ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بن فريد: القيادات الجنوبية السابقة أخفقت وينبغي أن تختفي من المشهد السياسي
نشر في عدن الغد يوم 27 - 02 - 2012

يجدد المعارض الجنوبي البارز "محسن بن فريد" تأكيده أن التصالح والتسامح يجب أن يشمل كل الفترات الزمنية لا أن يقتصر على فترة أو على فصيل معين, ويأسف في حوار مع صحيفة "عدن الغد" أن ثقافة الإقصاء لازالت سائدة لدى البعض, ويشير وهو أمين عام حزب الرابطة أنهم كانوا يحلمون بوطن آخر غير الذي جاء به النظام الماركسي في الجنوب, ويؤكد رغم ذلك أن على الجنوبيين البحث عن قواسم مشتركة تجمعهم, ويدعو إلى عدم تشكيل مليشيات مسلحة تابعة لبعض الأحزاب, كما يؤكد أن الاستفتاء عقب فدرالية انتقالية هو الحد الأدنى لحل قضية الجنوب, وفي هذا الحوار يدعو "بن فريد" القيادات الجنوبية السابقة إلى الاختفاء من المشهد السياسي خدمة للقضية الجنوبية بعد إخفاقها.

حاوره / أنيس البارق

· تحدثتم عن (التصارح) قبل (التصالح), ماذا تقصدون؟
كنت أتحدث في ندوة في القاهرة قبل حوالي شهرين حول ضرورة التصالح والتسامح في الجنوب. وقلت أنه كي يتم تصالح حقيقي لا يتعرض لنكسة في في أول اختبار، فيجب أن نتصارح فيما بيننا حول التجربة السياسية والاجتماعية الأليمة التي مر بها الجنوب في العقود الخمسة الأخير. وأكدت على ضرورة أن لا يقتصر التصالح على فترة زمنية بعينها.. وعلى فصيل وطني بعينه . بل يجب أن يشمل التصالح والتسامح كل الفترات الزمنية الصعبة التي مر بها الجنوب في الخمسين سنة الماضية وكذا كل القوى والفصائل الجنوبية. وأكدت على حقيقة أخرى، وهي ضرورة التصالح مع التاريخ الحديث لبلادنا. ذلك التاريخ الذي زُور وشوه وكُتب من قبل طرف واحد. يجب إعادة كتابة تاريخنا الحديث من قبل متخصصين محايدين منصفين.

· هل تشعرون أن الفكر الإقصائي الذي مورس ضدكم لايزال موجوداً بصورة أخرى؟
يؤسفني أن أقول أن الفكر الإقصائي لا زال ثقافة سائدة في عقول وسلوكيات البعض من أبناء بلادنا، وقد يكون ذلك نتيجة للتربية التي تربى عليها جيل كامل من أبناء بلادنا في ظل الحزب الواحد والرأي الواحد والزعيم الأوحد. ولكننا اليوم على مشارف بداية عهد جديد نأمل أن تسوده ثقافة التسامح والتصالح والرأي والرأي الآخر. وسينقرض من لن يتطبع بهذا السلوك.

· ذكرتم ذات مرة أنكم تشعرون بغصة لأنكم لم تتمكنوا من تطبيق رؤاكم بسبب احتكار السلطة, ما الذي كان بالإمكان تقديمه بديلاً عن بعض ما قدم في الجنوب سابقاً؟
كنا سنسلك نهج مخالف تماماً لما تم في بلادنا في العقود الماضية. كنا سنبدأالواحد.وحدة وطنية صبيحة يوم الاستقلال من أفضل الكفاءات بدلاً من الفصيل الواحد .. ثم الحزب الواحد . وكنا سنتبع نظام السوق الحر القائم على المبادرة والملكية الخاصة بدلاً من النظام الماركسي. وكنا سنعمل علي أن نكون جزء من نسيج الجزيرة العربية بدلاً من أن نكون أداة في الصراع بين المعسكرين (الشيوعي والرأسمالي) وكنا سنعمل على أن تكون عدن هي الميناء رقم 2 في العالم، كما كانت عليه في منتصف الستينيات ونهيئ لها كل الفرص والإمكانيات لتحقيق ذلك. كنا سنحافظآخر،الكوادر الإدارية والفنية الراقية التي تميزت بها عدن على وجه الخصوص في مرحلة الخمسينيات والستينيات، بدلاً من محاربة وقتل وتطفيش تلك الكوادر إلى خارج الوطن. وعلى صعيد آخر ، ما كنا هرولنا إلى الوحدة اليمنية تلك الهرولة التي نتيجتها اليوم هذا النفور الكبير من الوحدة في الجنوب. قد تكون هذه أحلام. ولكن يشهد الله أن تلك كانت أحلامنا صبيحة يوم استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967.

