دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    القائم بأعمال رئيس هيئة مكافحة الفساد يكرم والد الشهيد ذي يزن يحيى علي الراعي    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    بيان تحذيري من الداخلية    إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    قراءة تحليلية لنص "خطوبة وخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    لملس يبحث مع وفد حكومي هولندي سبل تطوير مؤسسة مياه عدن    الحديدة أولا    الحرارة المحسوسة تلامس الصفر المئوي والأرصاد يحذر من برودة شديدة على المرتفعات ويتوقع أمطاراً على أجزاء من 5 محافظات    الاتصالات تنفي شائعات مصادرة أرصدة المشتركين    رئيس بوروندي يستقبل قادة الرياضة الأفريقية    جولف السعودية تفتح آفاقاً جديدة لتمكين المرأة في الرياضة والإعلام ببطولة أرامكو – شينزن    حكاية وادي زبيد (2): الأربعين المَطّارة ونظام "المِدَد" الأعرق    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    ريال مدريد يقرر بيع فينيسيوس جونيور    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احمد عمر بن فريد : الرئيس البيض يميل الى التوجس والشك وكنت آمل ان يكون حوله فريق من الكفاءات والخبرات لكن هذا لم يحدث
نشر في عدن الغد يوم 02 - 10 - 2013

يعتبر الكاتب أحمد عمر بن فريد أحد أبرز النشطاء الذين اسسوا لثورة الحراك الجنوبي السلمية في مطلع العام 2007 وقد عرف حينها بكتابته في صحيفة " الأيام" التي تدعو الجنوبيين للثورة على واقعهم السياسي، كما عرف بخطاباته الثورية في الميادين وأبرزها القسم الجنوبي الشهير " دم الجنوبي على الجنوبي حرام ".
غادر بن فريد الى الخارج بعد أن كان قد اعتقل في العام 2008، والتحق بمكتب الرئيس الجنوبي علي سالم البيض وكان من أوائل من صاحبوا البيض منذ عودته الى الحياة السياسية عام 2009 إلى أن أعلن في العام 2011 قطيعته مع مكتب البيض في بيروت وعودته الى ألمانيا.
يقيم أحمد عمر بن فريد حاليا في مدينة بون الألمانية، وقد حاورته "الامناء" للتعرف على موقفه من مستجدات الساحة الجنوبية وتقييم واقع الحراك الجنوبي كواحد من أبرز مؤسسيه ، وكانت الحصيلة التالية:
حاوره / عبدالرحمن أنيس
1- بعد ست سنوات من انطلاقة الحراك الجنوبي ..كيف تقيمون واقع الحراك اليوم ؟
واقع الحراك اليوم مطمئن جدا وقد تمكن وبحمدلله تعالى من وضع " قضية الجنوب " في المكان اللائق بها واستطاع ان يفرضها على الأجندة الاقليمية والدولية وان تتحول الى رقم صعب في المعادلة السياسية ككل في المنطقة حتى ان " قضية الجنوب " اليوم باتت تطرح في مختلف المحافل الدولية كمجلس الأمن وفي المؤسسات الاقليمية والعربية كمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية واعتقد انه فيما لو قدر لنخب الجنوب والقيادات السياسية على وجه التحديد ان تقدم اداءا موازيا من حيث القيمة لما يقدمه شعب الجنوب في الميادين لكان بالامكان افضل مما كان على مستوى النتائج .
