في مساء يوم الثلاثاء الثامن من محرم 1434ه الموافق الثاني عشر من نوفمبر 2013م استضاف منتدى بامحسون بالمملكة العربية السعودية، د. علي نور الدين خبير المياه في برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. وافتتحت الجلسة كما اعتادت بآيات من الذكر الحكيم شنف بها مسامع الحاضرين المقرئ محمد صالح بافضل، ثم أعقبت ذلك كلمة ترحيب من الدكتور/عمر بن عبدالله بامحسون نوه في مستهلها بأن الشيخ محمد بافضل سوف يتحدث في نهاية المحاضرة عن فضل صيام يوم عاشوراء. وتقدم بالشكر والعرفان إلى المحاضر لتلبيته دعوتنا للتحدث عن موضوع غاية في الأهمية وهو موضوع مشاكل المياه عالمياً ومحلياً، ولا غرابة في ذلك لأنه أحد رواها منذ فترة طويلة. وقدم الشكر لمدير الجلسة الدكتور أحمد المهندس والذي يشرف المنتدى لأول مرة..، داعيا إياه أن يشاركنا في جلساتها مستقبلاً، كما شكر رواد المنتدى الذين ارتبطوا بها وارتبطت بهم فكانوا عماد نجاحها ومرتكز إثرائها بالمشاركات النافعة والمداخلات الهادفة والآراء النيرة.
وقام د. أحمد المهندس والمتخصص في الجيولوجيا تقديم المحاضر من خلال سيرته العامرة بالانجازات والمشاركات المحلية والدولية خاصة في مشاكل المياه، ثم انتقل المايكرفون إلى المحاضر الدكتور/علي نورالدين اسماعيل. وافتتح محاضرته بتعريف القرصنة المائية وهو الاستيلاء على شيئ دون وجه حق بالاستخدام أساليب غير مشروعة ذاكراً أنواعها قديما وهي القرصنة البحرية، أما حديثاً فهي ثلاثة أنواع القرصنة البحرية والقرصنة الاقتصادية والقرصنة الفكرية، ثم تناول القرصنة على المياه العربية بحالاتها الخمس وهي قرصنة مياه نهر الأردن وقرصنة مياه نهري الفرات ودجلة وقرصنة مياه نهر السنغال وقرصنة مياه شط العرب وأخيراً قرصنة مياه نهر النيل.
وشرح كل حالة وما تم فيها من قرصنة ومراحل تنفيذها من قبل القراصنة ذاكر نماذج القرصنة لكل حالة منها الاحتلال للأرض والنهر ورافده كما حصل لنهر الاردن من قبل المحتل الاسرائيلي، ومنها القرصنة المقننة كما حصل لنهري دجلة والفرات من قبل تركيا التي تدعي بأن لها الحق في التحكم في منابع النهرين دون موافقة دولتي المسار والمصب سوريا والعراق، ومنها القرصنة جيوسياسية كما هو حاصل لنهر السنغال، ومنها قرصنة متعددة الجوانب "اقتصادية وقانونية وفنية "كما حاصل في قرصنة مياه نهر النيل من قبل الدول المسيطرة على منابعه وعدم التزامها بالاتفاقيات المبرمة والأسس والمبادئ القانونية التي تحكم تلك الاتفاقيات.
ثم تناول القرصنة في المياه الجوفية وهي تتركز في استغلال المياه الجوفية لا السطحية، واختتم محاضرته بالاستنتاجات التالية: 1. القرصنة المائية أحد مظاهر القرصنة الاقتصادية باعتبار المياه مورداً اقتصادياً 2. تم رصد (5) حالات للقرصنة المائية من قبل دول غير عربية على الأرض العربية لأنهار خارج الوطن العربي. قرصنة مياه نهر الأردن وروافده(إسرائيل):نموذج لقرصنة مائية مباشرة نتيجة الاحتلال. قرصنة نهري الفرات ودجلة (تركيا) : نموذج لقرصنة مائية مقننة. قرصنة نهر السنغال (السنغال) : نموذج لقرصنة مائية جيوسياسية. قرصنة مياه شط العرب (إيران) : نموذج قرصنة الحدود المستحيلة. قرصنة مياه نهر النيل (أثيوبيا ودول أفريقية) : نموذج قرصنة مائية متعددة. 3. توجد حالات أخرى للقرصنة المائية للأحواض الجوفية تتم بين الدول العربية يمكن أن تقيم كنزاعات مائية.
وتعد القرصنة المائية من الدول غير العربية ورماً خبيثاً يصعب اقتلاعه أما النزاعات المائية بين الطبقات الجوفية المشتركة مع الدول العربية فهي ورماً حميداً يمكن معالجته إذا ما توفرت النيات الحسنة والشفافية في العرض والالتزام بالمبادئ الأخلاقية لاستخدام المياه.
وفي ختام المحاضرة اثرى عدد من الحاضرين الامسية باستفساراتهم ومداخلاتهم، ثم اعطيت الكلمة الختامية للشيخ محمد بافضل حث الحاضرين من خلالها بصيام يوم عاشوراء الذين يوافق الخميس 10 محرم ولابد من صيام يوم قبله او يوم بعد وان صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية والسنة القابلة، ودعاء للحاضرين بالتوفيق لما يحبه الله ويرضاه، وقد ادرا اللقاء سعادة الدكتور أحمد بن عبدالقادر المهندس بحنكة واقتدار.