· لماذا من المقبول إسقاط حق مقاضاة النظام الجنوبي الماركسي السابق بعدن ومن غير المقبول إعطاء حصانة لنظام صنعاء اليوم؟
في القضايا الكلية ك"العدالة".. ومختلف "الحقوق" فالموقف تجاهها ينبغي أن يكون واحد ومن له حق لا يجب أن يتنازل عنه إلا بإرادته ولكن لتحقيق مصلحة عامة قد يكون من الضروري التنازل عن حق خاص. مقاضاة النظام الجنوبي الماركسي المنقرض الآن قد لا يجذب مصلحة عامة للجنوب. ولهذا يتم الحديث الآن عن التصالح والتسامح. أما إعطاء الحصانة لنظام صنعاء الآن فذلك أمر آخر. هذا النظام ورجاله فتك ولازال يفتك بحياة عشرات ومئات من الشباب والشيوخ والنساء في طول البلاد وعرضها. وامتص خيرات البلاد. ونهب وهرب مليارات الدولارات بينما الشعب يتضور جوعاً. حصانة اليوم لمثل هكذا نظام أمر غير مقبول ولا تقره الشرائع السماوية ولا قوانين وحقوق الإنسان.

· ألا ترى أن جرائم نظام صنعاء أقل بالمقارنة مع جرائم النظام الماركسي السابق بعدن؟
الجريمة هي الجريمة في أي زمان وفي أي مكان. ونترك هذا الأمر لكتاب التاريخ المحايدين المنصفين كي يحددوا مدى جرم هذا النظام أو ذاك. ويحضرني بهذا الخصوص الحديث الذي يقول: "لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم".

· هل يجب أن ينخرط نشطاء الإصلاح في الجنوب بتيار التصالح والتسامح للتكفير عن مشاركة قيادات المركز في حرب 94؟
هذا أمر يقرره الإخوة الكرام من نشطاء الاصلاح في الجنوب. وعلينا أن نحترم خياراتهم.

· ما رأيك في قيام نشطاء بعدن من حزب الإصلاح الحاكم بانتقاد التمسك بذكرى حرب 94 مع إصرارهم على التذكير بماضي النظام الماركسي في الجنوب قبل العام 1990؟.
على أهل الجنوب أن يبحثوا عن القواسم المشتركة التي تجمعهم بأعضاء الإصلاح من أبناء الجنوب بدلاً من البحث عما يفرق ويوسع الهوة. ولكن كقاعدة عامة، لا ينبغي أن تكون هناك ازدواجية في المواقف. فإذا ما تم التذكير بماضي النظام الماركسي في الجنوب قبل العام 1990 من قبل أعضاء الإصلاح، فعليهم أيضاً أن يتذكروا وينتقدوا حرب 94 الظالمة وما جلبته من ويلات على الجنوب.

· ألا ترى تناقضاً في حديث إصلاح عدن اليوم عن استهداف رجال الدين عقب العام 67 وهم بغالبيتهم من المدرسة الصوفية, مع الممارسات التي طالت منابر هذه المدرسة بعد حرب 94 بمدينة عدن لصالح المدرسة السلفية/الإخوانية؟
تسري الإجابة على السؤال السابق على هذا السؤال أيضاً. لربما يكون هناك تناقض بالفعل. ولكن علينا أن نبحث عن الايجابيات ونعززها ونوسعها .. بدلاً من البحث عن الجوانب السلبية.. وخصوصاً في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة من تاريخ بلادنا.