2 – لماذا انقطعتم عن العمل مع الرئيس البيض في بيروت وأنتم من اوائل من كان يظهر الى جانبه منذ ظهوره في 2009 م ؟
لقد تعود شعب الجنوبي مني الصراحة والصدق .. كما ان ما يحدد ويحكم مواقفي السياسية والوطنية هو " قناعاتي الشخصية " .. لقد تعودت ان اكون حرا طليقا الا مما يلزمني من قيم وثوابت وطنية تجاه قضيتي وشعب الجنوب , ومن جانب آخر لدي ايمان كبير ان الايمان بالرأي الآخر واحترامه ضرورة وحاجة ملحة اليوم بل هي من اهم التحديات التي تواجهنا وللاسف ان الفشل فيها هو حليفنا الدائم لأننا لا نقرن القول بالفعل على اعتبار ان لدينا " ارث ثقافي " كبير في معانقة الشمولية .. ويمكنني ان اقول في هذا الجانب ان الرئيس البيض قد سبق جميع القيادات التي نسميها ب " التاريخية " في الانتصار لقضية الجنوب بجوهرها المتمثل في التحرير والاستقلال ومنذ اليوم الأول لخروجه من عمان , في حين ان البعض الآخر فضل ان يمارس " التكتيك السياسي " على حساب الاستراتيجية ما ادى الى ارباك المشهد الجنوبي على مستوى القيادات ككل وهذه مسألة تحتاج الى تفاصيل ودقة اكثر مما يمكن ان نتحدث عنه هنا , والرئيس البيض كانسان يمكنني ان اقول اني لم اقابل اي قيادي من القيادات التي حكمت الجنوب ببساطته وانسانيته ودماثة خلقه , وقد تعامل معي شخصيا طوال المرحلة الماضية بكل نبل واخلاق ولا يمكنني نهائيا ان انسى مواقفه الانسانية معي ما حييت وسابقى على تواصل معه كانسان وكسياسي بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر , الرئيس البيض عاصر مرحلة طويلة جدا من العمل السياسي وللاسف الشديد ان هذه المرحلة او المراحل لم تكن سعيدة ولا مثالية سواء له او لغيره لأنها كانت مليئة بالصراعات والانقسامات وحتى المؤامرات الداخلية والخارجية وهو في آخر المطاف بشر لايمكن الا ان يتأثر بكل جرى من حوله ..
انا اعتقد ان هذه التجربة جعلت منه شخص يميل الى " التوجس والشك " حتى يثبت العكس , بالاضافة الى هذا وهو كان يقوله لي شخصيا انه لا يتمتع بالمرونة اللازمة في العمل السياسي وهو عاطفي الى حد كبير , وقد جاءت مرحلة شعرت فيها ان وجودي معه غير ذا معنى ولافائدة وان بعض الأخطاء التي كانت تحدث يمكن ان تفسر بانني من صناعها ففضلت الانسحاب , ما جعل البعض ممن حوله يصور له ان مبدأ بوش الشهير " من ليس معنا فهو ضدنا " يمكن ان يكون شرط التعامل مع من يختلف معنا في الرأي .. وللأسف ان هذا ما حدث .. في الأخير يمكنني ان اقول اني احترم هذا الرجل الى حد كبير اذ لم يحدث في اي مرحلة معه ان اساء لي شخصيا ولو بنصف كلمة .
3 - كيف تقيم طريقة ادارة مكتب البيض ؟ وهل ترى ادائهم يصب في مصلحة الحراك الجنوبي .
اولا الكمال لله سبحانه وتعالى .. وفي الحقيقة اني لست مطلع على كل ما يقوم به الاخوة في مكتب الأخ الرئيس البيض بالتفصيل , ولكني كنت آمل ان يكون حوله فريق متكامل من اصحاب الكفاءات والخبرات في مختلف المجالات وان يعملوا كفريق واحد وفق برنامج سياسي واعلامي طموح .. ولكن هذا لم يحدث ! .. اكثر ما يؤلمني والى حد بعيد ان يمارس علينا من قبل " قناة عدن " كل هذا التعتيم الاعلامي الذي عانينا منه طويلا من قبل قنوات عربية عديدة كالجزيرة والعربية وغيرها , وكنا نلوم تلك القنوات ونوجه لها اشد عبارات التنديد والنقد لانها تتجاهل قضيتنا الوطنية العادلة , لكني لم اكن اتخيل أن يأتي الزمن ونجد انفسنا نعاني من هذه العلة من قناتنا الوحيدة التي بنيناها واسسناها معا وهي قناة عدن , وفي الحقيقة ان اكثر ما يحرجني عندما يتصل علي مواطن بسيط من الجنوب ويسأل : لماذا لم نعد نراك في قناة عدن لايف ؟؟ .. لا استطيع ان اجيب !! ماذا يمكنني ان اجيب في هذه الحالة ؟ وكيف يمكن ان افسر له الموقف ان قلت الحقيقة ؟ ..
