لاقت هذه الدعوة استجابة مباشرة من جميع القيادات الجنوبية في الداخل والخارج لعقد مؤتمر من نوع خاص ذات سمة ملازمة لجميع القيادات الجنوبية بدون استثناء, وقت ومكان انعقاد المؤتمر لم يقف عائق في عقد المؤتمر لسبب بسيط هو قبول جميع الأطراف بتلبية الدعوة في إي زمان ومكان وبدون شروط مسبقه.
الرئيس قبل الدعوة لأول مرة دون طلب توقيعات ميثاق شرف! والزعيم رحب بعقد هذا المؤتمر دون تحفظات تذكر، القيادات الجنوبية الأخرى سواء كانت في لندن أو الرياض أو القاهرة قد حجزت تذاكر السفر لتلبية الدعوة بدون تردد وبصورة عاجلة! لأفرق أن يكون مقر انعقاد هذا المؤتمر بأحد العواصم الثلاث الأنفة الذكر او في العاصمة عدن, ومن باب تقديرهم للرئيس فضلوا انعقاد مؤتمر "عدم الاتفاق" في ضاحية بيروت! إلا ان الرئيس هذه المرة كان أكثر حكمة وشجاعة عندما استجاب لدعوة الزعيم بأن يكون انعقاد هذا المؤتمر التاريخي في العاصمة عدن!
وجهة ومكان انعقاد مؤتمر "عدم الاتفاق" تحددت بدون اعتراض أو تحفظ من أي طرف من هذه القيادات على عكس دعوات المؤتمرات السابقة! والسبب هو أن الكل يعرف جيدا الهدف الأسمى المرجو تحقيقه, المحقق أصلا بعدم الاتفاق!
عرف عن الزعماء العرب في وقت زخم دعوات القومية العربية بأنهم كانوا أكثر دعوة للمؤتمرات وكانت جل مؤتمراتهم تنتهي بانقسامات وخلافات حادة حتى اصبحت المقولة المشهورة (اتفقنا على أن لا نتفق)! شعار دائم لأعمال ونتائج تلك المؤتمرات.
يبدو أن حال القيادات الجنوبية مازالت بتلك العقلية ولم تتغير بل أن هناك فارق كبير بين الحالتين فتلك القيادات العربية تمثل دول عديدة و كانت تجتمع ثم تختلف أما قياداتنا التي تتدعي تمثيلها لوطن وشعب وهدف واحد تختلف في كل شيء دون أن تجتمع. القيادات الجنوبية صارت مختلفة في تسمية الوطن الجنوبي وفي شكل ولون العلم وأي مسمى سيقود الجنوب لاستعادة الدولة، اختلفوا في مفاهيم الاستقلال وفك الارتباط وحق تقرير المصير لا لشي إلا لحب ظاهرة الاختلاف وعدم الاتفاق، اختلفوا في تسمية المظاهرات المليونية وشعاراتها والمأساة الكبرى التي تدمى لها العين هو اختلافهم الغير مبرر في أحقية احتفال الجنوب بمناسبة وطنية دون غيرها إلا ما قد سلف! وكأن المناسبات الوطنية ملك لأشخاص معينين وليست ملك للشعب( ولا حولا ولا قوة إلا بالله) .
هم أفراد ينبغي أن يكونوا وراء الشعب إلا أن حب الزعامة وجنون العظمة قد أعمت بصائرهم ففضلوا ان يكونوا في مقدمة صفوف الثورة ولكن بنظام "النضال عن بعد"!
هم من أحدث شرخ عميق في وحدة وصف الشعب الجنوبي الذي عاملهم دوما بالتي هي احسن ودفع عنهم السيئة بالحسنة وخير دليل على حسن نية هذا الشعب الطيب هو إعلانه مبدأ التسامح والتصالح إلا ان تلك القيادات التي لازالت تغلي أفئدتهم نار لم تعي إي اعتبار لتلك المصالحة الشعبية والوطنية أذن الدعوة لعقد مؤتمر “عدم الاتفاق" جاءت بعد محاولات يائسة من جميع المثقفين والشخصيات الجنوبية للم شمل القيادات الجنوبية وتوحيد صفهم إلا أن حماقة تلك القيادات واختلافاتها الغوغائية وقفت حجرة عثرة في تلبية مثل تلك الدعوات.
لكل داء دواء يستطب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويها
هذه الحماقة السياسية التي أضاعت شعب ووطن وهوية بصراعات لا تنهي من ستينات القرن الماضي الى اليوم هي نفسها من اعيت شعب بكامل قواه الوطنية الاجتماعية منها والثقافية فلم يعد هذا الشعب قادر على جمع تلك القيادات على طاولة واحدة إلا بتفكير إستثنائئ وهي الدعوة لعقد مثل هكذا مؤتمر سيكون الاول من نوعه على مستوى المنطقة والعالم أجمع شعاره الاختلاف سمة جنوبية ملازمة ونتيجته تحصيل حاصل في عدم الاتفاق الجنوبي! هو المؤتمر الوحيد الذي سيجمع فرقاء ساسة الجنوب على طاولة مستديرة وسوف يرسم ملامح الاستقلال الثاني دون الحاجة لمساعي بن عمر والزياني!
ملاحظات 1مقولة اتفقنا على ان لا نتفقق 2من يملكون الحق , لا احد من تلك القيادات ان تلغي تاريخ الشعب 3موضوع الحماقة السياسية هي التي كانت سببب في ضياع دولة ذات سيادة واضمحلالا دولة بكل مؤسساتها