· تحدث رئيس حزبكم عن تدريب مسلحين من حزب الإصلاح الحاكم بعدن وحضرموت, برأيك ضد من يتم التدريب؟
لقد كان حديث رئيس حزبنا، الأستاذ عبدالرحمن علي الجفري، منذ أسبوع حديثاً طويلاً عريضاً شمل كل قضايا الوطن حاضراً ومستقبلاً. والعجيب في الأمر أن التركيز قد انصب على ملاحظة عابرة خاصة بتسليح الإصلاح في حضرموت وعدن.. وأعتقد انه قد أشار أيضاً لعمليات نشر أسلحة من قبل حزب المؤتمر. وتحت أي الظروف، من يتسلح سيستخدم السلاح ضد خصومه بطبيعة الحال. ونحن كحزب لا نتمنى أن تتكون ميليشيات مسلحة تابعة للأحزاب في بلادنا. وإلا فعلى الأرض السلام. وعلينا الاستفادة من تجربة الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 17 سنة وأكلت الأخضر واليابس في لبنان.

· هل انكفاء ثورة إسقاط النظام وقبولها لصفقة تقاسم السلطة يؤكد أنها حركة حزبية وليست حركة شعبية؟
الأكيد الأكيد انه قد حدثت ثورة شبابية شعبية سلمية طوال عام 2011 في مختلف ساحات الوطن، وسبقها ثورة الحراك السلمي الرائدة في الجنوب منذ 2007. وهذه الثورة قد هزت أركان النظام وصدعته ولا يزال يترنح منها حتى الآن. والواقع أن الحوار الذي فتحه الإخوة في أحزاب اللقاء المشترك مع النظام المترنح والمرعوب حينها كان بمثابة طوق النجاة له وهو الذي أفضى إلى "تسوية" سياسية و "أجهض" الثورة، الرامية إلى تغيير جذري وشامل لكل منظومة النظام القديم.

· بماذا تصفون خلو ساحة التغيير في صنعاء بعد اتفاق تقاسم السلطة واقتصار نشاطها على يوم الجمعة؟
ساحات الحرية والتغيير لا تزال تعج بالآلاف من الشباب في طول البلاد وعرضها. ويمكن وصف ما جرى ويجري في ساحة التغيير في صنعاء بالذات انه نتيجة طبيعية ل"المساومات" السياسية و "التسوية" السياسية التي توصلت إليها واتفقت عليها الأحزاب الحاكمة الآن، أي حزب المؤتمر وحلفاؤه وأحزاب المشترك وحلفائهم.

· كنتم أول حزب يؤيد ثورة التغيير, هل تشعرون الآن أنكم أخطأتم التقدير؟
نعم. كنا أول حزب معارض ينضم إلي ثورة الشباب السلمية. وأعلنت ذلك بنفسي في عدن في 19 فبراير 2011. وقلنا أننا ننضم لهذه الثورة الشبابية وننقاد لها ولآمالها وطموحاتها. نعم أننا نعتز ونفتخر بذلك الموقف. ونعتقد أنه كان القرار الصحيح في الوقت الصحيح.

· رفعتم سقفكم السياسي في قضية الجنوب إلى المطالبة باستفتاء شعبي حول الوحدة عقب مرحلة انتقالية, هل هذا ممكن عملياً بعد أكثر من عشرين عام من الاندماج؟
نفتخر في حزب الرابطة بأننا قد طرحنا الكثير من المشاريع والرؤى التي تعالج "معضلة" الوحدة اليمنية بدءاً من مشروع الحكم المحلي كامل الصلاحيات في 1997 ثم المشروع الوطني للإصلاح الشامل في نوفمبر 2005، المتبني للنظام الفيدرالي، ثم الدعوة لتبني النظام الفيدرالي بين إقليمي الشمال والجنوب في مارس 2010. وكنا ننطلق دائماً من حرص وطني ومسئولية وطنية.. وتقييم للتطورات والتداعيات على الأرض وبشكل خاص في الجنوب. ولكن للأسف كان النظام السابق يقابل طروحاتنا بالاستخفاف والاستهجان.. بل ووصمنا بالانفصالية والخيانة والعمالة. السقف الذي طرحناه نعتقد أنه الحد الأدنى الذي يمكن القبول به اليوم في الجنوب. بل أننا نجد من يتهمنا اليوم في الجنوب بالخيانة لدعوتنا تلك. أما الاندماج الذي تشير له في سؤالك فللأسف انه لم يتم. بل يؤسفني أن اكرر ما قاله أحد الكتاب وهو انه قد كنا قبل 21 سنة نظامين وشعب واحد. وبعد 21 سنة من الوحدة أصبحنا شعبين ونظام واحد.

