وكأن المواطن في مدينة عدن لم يكفيه الانفلات الأمني وانتشار الإمراض المدفوعة بتراكم القمامات وطفح المجاري وانقطاعات الكهرباء المستمرة وانقطاع المياه ليأتي ارتفاع الاسعار ويقصم ظهره ويميته في اليوم آلاف المرات. يتناقل المواطنون في عدن نبأ ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية وكذا الاستهلاكية بخوف وهلع وغضب وسخط على التجار والحكومة بشكل عام . ولتلمس الأسعار وردة فعل المواطنين عليها نزلت (عدن الغد) إلى أسواق الشيخ عثمان لتستطلع الأسعار من وكالات بيع المواد الأساسية والاستهلاكية بالمدينة فكانت الحصيلة كالتالي:
اسطلاع وتصوير : صالح العبيدي
غضب وتخوف:
وقبل أن نلتقي بأصحاب وكالات البيع قابلنا عدد من المواطنين في السوق الرئيسية بالمدينة شكي جميعهم من ارتفاع الأسعار أساسا ناهيك عن أخبار ارتفاعها الحالية والتي قالوا أنها في حكم المؤكد بعد إن وزعت عدد من الوكالات على فروعها منشورات بالتسعيرات الجديدة. وقال المواطنون أن ارتفاع الأسعار غير مبرر خصوصا إن الحكومة لم ترفع أسعار المحروقات التي غالبا ما تؤثر على الأسعار نتيجة ارتفاع المواصلات لتلك المواد.
ارتفاع رسوم الواردات:
وبعد لقاءات أولية عابر ة مع عدد من المواطنين اتجهنا إلى مالكي وكالات البيع بالجملة لنستفسر عن سبب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية منها والاستهلاكية.وفي البدء كان لقاءنا مع مالك وكالة الدلس لبيع المواد الغذائية الذي سألناه عن المواد التي ارتفعت أسعارها وعن القيمة التي ارتفعت بها أسعار تلك المواد .
وقال مالك الوكالة وهو يلوح بورقة قال أن وكيل مادة الأرز وزعها على الوكالات ورفع بموجبها قيمة المادة في السوق : نحن ليس لنا يد في ارتفاع الأسعار والتي شملت مواد الأرز والألبان المجففة فهذا الأمر منوط بمالكي توكيلات تلك المواد التي يرفعون أسعارها .وأضاف : أسعار إي سلعة لا ترتفع اعتباطا فهناك أسباب موضوعية لرفعها ومنها ما ساقها لنا وكيل مادة الأرز حيث قال إن الحكومة قد رفعت ضرائب الاستيراد لتلك المادة وهو مضطر لرفعها.
وأكمل : ارتفعت أسعار تلك ونحن مضطرون لإقرار تلك القيمة الجدية والتي حددت بمبلغ كما هو مدون في المنشور المعمم "إعطانا البائع ورقة موقعة من قبل الوكيل تتضمن الأسعار الجديدة" .
الحكومة هي السبب:
مالك محلات ووكالة المحضار قال إن قرارات الحكومة التي وصفها بالارتجالية هي السبب في ارتفاع الأسعار وحملها المسئولية الكاملة وقال إن رفع ضرائب الاستيراد قرار ليس في وقته ومحله. وأضاف: ارتفاع الأسعار دائما ينتج عن قرارات حكومية والتجار ليس لهم المصلحة في رفع سعر إي سلعة حيث إن استقرار سعر إي سلعة يخدم التجار مع هامش ربح عادي .وأكمل : إي ارتفاع في الضرائب أو في المحروقات يؤثر مباشرة على أسعار السلع حيث إن التاجر لا يستطع تحمل فارق رفع الخدمات أو المحروقات وبالتالي يضطر لرفع السعر.
التجار مسئولون أيضا:
وبعد معرفة وجه نظر التجار حول قضية رفع الأسعار توجهنا إلى سوق البهارات وفي الطريق استطلعنا آراء بعض المواطنين حول الأمر الذي ظهر لنا كم هو مقلق لأرباب الأسر . والتقينا في البداية بالمواطن سامي محمد وهو مدرس في العقد الرابع من عمره قال : لماذا السعر ارتفع فقط في مادة الأرز وهي معروفة إن إي بيت لا يستغني عنها وعنصر رئيسي في وجباتنا هل هناك من يريد ابتزاز المواطنين حتى في اعز قوتهم؟
وأضاف : لماذا تأتي الارتفاعات في الأسعار في هذا التوقيت بالذات في الوقت الذي تشهد في كل أسرة صعوبة في توفير قوات إفرادها وأي ضائقة جديدة قد تودي بالناس إلى الهلاك .
كما التقينا المواطن محمد اليزيدي عسكري متقاعد قال: نحن إلى الان نمشي على الأسعار القديمة وهي أصلا مرتفعة وأي ارتفاع جديد في الأسعار هو كسر عظم للمواطن بكل تأكيد.وأضاف : كيف للحكومة إن تقول لنا اجلسوا في منازلكم ورواتبكم لن يتم رفعها ثم تسمح للتجار برفع الأسعار بدون إي مبرر بالتأكيد هناك مسئولون في الحكومة يتعاونون مع التجار مقابل عمولات . وعند وصولنا إلى محلات بيع البهارات قال لنا الباعة إن هناك ارتفاعا في أسعارها وكأنهم ينتظرون من يأتي ليكشف عن ذلك .
حيث قال بائع للبهار : في مواد ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ عندنا كما أنها تشهد ندرة في السوق ومنها الحوايج كما إن البن شهد ارتفاع في السعر . وعندما سألناه عن سبب رفع السعر قال : لا نعلم السبب الحقيقي لارتفاع الأسعار غير الموردين هم من رفع السعر ونحن لايد لنا في الموضوع.
وبعد ذلك اتجهنا إلى احد المطاعم الشهيرة بالشيخ لنعرف انعكاس ارتفاع مادة الأرز على أسعار الوجبات التي تباع للمواطن فقال مالك المطعم " مطعم الحرمين": من الطبيعي إن ينعكس ارتفاع مادة الأرز على أسعار الوجبات وهي الوجبات الرئيسية التي تقدم للمواطن "الغداء" فمالكي المطاعم مضطرين لرفع أسعار تلك الوجبات ليواكبوا ارتفاع أسعار المواد الأساسية .
وهكذا يبقى المواطن من وقت لآخر عالقا بين سندان الحكومة ومطرقتها يقف متفرجا على ارتفاع جنوني في قوت يومه البسيط مكابدا معه ظروف معيشية صعبة يحاول معها التأقلم والنجاة.