لا بدّ من قراءة واقعيّة وموضوعيّة لما نعيشه اليوم من أحداث في الجنوب وعلى الرّغم من تسارعها على المستويين الداخلي والخارجي. ومايحاك من مشاريع وحوارات وتسويات وتقاسمات تستهدف الجنوب المحتل .. و الّتي تنعكس في داخلنا اضطراباً وقلقاً عندما نشاهد ونتابع انه لايزال. بعض الجنوبيين يتربصون بالثورة الجنوبية ويستثمرون النجاحات التي تحققها ثورة الجنوب السلمية في ميادين وساحات الاستقلال على طول محافظات الجنوب في ابتزاز الاحتلال اليمني لتحقيق مكاسب شخصية في قاعات الحوار اليمني التي رفضها شعب الجنوب في سبع مليونيات جنوبية اقامها في العاصمة عدن .
ان شعب الجنوب الذي خرج الى ميادين وساحات الجنوب في 2007م لم يخرج الا للمطالبة باستقلال الجنوب وتقرير مصيره ...كما ان آلاف الشهداء الذين سقطوا وارووا بدمائهم تربة الجنوب، لم يخرجوا ويقدموا ارواحهم قرابين الا من اجل استقلال الجنوب.. وان آلاف الجرحى وعشرات الالاف من الاسرى جميعهم ناضلوا من اجل الاستقلال وتقرير مصير الجنوب واستعادة الدولة والهوية الجنوبية التي عمل المحتل على تزييفها .
ان الفيدرالية المزمنة او الاقاليم التي يروج لها الاحتلال اليمني ومن ارتضى من شعب الجنوب ان يشارك في حوارة لا تعني شعب الجنوب لا من قريب ولا من بعيد ..ومن يرتضي بفيدرالية الجنوب المحتل مع العربية اليمنية فانة يشارك المحتل باستباحة ابدية للجنوب وضياع ابدي للهوية الجنوبية لشعب الجنوب ..كما انهم لا يختلفون عمن شارك في ضرب واحتلال الجنوب واستباحتها ونهبها في عام 1994م الا انهم في الفيدرالية يشرعنون للتنازل ابدي عن الجنوب كدولة محتلة وضمها الى العربية اليمنية واعتبارها اقليم يمني على طريقة اعادة الفرع الى الاصل .
إن نتائج الحوار وما يتعلق بالقضية الجنوبية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأسباب الغد الّتي هي امتداد لظروف الماضي التي لا يريد البعض طمسها وبداية صفحة جنوبية جديدة مبنية على الحب والتآلف ومنطلقة من مبدأ التصالح والتسامح الذي اقره شعب الجنوب لدفن الماضي وسلبياته وطمس كل الخلافات السابقة التي كانت ابان دولة الجنوب الا ان الوجوه الجنوبية المشاركة في الحوار تكاد امتداد لنفس وجوة 1986م التي اخضعت الجنوب مرغمآ للارتماء الى الوحدة الاندماجية في عام 1990م ونفس الوجوه التي تحملت قيادة الجيوش اليمنية التي استباحت الجنوب في 1994م ضاربين بالتصالح والتسامح عرض الحائط ومستمرين بإضعاف الجنوب وشعبها وتسهيل استباحتها ونهبها ..وعلى نفس الطريق يسيروا وبنفس المخطط يشاركون وللاحتلال يشرعنون استباحة الجنوب ويمننتها ولكن باختلاف السلاح المستخدم ..حيث كانت البداية ضرب الوحدة الجنوبية وضرب مقدارت الجنوب العسكري والمدنية واضعاف الجنوب .
ثم قادوا الجيوش اليمنية والمليشيات الاسلامية والارهابية لاحتلال الجنوب واستباحتها بالمدفع والدبابة بالأمس. آما اليوم فهم يشرعنون للاحتلال استباحة ابدية ويمننة الجنوب وطمس هويتها من خلال الفيدرالية او الاقاليم بشخطة قلم والتوقيع على ما يقره الحوار اليمني بشهادة دولية واقليمية ..في تحدي واضح لشعب الجنوب واغتصاب ارادته والدوس على دماء الشهداء وانات الجرحى ونحيب الثكالى وأهآت المعذبين وتسويقها الى حوارات اسواق باب اليمن.
وفي مقابل كل هذا عليهم ان يفهموا ان شعب الجنوب لم بالمرصاد وان صبرة عليهم لن يستمر طويلآ وسياتي اليوم الذي يجعل هؤلاء السماسرة يعضوا اصابع الندم على ما اقترفوا من تجاوزات في حقة ومن ابتزاز لإرادته و امتهان واستغفال لكرامته واستغلال لثورته السلمية ..متناسين ان ارادة الشعوب هي الاعلى وان المشاريع والحلول الناقصة وانصاف الحلول التي يروج لها هؤلاء واعلام الاحتلال اليمني لن يرتضي بها شعب الجنوب وسوف تسقط تحت اقدامه في ساحات وميادين التحرير والاستقلال. ولن تتوقف الثورة الجنوبية حتى تحقيق هدفها المتمثل بالتحرير و الاستقلال مهما كانت الخسائر والتضحيات.