· ما تعليقكم إذن على تصريح أمين عام الاشتراكي "ياسين سعيد نعمان" حول رفض الاستفتاء الشعبي على غرار ماحدث في السودان وقوله أن على الجنوبيين تقديم أنفسهم في الانتخابات عبر البرلمان؟
ذلك رأيه. وأحترمه. ولا أعلق عليه. ولكنني أختلف معه ولا أوافق عليه.

· ماحجم التأثير السلبي للنشطاء الاشتراكيين داخل الحراك الجنوبي؟
نحن في مرحلة مفصلية من تاريخ بلادنا تستدعي أن ابحث عن الجوانب الايجابية للنشطاء الاشتراكيين داخل الحراك.. بدلاً من البحث عن الجوانب السلبية.

· ألا ترى أن تمسك الجنوبيين بزعماء اشتراكيين يعني تأييدهم للحقبة الماركسية السابقة بعدن؟
مسألة تمسك الجنوبيين بزعماء اشتراكيين مسألة فيها نظر. وقد يخالفك فيها الكثير من أبناء الجنوب. أما الحقبة الماركسية السابقة في بلادنا فلا تتذكرها الأغلبية من أبناء الجنوب إلا بأنها قد أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم. ذلك سجل وملف وحقبة لا اعتقد أن من المفيد الخوض فيها الآن. ونتركها للتاريخ والمؤرخين المنصفين.

· ما مدى الضرر في الموقف الإقليمي والدولي من بروز القيادات السابقة إلى واجهة النشاط الجنوبي المعارض في الخارج؟
هذه مسألة قد يطول فيها الجدل ولا أريد الخوض فيها. ولكنني اعتقد شخصياً، ومن خلال تجربة شخصية عايشتها في مصر في الثلاثة الأشهر الماضية، أعتقد أن أكبر خدمة يمكن أن تقدمها القيادات الجنوبية السابقة للقضية الجنوبية اليوم هي أن تختفي تلك القيادات عن المشهد السياسي وتترك الفرصة لجيل جديد للشباب من أبناء الجنوب ليحملوا "القضية الجنوبية". لقد أخفقت هذه القيادات السابقة ولا ينبغي أن يغرقوا الجنوب بإخفاقاتهم مرة ثانية. والمثل الشعبي يقول : "من جرب المجرب حلت به الندامة".


· ما حقيقة أن دولاً وشركات نفط كبرى هي من تعرقل حل قضية الجنوب للاحتفاظ بمصالحها؟
على أبناء الجنوب أن لا يبحثوا عن شماعات ومبررات لإخفاقاتهم وتشتتهم. الدول والشركات لا تدير جمعيات خيرية.. بل هي تبحث عن مصالحها. وهذا حق طبيعي لها. على أبناء الجنوب أن يتصرفوا تصرفات رجال دولة ويدركوا بأن العلاقات تقوم على تبادل المصالح. وعلى أبناء الجنوب أن يظهروا ما يؤكد بأنهم يعرفون كيف يُساس هذا العالم وبأنهم سيحققوا مصالح الآخرين في بلادهم بقدر ما تؤمن مصالح الجنوب.

