دعا الشخصية الاجتماعية البارزة الشيخ "صالح بن فريد العولقي " الحكومة اليمنية إلى عدم فرض الانتخابات الرئاسية في مدن الجنوب بالقوة مطالبا بمنح الجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم موضحا ان الجنوب تعرض خلال السنوات الماضية لماوصفها بعملية استباحة الأرض والقيم والأخلاق. وقال الشيخ بن فريد العولقي الذي يعد احد ابرز الشخصيات الاجتماعية والقبلية في الجنوب في بيان صادر عنه وتحصل "عدن الغد" على نسخة منه ان اطراف في العاصمة اليمنية صنعاء حاولت التعامل مع الجنوب باعتباره وكأنه محافظة من محافظات الشمال مثل تعز أو الحديدة.
وتوقع بن فريد في بيانه ان تنطلق في الجنوب وبعيد اجراء الانتخابات الرئاسية القادمة ما وصفها بالانتفاضة الشعبية التي قال انها ستعم كافة مناطق الجنوب حد زعمه.
وحذر "العولقي" من خطورة ما قال انها محاولات فتنة تحاول الحكومة اليمنية جر ابناء محافظات الجنوب اليها عبر اسناد مهام حماية اللجان الانتخابية لابناء قبائل بعدد من المناطق وخص بالذكر مناطق عدة بمحافظة شبوة مطالبا الجيش اليمني بتولي الحماية وعدم اللجوء لمحاولة زرع الفتنة بين الأهالي .
وانتقد العولقي عملية اجراء الانتخابات في الجنوب موضحا انه يتمنى التوفيق لنائب الرئيس اليمني "عبدربة منصور هادي" لكنه قال انه ورغم احترامه لمنصور الا انه مجبر على ان يقف الى جانب الشعب في الجنوب في مطالبته بحقه في تقرير مصيره. ولاهمية البيان ينشر "عدن الغد" نصه كما ورد من المصدر
لقد تمت الوحدة بتوقيع الرئيسين علي عبدالله صالح عن الجمهورية العربية اليمنية والرئيس علي سالم البيض عن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( الجنوب العربي ) دون استفتاء من الشعبين في الشمال والجنوب ودون استشارة الشخصيات الاجتماعية والحزبية ولقد اندفع أبناء الجنوب بقبضهم وقضيبهم بتأييد الوحدة المباركة من ناحية حباً فيها ومن ناحية أخرى كراهيةً للحزب الاشتراكي وخاصة قادته الكبار الذين استباحوا الدين والأعراض والقيم والأخلاق لأبناء الجنوب الحر وقتلت عشرات الألف وضاقت السجون والجزر بالسجناء من الأحرار من أبناء الجنوب والمحظوظين شردوا وهجروا إلى خارج الوطن وقد كانت عدن والجنوب ماقبل الاستقلال منارة للعلم والتجارة وكانت تعتبر القدوة للدول الإقليمية في أمنها واستقرارها وعلمها وتجارتها وحرية القول فيها وبعد ماحدث مابعد الاستقلال صودرت الحرية والكلمة والكرامة والعلم والدين والقيم والأخلاق ورجعنا مائة سنة إلى الخلف وفرض علينا التجهيل وعدم العبادة وغيرها بينما الدول الإقليمية المجاورة التي كانت اقل منا علماً ومكانه وتجاره قفزت قفزة عظيمة إلى الأمام وأصبحت في مصاب الدول الراقية والمتقدمة وعمها الدين والعلم والتجارة والرفاهية وسبقونا بمئات السنين بينما كانوا خلفنا بعشرات السنين بارك الله فيهم ولهم ولشعوبهم وعلينا ان نحتذي بهم وجاءت الوحدة وزادت أبناء الجنوب من الظلم والاضطهاد والعبودية والفقر والتجويع والبطالة إلى جانب الأهم وهو التجهيل لكل أبناء الجنوب ما عدا قلة قليلة من الزمرة أو الطغمة, وفي عهد الوحدة اغلقت الكثير من المدارس والعيادات والمستشفيات التي كانت ناجحة ماقبل الاستقلال وإن انخفضت مابعد الاستقلال . ونتيجة لذلك فقد جُهلنا أكثر وأكثر في عهد الوحدة من حكم الاشتراكي وهذه هي المأساة التي أدت إلى بداية الحراك الجنوبي.