حقيقة انه امر مؤسف جدا ومخيف .. نحن ابناء وطن واحد وكلنا امل ان نعيد بناء ثقافة وطنية جديدة تحترم الاخر الوطني وترسي قواعد جديدة لكيفية التعايش الأهلي فيما بيننا , خاصة ونحن وغيرنا كنا ولازلنا اصحاب مواقف ثابته من قضية الجنوب . وقد ابلغني الكثير من الزملاء الاعلاميين عن بانهم كانوا بتجرعون المر والعلقم لمجرد انهم كانوا جزء من هذه الثقافة الاقصائية التي تمارس في القناة ما دعاهم الى الانسحاب منها لشعورهم بالمسئولية الوطنية ولعدم رغبتهم بان يكونوا جزء من الخلل او مساعدين عليه , وهذا ما يمنحني ويمنح غيري نوعا من الراحة والرضى بان الجنوب بخير بشبابه الواعي المثقف.
4 – باعتقادكم ماهي العقبات التي تعوق الحراك الجنوبي عن الوصول الى استعادة الدولة ؟
في الحقيقة ان هناك عدد من العقبات او الاسباب ويمكن ان الخصها بما يلي :
اولا : فشل القيادات الجنوبية في تشكيل قيادة سياسية موحدة في اطار سياسي واحد حتى وان كان " جبهة متحدة " على اعتبار ان هذه القيادة يمكن ان تقدم رؤية واحدة وموقف واحد وهذا سيكون له بالغ الأثر لدى مختلف القوى السياسية الاقليمية والدولية تجاه موقفها من " قضية الجنوب " .. لقد التقيت مؤخرا بدبلوماسي غربي وقال لي انه لو تشكلت قيادة موحدة سوف يجبرنا ذلك على التعامل مع خياركم في الاستقلال بطريقه جادة .
ثانيا : لم نقدم مايشير او يؤكد لمختلف القوى الاقليمية والدولية بان الجنوب لن يكون ساحة للصراعات مجددا ! .. لأن تاريخنا في الجنوب لايزال ماثل امام هذه القوى التي تبحث عن الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الهامة جدا من العالم , وظهور انقسامات وصراعات داخل المكونات الجنوبية للاسف الشديد يمنح انطباعات سلبية لما يمكن ان يكون عليه الجنوب في المستقبل , وعلينا ان نتحمل المسئولية في هذا الجانب , لان المصالح الدولية اليوم متشابكة ومترابطة والمواقف السياسية لأي دولة تتحدد بناء على مصالحها بالدرجة الاولى , وعلينا ان ندرك ذلك وان نثبت اننا سنكون على قدر من المسئولية في بناء وطن آمن مستقر بعيد عن الصراعات والانقسامات.
ثالثا : علينا ان نقدم رؤية لجميع القوى السياسية في الجمهورية العربية اليمنية تفيد بان استمرار فرض الوحدة على الجنوب بالقوة ليست حلا ولا يمكن ان يقبل بها شعب الجنوب , ولا يمكن ان تتحقق بها اي مصلحة حقيقية لصنعاء وانها مضيعة للوقت وانه آن الأوان لكي نتفاهم حول مسألة " فك الارتباط " دون خسائر ودون ضياع للموارد ودون كلفة باهضة لنا ولهم , وان نتقدم معا بمشروع لدولتين تربطهما علاقات اقتصادية وامنيه يمكن ان تحقق امن واستقرار في المنطقة واعتقد ان العالم سوف يتعاون معنا جميعا في تحقيق ذلك .
رابعا : ان نبعد انفسنا كجنوبيين عن الاستقطابات والصراعات الاقليمية والدولية والا نجعل من قضية الجنوب ملف او ورقة ضغط لهذا الطرف الاقليمي ضد ذاك , مع امكانية ان يكون لنا علاقات مع مختلف الاطراف مبينه على اسس واضحه نتفق عليها جميعا اساسها المصلحة الوطنية الجنوبية .
خامسا : لم نستطع حتى الان ان نحشد كل طاقاتنا في مسار واحد , وانا اعتقد شخصيا ان نجاحنا في حشد كل امكانيتنا الجماهيرية والاعلامية والمادية والسياسية في برامج واضحه ذات اهداف دقيقه سوف يقربنا اكثر الى الوصول الى هدفنا في الاستقلال .