· لماذا تشظت قوى مؤتمر لقاء القاهرة الثاني؟
المقدمات الخاطئة.. تؤدي إلى نتائج خاطئة

· ماذا يعني إصرار رعاة لقاء القاهرة على اعتبار أنفسهم ممثلين عن الجنوب؟
لا أعتقد أنهم "يدعون" بأنهم ممثلين للجنوب وإنما هم يمثلون فصيل جنوبي. أو يمثلون أولئك الذين حضروا ذلك اللقاء. وأعتقد أنهم قد أشاروا في بيانهم الختامي إلى أن الحاجة قائمة لعقد مؤتمر جنوبي عام يضم كل القوى والأطياف الجنوبية المختلفة.

· برأيك ماهو القاسم المشترك الذي يمكن أن تجتمع عليه أطياف العمل السياسي الجنوبي؟
هناك شبه إجماع اليوم في الجنوب لحل "القضية الجنوبية": إما الاستقلال.. وإما الفيدرالية على إقليمين: الشمال والجنوب .. واستفتاء بعد 3 أو 5 سنوات, ولا يمنع من القول أن هناك بعض في الجنوب، وهم أقلية ضئيلة، يدعون لحكم محلي فقط. وإذا ما اجتمع أبناء الجنوب في لقاء أو مؤتمر جنوبي يضم كل الأطياف فيمكن أن يصلوا إلى القاسم المشترك أو معادلة سياسية تحقق الغرض المطلوب.

· لماذا يجب رفض التقارب مع إيران والاستمرار في انتظار مفتوح لموقف إيجابي من المملكة العربية السعودية؟
بدايةً، يمكن القول أن العمل السياسي الرشيد يقوم على الحسابات الدقيقة المحققة لمصالح أي شعب.. ولا يقوم على "الحنق" و "ردود الأفعال". وقد مر الجنوب بتجربة مريرة بعد الاستقلال عندما دخل، أو زج به في صراع المحاور والمعسكرات الدولية.إن بلادنا جزء من نسيج الجزيرة العربية ومصيرنا من مصير أهل الجزيرة العربية. ومصالحنا من مصالح أهل الجزيرة. وإذا كان إخواننا في دول الجزيرة العربية لم يدركوا أو لم يتفهموا آلام ومواجع ومخاوف أبناء الجنوب، فعلينا أن لا نمل ولا نكل من العمل والسعي حتى يدركوا ويفهموا عدالة قضيتنا.

· هل تعتقد أن حصول الحراك الجنوبي على دعم مالي سخي موازي للدعم المالي القطري لثورة التغيير سيحدث فرقاً؟
المال لا يحدث الفرق. ولكن العقل وحسن التصرف هو الذي يحدث الفرق. ولماذا الذهاب بعيداً، عندما كان الحراك الجنوبي معدماً كان في أوج نشاطه وتألقه. وعندما وصل إليه بعض المال والمساعدات البسيطة أدت تلك الأموال إلى ما وصل إليه الآن من تعدد الزعامات والولاءات.. إلى آخره.

· هل وجودكم في عدن من جديد له علاقة بمرحلة ما بعد الاستفتاء الرئاسي؟
عدن هي الوطن. عدن هي القلب. وأنا فيها منذ إعلان الثورة الشبابية منذ سنة مضت. ووجودي فيها ليس له علاقة بما بعد الاستفتاء الرئاسي. طليت على عدن من الطائرة في خريف عام 1958 (وعمري حينها حوالي 10 سنوات) وكانت عدن حينها هي جوهرة جزيرة العرب وكانت هي حاضرة النشاط الفني والثقافي والرياضي. شاهدت في عدن معالم الحضارة الحديثة، شاهدت الكهرباء في شوارعها، والسينما في دورها، والمعارض الأنيقة التي تعرض خيرة بضائع الدنيا فيها. تلك كانت عدن الجميلة الرائعة الفاتنة. لقد جبت عواصم الدنيا (من القاهرة إلى بيروت إلى لندن إلى باريس إلى نيويورك.. إ‍لى إلى..) ولكنني لم أجد مدينة تملأ عقلي وروحي كمدينة عدن تلك. صورة عدن تلك لم تبرح خيالي حتى هذه اللحظة. عندما يصل الإنسان إلى داره، هل يُسأل لماذا وصل إلى الدار!

