احتشد عشرات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي، مساء السبت، في مدينة عدن اليمنية لإحياء الذكرى الخمسين لثورة 14 أكتوبر وللمطالبة بالانفصال، وسط انتشار أمني كثيف. وتجمع المتظاهرون الذين توافدوا من عدة محافظات جنوبية في ساحة العروض بحي خور مكسر، مرددين شعارات معادية للوحدة اليمنية التي وقعت بين الشمال والجنوب عام 1990.
ومن بين تلك الشعارات: "أقسمنا بالله أقسمنا صنعاء لا يمكن تحكمنا"، و"بيرحلوا" في إشارة إلى الشمالين و"ثورة ثورة ياجنوب" و"لا للحوار اليمني نعم للاستقلال والتحرير".
كما رفع المتظاهرون علم دولتهم السابقة، ولافتات تعبر عن رفضهم لنتائج الحوار، على غرار :"لا لمخرجات الحوار اليمني" و" لا للفيدرالية نعم لاستعادة الدولة "و" الأقاليم ليست الحل".
وكان لافتا، أن أحد المتظاهرين رفع صورة لوزير الدفاع المصري، عبدالفتاح السيسي، في إشارة الى تأييد أنصار الحراك الجنوبي للعملية السياسية في مصر بعد عزل محمد مرسي.
وقال رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، حسن أحمد باعوم، "شعب الجنوب في هذه المليونية.. يجسد ملحمة ثورية أخرى في مسيرته التحررية المتواصلة منذ وقوع أراضيه.. الوطنية تحت نير الاحتلال اليمني في حرب العام 1994".
وأضاف في تصريحات صحفية أن "شعب الجنوب" يؤكد "على أن لا خيار لاستعادة حريته وكرامته غير التحرير والاستقلال وإعادة بناء دولته بنظامها الجديد الذي لا يمت للماضي بأي صلة".
وقال ناشط مشارك في التظاهرة، يدعى عدنان السيد، ل"سكاي نيوز عربية" إن "هذه الحشود الضخمة تؤكد أن الشعب الجنوبي متمسك بخيار استعادة الدولة وسيقف أمام المشاريع الصغيرة ومخرجات الحوار اليمني".
إلى ذلك، قال بيان صادر عن منظمي التظاهرات "نجدد رفضنا المطلق للحوار اليمني ولكل ما ينجم عنة من مخرجات، ونحذر المجتمع الدولي من محاولة فرض أي حلول جزئية منتقصة لا تلبي أمال وتطلعات شعب الجنوب في التحرير والاستقلال".
ودعا "المجتمع الدولي إلى دعم مؤتمر جنوبي يتم من خلاله تشكيل جبهة وطنية عريضة تضم جميع القوى الجنوبية المؤمنة بحق شعب الجنوب في استعادة دولته وهويته الوطنية الجنوبية..".
وكان الرئيس اليمني الجنوبي السابق، علي سالم البيض، قال في كلمة نقلها تلفزيون "عدن لايف"، أنصاره على المشاركة الواسعة في هذه التظاهرات للحفاظ على "وحدة الجنوب من المهرة إلى باب المندب".
واعتبر البيض أن هذا الحراك الساعي للانفصال هو استكمال لثورة 14 أكتوبر التي حققت الاستقلال للبلاد، مشيرا إلى أن الجنوب الذي عانى من "الاحتلال" بعد حرب "صيف 1994" مصر على "طرد المحتل".
يشار إلى أن قضية الجنوب تعرقل أعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي شارك فيه ممثلو الجناح المعتدل في الحراك الجنوبي المؤيد لحكم ذاتي، ما أدى إلى تعليق جلساته الختامية.
وأقر المؤتمر الذي كان يفترض أن تنتهي أعماله في 18 سبتمبر مبدأ دولة فدرالية، لكن الانفصاليين الجنوبيين يطالبون بدولة فدرالية ذات كيانين شمالي وجنوبي، بينما يقترح نواب الشمال والرئيس عبد ربه منصور الهادي أن تكون دولة بعدة كيانات. فواز منصر -عدن - سكاي نيوز عربية