القادمة و أكدوا على رؤية واحده للمكونات الشبابية في عدن يتفقون فيها على النقاط المشتركة لتكوين لجان تنسيقية شبابية بتكليف ممثل واحد عن كل مكون شبابي لتمثيلهم في المجلس الأعلى للتنسيق والتفاوض حول مستقبل هده الدولة القادمة ..وجددوا التأكيد على الاختيار الأفضل لقادة هذه الدولة لتكون من المستقلين من ذوي الكفاءة والبعد الثقافي والسياسي الناضج . ورد ذلك خلال اللقاء الحواري لتوسيع المشاركة في الحوار ولاستيعاب بالسياق السياسي الراهن حول الخيارات المتاحة والفرص والتحديات التي ترافق المرحلة الانتقالية ,نظمته جمعية العيد روس التنموية النسوية اليوم بعدن . وقيم الشباب المراحل السابقة الذي مر بها الجنوب إيجاباً وسلباً للأستفاده من العبر والدروس وتفادي المثالب والصعوبات الناجمة عن تعقيدات البناء الاجتماعي والاقتصادي والتركة المثقلة التي خلفها الاستعمار البريطاني أمام الدولة الوطنية الجديدة بعد الاستقلال في(ال30من نوفمبر) (1967م) وما ورثته من تخلف وفقر وجهل ومرض مؤكدين على تجاوز مآسي الماضي من صراعات وتمترسات قبلية ومناطقية وحزبية ضيقة بهدف الاستفادة والاستخلاص عند صياغة بناء الدولة الديمقراطية ,دولة النظام والقانون والمؤسسات في الجنوب. وكانت الأخت/سمية القارمي رئيسة جمعية العيد روس التنموية النسوية بعدن قد دشنت اليوم هذا اللقاء بكلمة رحبت فيها بالشباب والشابات والشخصيات الاجتماعية والمحاضرين المشاركين في هذا اللقاء الهادف إلى أجراء الحوار بين الشباب أنفسهم من دون وصاية من أي جهة كانت حزبية أو مناطقية أو قبلية وحثتهم أن يخرجوا من هذا الحوار برؤية موحده تجاه دولة الجنوب القادمة في المستقبل لاختيار قيادة جديدة كفؤة ومستقلة وناضجة ثقافياً وذو بعد سياسي وواقعي لتسيير دفة أمور الدولة الجديدة أنشاء الله في الجنوب بمنأى عن الصراعات الحزبية والقبلية والمناطقية المتخلفة . فيما ألقت الدكتورة/ سلوى مبارك رئيس مركز المسار للدراسات محاضرة سياسية قيمة استعرضت فيها المرحلة الماضية في الجنوب بعد الاستقلال وبما حملته من انعطافات وتحديات وصعوبات وصراعات سياسية مقيمة لتلك المرحلة إيجاباً وسلباً حيث أتسمت تلك المرحلة بالصراعات وشحة الموارد والكوادر المؤهلة معيده إلى الأذهان الإجراءات الاقتصادية التي أقدمت عليها الدولة الوطنية في الجنوب آنذاك والتي اتسمت بالبعد الاجتماعي لصالح المواطنين الفقراء والحد من بطالة الشباب ومجانية الصحة والتعليم وفتح أبواب أوسع لحرية المرآة وحقوقها على قدم المساواة فضلاً عن منظومة القوانين المتميزة التي كفلت للمرآة حقوقها وحماية حقوق العمال إلى جانب الاهتمام بالأمومة والطفولة وفتح الأبواب الواسعة أمام الجميع فقراء وأغنياء على السواء بمواصلة التعليم الجامعي في الداخل والعالي في الخارج وتأهيل الكثير من الكفاءات التي أصبحت ذات مكانة علمية مرموقة من بينهم الدكاترة والبروفسورات ..لكنها أنحت باللائمة على القيادة السياسية في تلك المرحلة التي تصارعت على كيفية أدارة الدولة وليس من أجل المصالح الخاصة ولكنها كانت أحياناً تتحكم في تلك الصراعات والانحيازات القبلية والمناطقية ..مطالبتاً الشباب في المستقبل أن ينأوا بأنفسهم عنها أذا فكروا في بناء دولة المستقبل في الجنوب . وحثت الدكتورة / سلوى مبارك الشباب والشابات أن يستلهموا العبر من الماضي بما فيه من سلبيات وتطوير إيجابيات فيما يتناغم وإيقاع العصر الراهن المتسارع وأن تعطى مساحة أكبر لذوي الكفاءة المستقلين في إدارة شؤون الدولة المستقبلية في الجنوب . كما اقترحت على الشباب أن يناقشوا عدة خيارات منى خلال الحوار بين الشباب أنفسهم بعيداً عن الوصاية ليخرجوا بخيار أكثر واقعية وموضوعية . وبادرت الدكتورة / في صياغ محاضرتها بوضع احد الخيارات لتكوين دولة (كون فيدرالية) في الجنوب من إقليمين عدن الكبرى وحضرموت الكبرى وكل إقليم يقسم إلى عدة ولايات بحيث توزع الثروة بينهم على أساس النسب بحسب رأي الدكتورة وذلك على النحو التالي (60%) للإقليم و(20%) للحكومة المركزية و(20%) للإقليم الأخر..ودعت الشباب إلى وحدة صفهم وتأهيل أنفسهم علمياً وثقافياً وسياسياً حتى يخرجوا رابطين الجأش نفتخر بهم في الغد القريب وفي قيادة دولة الجنوب المنتظرة . وكانت قد اتسمت مناقشات هذا اللقاء الشبابي بالصراحة والجرأة وبعد النظر مؤكدين على ضرورة تشكيل اللجان التنسيقية من كافة ألوان الطيف للمكونات الشبابية وانتداب عضو من كل لجنة لتمثيلهم في المجلس ألتنسيقي الأعلى المخول بالتفاوض نيابة عن الشباب حول مستقبل الجنوب القادم.