· بماذا تصفون رفض الجنوبيين باستثناء أعضاء وأنصار الإصلاح للاستفتاء الرئاسي يوم 21 فبراير؟
إن شبه المقاطعة للاستفتاء الرئاسي في الجنوب هي بمثابة "رسالة" واضحة للداخل والإقليم والعالم أن هناك "قضية جنوبية" بالفعل. أما من أدلى بصوته في ذلك الاستفتاء من أعضاء الإصلاح أو المؤتمر أو غيرهم من أبناء الجنوب فينبغي احترام رأيهم وموقفهم. فذلك حق لهم لا يجب أن يُصادر. يجب احترام الرأي والرأي الآخر كقاعدة حضارية وديمقراطية نحتكم لها اليوم وغداً.

· ما الذي يجب أن يقوم به حزب الإصلاح في الجنوب لكسر عزلته الشعبية؟
حزب الإصلاح حزب كبير، وبه قيادات سياسية مجربة ومخضرمة قادرة على اتخاذ الخطوات الإجراءات التي تعتقد أن فيها مصلحة حزبها. وليس من حقي ، أو حق غيري ، التدخل في شؤون حزب الإصلاح. فذلك شأنهم هم فقط.

· هل تؤيد امتناع الحراك الجنوبي عن المشاركة في الحوار الوطني؟
اعتقد أن عديم الحجة هو الذي لا يواجه ولا يحاور. ولذا أرى من الواجب على الحراك الجنوبي المشاركة في الحوار الوطني. ولكن قد يكون من الأجدى والأفضل، أن يتم عقد مؤتمر حوار جنوبي – جنوبي يضم كل الأطياف السياسية الجنوبية (وهو الأمر الذي نسعى من اجل إتمامه) يخرج هذا المؤتمر برؤية جنوبية موحدة وقيادة جنوبية موحدة (من ضمنها الحراك الجنوبي) هي التي تطرح وتعرض مفهوم الجنوبيين ل"القضية الجنوبية" في مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في الفترة القصيرة القادمة.

· كيف ترى موقف النخبة في الشمال من قضية الجنوب اليوم؟
سيظهر موقف النخبة، وغير النخبة، في الشمال من قضية الجنوب عند عقد مؤتمر الحوار الوطني. ولا أعتقد أن النخبة في الشمال ستقف ضد آمال وطموحات أبناء الجنوب. لا أعتقد من الحكمة أن يخلق أبناء الجنوب خصوم لهم في أوساط النخبة في الشمال. إن قضية الجنوبيين عادلة ولكن عليهم، أي الجنوبيين، أن لا يكونوا محامين فاشلين بافتعال معارك مع هذا أو ذاك. واستعداء هذا أو ذاك أيضاً.

· بماذا تنصح الرئيس الحالي "عبدربه منصور هادي" فيما يخص قضية الجنوب؟
الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رجل جنوبي وطني لا أحد يزايد عليه. ولديه من التجربة والخبرة ما يمكنه من اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح. ومن معرفتي به، فهو رجل جاد وصادق وأمين. وهو بالتأكيد في موقف لا يُحسد عليه اليوم. وأمامه فرصة تاريخية نادرة.. وتحدي ما سبق أن واجهه غيره. فإما أن يدخل التاريخ وإما أن يخرج منه. ونتمنى له كل التوفيق والنجاح في هذه المهمة الوطنية الصعبة. وأجدها فرصة أن أختم هذه المقابلة بالتنبيه إلى أن هناك مؤشرات تشير لمحاولات من الآن ل"اختطاف" مؤتمر الحوار الوطني .. وصرفه عن مهامه الرئيسية. الحوار الوطني القادم لا ينبغي أن يكون "استمرار" للمكايدات والمناورات التي سبقت الثورة، بين الحزب الحاكم من جانب وأحزاب اللقاء المشترك وحلفائهم من جانب آخر. الحوار الوطني القادم يجب أن يكون بداية "جديدة"، تحت إشراف ورعاية الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي ويضم كل الأطراف والأطياف المتصارعة في اليمن. وتطرح على طاولته كل القضايا بدون أي خطوط حمراء. هكذا ينبغي أن يكون مؤتمر الحوار الوطني القادم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.