أما كبار رجالات الدولة ماقبل الوحدة في الجمهورية العربية اليمنية من مشائخ ووزراء ورجال دولة وقادة أحزاب فكان الكثير منهم ضد الوحدة الاندماجية والقليل منهم كان مع الفيدرالية وكانوا مترددين ومتخوفين في نفس الوقت برغم أنها جاءتهم على طبق من ذهب وتمت الوحدة ولكن الذي قطف ثمارها كبار المسئولين في الحكومتين في الشمال والجنوب وقد همش عزة القوم من أبناء الجنوب من مثقفين وعلماء وأدباء ومشايخ والسواد الأعظم من أبناء الجنوب وكانت السلطة والفائدة في الوحدة تتنقل مابين قادة الحزب الاشتراكي فترة مع الزمرة وفترة مع الطغمة, أما بقية أبناء الجنوب فقد همشوا وأقصوا طوال 23 عام من حكم الحزب الاشتراكي و22 عام من قيام الوحدة والى اليوم .
ولقد ارتفعت أصواتنا وبحت قبل حرب 94م وبعد حرب 94م والى اليوم ولم يستجب لنداء المظلومين من كلا الطرفين واندلعت حرب 94م وكنا نأمل ان العدالة والمساواة ستعم الشمال والجنوب وخاصةً وقد انهزم الحزب الاشتراكي في هذه المعركة ولكن للأسف الشديد لقد رأينا الإخوة من أبناء الشمال على كل المستويات من رجال الدولة والقضاء والعسكريين والتجار وحتى الأفراد العاديين قد انقضوا على هذه الفريسة ( الجنوب العربي ) وافترسوها وأكلوا شحمها ولحمها وجلدها وعظامها أما كرامتها وعزتها ونخوتها وتاريخها فحدث ولا حرج وأصبح الجنوبي مش درجة ثالثة ولا عاشرة بل كأنه أتى الكونغو أو البرازيل.
نتيجة لهذه التظلمات والمآسي وإقصاء كل أبناء الجنوب الشرفاء من المناصب في القوات المسلحة والأمن العام والطيران والبحرية وسرحوا جميعاً دون رحمة أو شفقة ورميوا في الشارع وأكثر هذه الكفاءات العالية أصبحوا يسوقوا التاكسي أو يزاولوا مهن بسيطة لن ترقى إلى كفاءتهم, وبدأ الحراك الجنوبي قبل 4 سنوات بأربعين فرد من الضباط الشباب الأكفاء ورفعوا مطالبهم ولم يستجب لها وتطور الأمر من أربعين فرد إلى أربعين ألف فرد إلى أربعمائة فرد وانا من الذين كانت عندهم الشجاعة لمواجهة الأخ الرئيس وكبار المسئولين في ذلك الوقت في بداية الحراك وقلت لهم بدأت بأربعين مظلوم والآن أربعة مليون متظلم وكان ردهم مرات عديدة هذه زوبعة في فنجان وقبل سنتين سُألت كيف الحراك ؟ وكيف ممكن حل قضيتهم ؟ فكان ردي لقد فات القطار والمتظلمين أصبحوا من حرض إلى المهرة .
للأسف الشديد طوال سنوات الحراك في الجنوب واستباحة الأرض والقيم والأخلاق لأبناء الحراك في الجنوب لم نرى أي تعاطف من كبار الشخصيات الاجتماعية والحزبية ومشائخ القبائل في الشمال وكلما طلبنا منهم تخفيف الضغط على أبناء الجنوب لكي ينزلوا الشارع الشمالي يوعدونا شهر بعد شهر وسنة بعد سنة إلى ان قامت ثورة تونس ومصر وغيرها, اضطروا إلى التحرك مجبرين لا حباً في الجنوب ولكن للدفاع عن مناصبهم ومصالحهم التي كانوا يتقاسمونها مع النظام قبل الوحدة وبعد الوحدة وحتى في ظل انتفاضة إخواننا أبناء الشمال الكثير منهم للأسف الشديد لم يعطوا أي اهتمام للقضية الجنوبية ويتعاملوا معنا كأننا محافظة من محافظات الشمال مثل تعز أو الحديدة أما الإخوة الحوثيين فقد فرضوا أنفسهم على الساحة بقوة السلاح وقوة الإرادة .
جاءت المبادرة الخليجية مبتورة بالنسبة لشعب الجنوب وذكرت قضية الجنوب في أربع كلمات على استحياء وكثير من الإخوة في الشمال وبعض الدول الإقليمية والدولية تقول وتعتقد انه مجرد خروج الرئيس علي عبدالله صالح من السلطة ومجيء رئيس ونظام آخر ان الأمن والأمان سيسود اليمن شماله وجنوبه وحذرناهم في جلسات عديدة ان الأمر ليس مرهون بخروج رئيس ومجيء رئيس فالأمر اخطر وأعظم بكثير وعليهم ان يستمعوا بما يطالب به أبناء الجنوب قبل انتقال السلطة وبعد انتقال السلطة سريعاً جداً مالم فإن الانتفاضة الفعلية والشعبية ستبدأ فوراً بعد انتخابات الرئاسة والذي أتوقع ان تعم كل أنحاء الجنوب بصورة خاصة والشمال بصورة عامة.
