عند بدء انطلاق الزاحفين إلى العاصمة عدن يوم الجمعة الموافق29نوفمبر للمشاركة في مليونية الخلاص التي صادفت الذكرى46 ليوم30نوفمبر اليوم الذي نال فيه الجنوب استقلاله وسيادته على أرضه بعد رحيل آخر جندي بريطاني من العاصمة عدن والذي يعود علينا والجنوب ترضخ تحت احتلال العربية اليمنية. كنت إنا واحد من مئات الآلاف الجنوبيين الذين زحفوا إلى العاصمة عدن للمشاركة في مليونية الخلاص ،،وعندما غادرنا مديرية الضالع البوابة الشمالية للجنوب المحتل صباح يوم الجمعة اتفقت إنا ومن بجانبي أن نؤدي صلاة الجمعة في ساحة الشهيد مدرم (قبلة الثائرين)في المعلا ومع استمرار زحفنا على الخط الواصل بين العاصمة عدن ومديرية الضالع الخط الإسفلتي الذي يعتبر شبة منتهي ..خط مكسر مليء بالحفر والمطبان خط إسفلتي تم إنشائه قبل العام 90م ولم نلاحظ عليه أي تجديد أو صيانة من قبل سلطات الاحتلال اليمني.
وعند بداية انطلاقنا من الضالع تم إيقافنا عند أول حاجز عسكري لقوات الاحتلال اليمني وسط مدينة الضالع عند مفرق الجمرك وعند خروجنا من الضالع ووصولنا رأس نقيل ربض تم إيقافنا عند حاجز عسكري ثاني لقوات الاحتلال اليمني .
يوجد في مديرية الضالع حاجزان عسكريان للاحتلال اليمني وعلى طول الخط الإسفلتي المكسر الذي تمشي عليه حافلتنا والذي يبلغ طولة120كيلوا مترا كانت الحفر والمطبات تعرقل تقدم حافلتنا باتجاه العاصمة عدن وعندما وصلنا مديرية ردفان فإذا بعائق آخر يعرقل.
زحفنا إلى العاصمة عدن ويأخذ علينا الوقت الذي كنا نحسب له ألف حساب ..هذا العائق هو عشرات الحواجز الأمنية لقوات الاحتلال اليمني التي تعودت إيقاف الحافلات فيه في طوابير طويلة الواحدة بعد الأخرى بطريقة همجية تهدف لاستفزاز ابنا الجنوب في محاولة لاختلاق المشاكل وعرقلة وتأخير زحفهم المقدس نحو العاصمة عدن.
ومع كثرة الحواجز العسكرية اتفقت إنا ومن إلى جانبي على عد ها ابتداء من أول حاجز على مفرق جمرك الضالع وحتى الحاجز العسكري الموجود في جولة العريش وذلك بعد مرورنا عبر الخط الذي يتفرع من جولة دار سعد والمؤدي إلى ساحل أبين،،حيث بلغ عدد الحواجز 30حاجز امني عسكري لقوات الاحتلال اليمني على طول الخط الممتد من الضالع إلى العاصمة عدن بالإضافة إلى كل حاجز عسكري خمسة مطيات كبيرة من التراب والاسمنت يقوم جنود الاحتلال اليمني بعملها قبل الحاجز ب15مترآ.
أن هذه الحواجز العسكرية المنتشرة وبهذا العدد تدل على أن الاحتلال اليمني قد حشد قواته استعدادا ليوم 30نوفمبر ليقابله ب30حاجز امني وعسكري وجعل من قواته في حالة استنفار عسكري غير معلنة تهدف للتخفيف من حالة الرعب التي يصاب بها الاحتلال اليمني وأركانه الناهبة والمتفيدة.
والمستنزفة لثروات الجنوب المحتل في صنعاء والتي صارت تتخوف أكثر فأكثر مع اقتراب كل مناسبة جنوبية وعند إعلان إي تصعيد ثوري جنوبي ومع التقدم والنجاحات التي تحققها الثورة السلمية الجنوبية وصمود شعب الجنوب وإصراره على استمرار ثورته حتى تحقيق هدفها.
أن هذا العدد الكبير من الحواجز العسكرية وما قبلها من مطيات ترابية وإسمنتية كانت العائق الأساسي أمام زحفنا إلى العاصمة عدن والتي عرقلة رحلتنا.
وأخرتها كثيرا عن صلاة الجمعة التي كنا ننوي أدائها في ساحة الشهيد مدرم ..وهذا ما اثأر غضبنا وسخطنا ورفع الضغط والسكر فينا والتي أثرت على حالتنا النفسية .
ولكن مع كل هذه الاستفزازات التي صادفتنا إلا أنها حركت أفكارنا للدخول في عمليات حسابية لحساب طول الخط الواصل بين الضالع والعاصمة عدن وقسمته على عدد الحواجز العسكرية وحساب الوقت الذي سلبه منا كل حاجز مع مطياته اثنا تهدئة السرعة والتوقف عندها فكانت النتيجة مذهلة.
وتوصلنا إلى أن كل أربعة كيلومترات من الخط يوجد فيها حاجز عسكري وكل حاجز فيه عشرات الجنود المدججين بالأسلحة وبجانبهم الأطقم والمدرعات .
كما تم حساب الوقت الذي قطعناه من الضالع إلى العاصمة عدن والذي كان أربع ساعات إي مائتان وأربعون دقيقة إي إن كل حاجز عسكري سلب منا ثمان دقائق ..بعد إن كان يتم قطع هذا الخط خلال زمن قدرة ساعتين إي 120دقيقة ،إي إننا غادرنا الضالع الساعة التاسعة صباحا وتوصلنا العاصمة عدن الساعة الواحدة بعد الظهر.
إن الانتشار الكبير للحواجز العسكرية تدل على مدى همجية وتخلف الاحتلال اليمني الذي يستبيح الأرض والإنسان ويقطع الطرقات ويصادر الوقت على ابنا الجنوب .
وكما قرئنا وشاهدنا الأفلام عن طريق العواصف وطريق الموت التي توجد في المحيطات فقد عايشنا اليوم طريق جديد اسمينا طريق الحواجز العسكرية وهو الطريق الواصل بين الضالع والعاصمة عدن.
الطريق الذي صار مرتعا لجنود الاحتلال اليمني ومدرعاته لاستفزاز وسلب المارة من أبناء الجنوب وبعد كل هذا التعب والاستفزاز الذي تعرض له شعب الجنوب في طريقة إلى العاصمة عدن إلا انه كان حافزا لكل الزاحفين لإنجاح مليونية الخلاص والتي تكللت بنجاح كبير أعاد البهجة والسرور إلى قلب كلمن شارك وكل من لم يشارك من شعب الجنوب.
لقد حاول الاحتلال اليمني من خلال حواجزه العسكرية الضغط على الزاحفين لإيقاف الزحف لإفشال المليونية إلا أن الوسائل الهمجية التي يستخدمها الاحتلال اليمني لقمع الثورة السلمية تكون نتائجها ايجابي يزيد من وهج الثورة وتتضاعف الحشود المشاركة وكل هذا يدل على أن شعب الجنوب مصمم على استمرار ثورته حتى تحقيق هدفها المتمثل بالتحرير والاستقلال ولن تتوقف مهما كان رد الاحتلال اليمني.