5 - الى اي مدى يمكن ان يكون التوافق الجنوبي واقعا ملموسا ؟ وما تعليقكم على مستجدات الثورة الجنوبية في الداخل والحالة الانقسامية لمكونات الحراك ؟
الانقسامات السياسية في النسيج الوطني ليست جديدة في التجربة البشرية وفي مختلف المراحل ولن نكون نحن في الجنوب ملائكة على هذه الحالة , ولكن هذا لا يعني اننا نبرر بعض الانقسامات غير المنطقية على اعتبار ان الانقسامات في بعض الحالات الثورية سواء في الجنوب في مرحلة الثورة من اجل الاستقلال الأول كانت لأسباب غير موجوده اليوم كاسباب " ايدلوجيه " او لصراعات محاور دولية وصلت الينا .. اليوم لا يوجد في النسيج السياسي الجنوبي تيارات سياسية تحمل " ايدولوجيا عقائدية " سواء يمينيه او يسارية او قومية او حتى دينيه.. النسيج لدينا كله والحمدلله نسيج وطني , ما يطرح السؤال عن اسباب الانقسامات ؟!! .
لكني اجزم انها انقسامات تعود الى امور " ذاتية " بحته وهنا اذا لم تستطع هذه القيادات ان ترتقي الى مستوى المسئولية وتكف عن خلافاتها العقيمة غير المبررة , فيجب على الجماهير الا تساعدها او الا تصطف الى معسكراتها المتبانيه ! وانا اتمنى ان تنظم بعض المنتديات الحوارية او منظمات المجتمع المدني " مناظرات سياسية " في الهواء الطلق امام الجماهير .. تستدعي فيها النخب المتصارعه على لاشي امام الجماهير وتعقد لها مناظرات حيه امام الجماهير وتناقشها وتسألها وتستمع لها .. وعندها سوف تكشتف هذه القيادات ويكتشف الجمهور ان لا اسباب جوهرية لديها لكل هذه الانقسامات وان الاسباب ذاتيه فقط .. نحن بحاجة ماسه لان نشرك الشعب في العملية السياسية وان يصبح جزء رئيسي وفاعل وحكم في العملية ككل وان يكون جزء من القرار لا ان نستخدم الشعب في التحشيد فقط ثم الاستثمار السياسي لهذا التحشيد .. شعب الجنوب يعاني ويجب ان نلتفت لمعاناته . واليوم لدينا فرصة جديدة من خلال جهود تيار مثقفون من اجل جنوب جديد .. علينا ان نشارك فيما تنوي هذه المجموعة انجازه على المستوى الوطني وان نعتمد الحوار في حل اي مشاكل او عقبات او حتى تهم يمكن ان توجه لمثل هذا العمل .
6 - هل لديك رؤية للتصعيد الثوري خلال الفترة القادمة ؟
اعتقد ان المشكلة لا تكمن في انعدام الرؤية وانما تكمن في انعدام الوسيلة الفاعلة لتطبيق او تنفيذ الرؤية .. فنحن من اكثر الحركات الوطنية التي قدمت رؤى لا حصر لها , ويمكنك من كبسة زر ان تحصل من " النت " على عدد غير قليل من الرؤى الجنوبية المقدمة في مختلف المجالات ومن ضمنها التصعيد الثوري , لكن ما ينقصنا الوسيلة الفاعلة لتنفيذ ذلك , وهذه الوسيلة يمكن ان تكون حاضرة في حال حدوث توافق وطني جنوبي .. بدلا من ان نتاسبق فيما بيننا وكاننا في مضمار سباق ! للأسف الشديد تنقصنا الوسيلة وتنقصنا الرؤية العملية لأن ما لدينا نظريات وليس برامج عملية .