أما مايخص انتخابات الرئاسة فأنا شخصياً والكثير جداً من أبناء الجنوب نكن كل الاحترام والتقدير للأخ المشير / عبدربه منصور هادي الذي يحظى بتقديرنا واحترامنا وحبنا لما يتمتع به من دماثة الأخلاق والرجولة وحبه العميق للجنوب وأهله ولكنه وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه رغم الإجماع على النطاق المحلي والإقليمي والدولي وندعوا له بالتوفيق والنجاح في مهمته العسيرة ولكنني مع حبي وتقديري للأخ النائب مضطر للوقوف مع إرادة أهلي وشعبي في الجنوب لما يريدوا من حق تقرير المصير .
فأناشد الأخ النائب ان يتدخل سريعاً ويأمر بعض المتذلفين في كل محافظات الجنوب خاصة دون فرض إنزال الصناديق بالقوة والاستجابة لمطالب شعب الجنوب وان وجدت دولة النظام والقانون في هذه الأيام فلا مانع لدينا ان ترافق الصناديق القوات المسلحة وكل واحد حر ان يدلي أو لا يدلي بصوته أما ان يقوم المسئولين بزرع الفتن بين الأسرة الواحدة وتجنيدهم مؤقتاً لفرض دخول الصناديق على أهلهم وأسرهم بالقوة فهذا لا يرضاه الله ولا خلقه وسيؤدي إلى فتنه وكارثة في كل دائرة نحن في غنى عنها ومن يريد ان يدلي بصوته فعليه التوجه إلى عاصمة المحافظة ليدلي بصوته.
وهذا النداء الموجه للأخ النائب موجه في نفس الوقت للأخ / محافظ شبوة ونوابه ومستشاريه وننبهم بالصوت العالي أنهم المسئولين أولاً وأخيرا كمسئولين من أبناء المحافظة أمام أي فتنة أو انشقاق في الصفوف فهم المسئولين عنها اولاً وأخيرا أمام الفرد والأسرة والمجتمع ونحملهم عواقبها حيث لم يشاوروا ولم يستشيروا ولم يسمعوا رأي كثير من العقلاء والمحبين من أبناء المحافظة ونتيجة لذلك التجاهل للسواد الأعظم من الناس ان يتحملوا نتيجة مايحدث وعليهم ان يتعلموا من حكمة إخواننا في صنعاء أثناء الأزمة وكيف حافظوا على أهلهم وضيقوا نطاق الفتنه.
وبدوري أتوجه بجزيل الشكر للأخ / سكرت مان والكثير من المحبين الذين وجهوا لي هذا النداء في هذه الظروف الصعبة والقاسية والمؤلمة التي يمر بها شعب الجنوب وكل الإخوة والأحباء يعرفونني جيداً ويعرفون عزوفي عن الصحافة والإعلام والمواقع الالكترونية لأنني لا أحبذ ذلك بل اكرهه تماماً فاضطررت مكرهاً أخاك لا بطل ان أدلي بدلوي بعد غياب طويل عن الأعلام والصحافة وذلك لدرء الفتنة بين الأسرة الصغيرة والكبيرة والقرية والمدينة وادعوهم إلى عدم الانجرار إلى هذه الفتنة الرخيصة التي لا داعي لها علماً ان المشير / عبدربه منصور هادي لو صوتت له دائرة واحدة فهو الرئيس واستحلف أهلي وقومي في مدينة الصعيد خاصة وشبوة والجنوب عامة ان يتوقعوا عن هذه الأمور والفتن التي لا تقدم ولا تؤخر في سير الانتخابات والنتيجة العامة ويحافظوا على وحدة النفوس بين الأسرة البين وألا يفرض إدخال الصناديق إلى المراكز بالقوة وان يستمعوا لرأي السواد الأعظم من الناس ويترك لشعب الجنوب ان يقرر مصيره سلمياً قبل ان يصل إلى الخيارات الأخرى.
وفي الأخير أناشد كل أبناء الجنوب أن يسموا ويكبروا فوق خلافاتهم وينسوا الماضي بخيره وشره ويوحدوا كلمتهم لمواجهة مستقبلهم ومصيرهم وأن يتحلوا جميعاً بالشجاعة المطلقة ويتخلوا عن حب الذات والأنانية, وأتمنى من كل الذين ينتمون لكل الأحزاب في الجنوب ان يكون ولائهم لله أولاً ثم لوطنهم ولأهلهم قبل أحزابهم , أما السواد الأعظم من الناس فنعرف ضمائرهم وأهدافهم وترفعهم عن الأنانية والحزبية المغلقة.
ندعو للجميع بالتوفيق وسامحوني إن أخطأت ولا تشكروني إن أصبت.