7 - ماهي رسالتك للشباب الجنوبي في الداخل ؟
مرحلة الشباب دائما ما تقترن بالحماسة والطموح .. بمعنى ان هناك حد كبير جدا من الطاقات المتفجرة لدى شريحة الشباب بفعل الحماس وبفعل الطموح الغير محدود , وفي الحقيقة ان شباب الجنوب اثبت انه على قدر عالي جدا من المسئولية والوعي الوطني , واستطاع خلال المرحلة الماضية ان يبرهن على ذكائه حينما فوت الفرصة وافشل الخطة الجهنمية التي كانت معده لكي تستغبي شبابنا والتي اعدت من مطابخ سياسية عتيده ورصدت لها امكانيات هائلة واقصد بها محاولة قتل " قضية الجنوب " في فكر شباب الجنوب من خلال ما سمي حينها ب " ثورة التغيير " حيث استغلت القوى السياسية الشمالية عواصف ورياح الربيع العربي التي هبت عاتيه في مختلف ارجاء الوطن العربي لكي تمحو من عقليات شباب الجنوب مفهوم " قضية الجنوب " بكل ابعادها الوطنية والسياسية , وظنت تلك القوى للوهلة الاولى انها قد نجحت فيما خططت له بمهارة , وفي الحقيقة انني في تلك المرحلة قد قلقت جدا مما كنت اشاهده امامي من خلط كبير , لكن شباب الجنوب اثتب انه على قدر عالي من الفطنه والذكاء ولم يسمح لتلك الحيل ان تنطلي عليه .. واستطاع في المرحلة المطلوبة ان يوقف تلك المسرحية الهزيلة وان يصفي المسرح السياسي الذي نصب لها في عدن ويخرج جميع " الممثلين " من فوق المسرح ليبقى هو واقفا عليه بعلم الجنوب وبفكر قضية الجنوب في معناها الحقيقي كقضية وطن وشعب وذات هدف سامي يتمثل في التحرير والاستقلال .. اقول لشباب الجنوب انتم المستقبل وانتم عماد دولة الجنوبى القادمة وعليكم ان تتسلحوا بقيم العصر الحديثه من فكر يستوعب معاني الديمقراطية وقبول الاخر الوطني ورأيه المخالف .. وعليكم ان تتسلحوا بالثقافة والمعرفة لأنها اساس البناء وعماده , فلم تبنى اي امه مستقبلها ولم تنهض الا بالعلم والثقافة . وعليكم ان تعلموا ان مابينكم وبين ان تكونوا صورة مكررة لمن سبقكم يتمثل في مدى قبولكم بقيم العصر فعلا قبل القول .. القبول بالاخر يجب ان يتجاوز الكلام الى الفعل , وانصحكم بالبعد عن الصراعات غير المبررة لمجرد الاختلاف فيما بينكم , اعتمدوا لغة الحوار ثم الحوار ثم الحوار .. ولا عيب في ان تعودوا لمن لديه خبره اكثر او معرفه اكثر في الساحة الجنوبية للتشاور معه واخذ النصيحه منه , وانصحكم الا تسلموا رقابكم لأي طرف كان مهما كانت المبررات والاغراءات كونوا لوطنكم فقط وكونوا قوة ضاغطه باتجاه الحق والحقيقه .
8 - لو طلبت منك توجيه رسائل قصيرة للتالية اسمائهم :
الرئيس علي سالم البيض : انصحك ان تعتمد على المثل الشعبي الذي سمعته منك في اول لقاء لنا ضم قيادات جنوبية عديدة وكنت تقول لمن كان يخون هذا وذاك : من بغى صاحبه يدور له عذر ... نعم نحن بحاجة الى هذا المثل اليوم لأننا بحاجة ماسه لجميع ابناء الجنوب .
الرئيس علي ناصر محمد : شعب الجنوب ينتظر منك شخصيا ماهو اكثر .. واعتبر ان موقفكم الأخير الذي تضمنه بيان اجتماع القيادة المؤقته في القاهرة يرتقي الى ما ينتظره الشعب في الجنوب .
محمد علي أحمد : لقد وضعت نفسك على الطريق الصعب .. وانا اقدر ثبات موقفك حتى الآن فلا تتزحزح عن هذا الموقف ابدا , واعلم ان قوتك تأتي من قوة شعب الجنوب وتماسكه وانا على ثقه انك تدرك ذلك , فان لم تحقق ما تصبو اليه فعليك ان تعود الى الشارع الجنوبي الذي سيكون مرحب ومقدر لجميع ما قمت به من اجله .
حسن باعوم : ما قدمته لقضية الجنوب لم يقدمه اي زعيم آخر وهذا شرف كبير لك, انصحك ان تعمل من خلال مؤسسة المجلس الأعلى للحراك السلمي الذي ترأسه والذي انتخب بطريقة ديمقراطية وان تكون جميع قراراتك نابعة من هذه المؤسسة حتى تؤسس لفعل ديمقراطي كما اسست لفعل ثوري.
9 – كلمة اخيره تود قولها..
اشكركم مرة اخرى على هذه المقابلة .. وكلي امل ان تتيح لي الظروف عما قريب ان اعود الى وطني الجنوب, فكم انا مشتاق الى العمل في اوساط شعب الجنوب لقد كانت اجمل لحظات حياتي تلك التي عشتها متنقلا بين مناطق الجنوب لحضور الفعاليات والمهرجانات حيث كنت التقي بالشباب والرجال في لحظات يلفها الطموح والاخلاص والصدق الوطني .. كم انا مشتاق لكل هذا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.