ابلغني صديق عزيز بأن صنعاء الآن تردد هذه المقولة (سواح ومابش سياحة.. سواح على بيت هائل) المقولة تعكس سخطاً ومرارة وتزفر لعنات تتلوها لعنات على هذا الواقع المخزي الذي تكشفت عورته مؤخراً من سلسلة أعمال مخزية كلها تصب في رافد واحد ومعروف ولا حاجة للضحك على الذقون. قال لي هذا الصديق: أنت يا عزيزي ممن يحسنون ويتقنون التوظيفات والإسقاطات فما رأيك؟ قلت: سبق وأن كتبت عما تعرض له بيت هائل سعيد أنعم أو قل أحفاد سعيد أنعم من عدوان على سكينتهم واستقرارهم بعد اختطاف محمد منير أحمد هائل سعيد أنعم ومحاولة اختطاف محمد عبدالجبار هائل سعيد أنعم وتقطع مرتزقة لسيارة عبدالجبار هائل سعيد في إب وسرقة ما بحوزته من مال وفي اعتقادي بأن استهداف اكبر بيت تجاري وصناعي في عموم البلاد ومن أكبر البيوت التجارية والصناعية على مستوى الجزيرة والخليج لم يأت من فراغ وهي بحسب معرفتي اول واقعة تحدث لبيت هائل على مدى نصف قرن. الواقعة بحسب وسائل إعلام محلية افادت بأن شخصاً من تعز يدعى علي القحاطي هو الذي قام باختطاف محمد منير أحمد هائل في 19 نوفمبر 2013م (أي منذ 20 يوماً) ظناً منه أنه ابن شوقي أحمد هائل محافظ محافظة تعز وتبين لأفراد العصابة انه نجل منير أحمد هائل شقيق محافظ تعز ويقول هذا القحاطي بأن الأمن رصدهم وهم يقومون بتهريب حقيبة فيها آثار وزئبق وقالوا إنهم كانوا ينوون تهريبها إلى الخارج وان عائدها (200) مائتا مليون دولار وان الوسطاء عرضوا على الخاطف القحاطي (20) مليون ريال فرفضها وطلب (50) مليون دولار واسقط لاحقا (10) ملايين دولار وتعدل طلبه إلى (40) مليون دولار لأن حقيبة العصابة صادرها (قانونيا) أمن تعز ولذلك استهدفوا محمد منير هائل. طالب الخارجون عن القانون بسيارة شاص محملة بالأثار والزئبق أو 40 مليون ريال سعودي, تدخل الرئيس هادي ومشايخ وأبناء مأرب وبصفة خاصة قبيلة مراد بالإضافة إلى شخصيات أخرى وكلها باءت بالفشل.. أصدرت مجموعة هائل سعيد بيانا وجهته للرأي العالم بشأن استهداف قياداتها واستمرار اختطاف محمد منير وذلك في يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013م وشدتني النقطة الرابعة، ونصها: لقد كنا ومازلنا وسنظل على موقعنا الثابت المتمثل في عدم الرضوخ لأي شكل من أشكال الابتزاز الذي يمارس أو سيمارس علينا... إلى آخر الكلام. يتضح من الواقعة والبيان أن أوضاع البلاد من خلال الواقعة وصلت إلى حافة الهاوية لأن العالم اصبح قرية صغيرة وعندما تعلم دوائر المال والأعمال والاستثمار أن بيت هائل تعرض لواقعة مخلة بالقيم الإسلامية والنخوة العربية والأعراف القبلية فإن تلك الدوائر ستصرخ بملء فيها: كش استثمار (أي مات الاستثمار، على قاعدة (كش ملك)، أي مات الملك في لعبة الشطرنج!. إن مجموعة هائل سعيد أنعم لها استثمارات في أوروبا وآسيا وأفريقيا وإن أصول رأسمالها في اليمن لا يتجاوز 20% من إجمالي أصول رساميلها في الخارج وأما هذا الابتزاز الذي جاءت من القحاطي فإنه يلبي طلب المخطط الجاري لتوصيل البلاد إلى حافة الهاوية لغرض في نفس يعقوب. هناك أمور تستدعي الوقوف أمامها لنخرج منها بعدة تساؤلات: لماذا أدارت الجهات المختصة ظهرها لتوجيهات الرئيس هادي, لأن عدم تنفيذها سيضعف وسيقوض سلطته لاسيما وان البلاد تتعرض لحملات اغتيالات وتفجيرات وضرب ابراج الكهرباء ونسف انابيب النفط وقطع الطرقات وغيرها من الأعمال الخارجة عن القانون. ان الواقعة المخزية تتنافى مع القيم الإسلامية والشهامة العربية والاعراف القبلية كما نعرفها وقرأنا عنها في التاريخ وان جوهر هذه النقطة هو المبدأ الشرعي المعروف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وان كانت كل هذه القبائل عاجزة عن توحيد صفوفها في مواجهة المنكر بتوجيه ضربة واحدة على أنها صادرة من الكل, فإن ذلك يكشف خللاً بل ويكشف عورة الدولة والقبيلة، ويبدو أن كل قبيلة لها سيادتها ولا ينبغي لأي قبيلة أخرى انتهاك سيادة أختها القبيلة الأخرى ويبدو أن الجيش والأمن غير قادرين على توجيه أي ضربة رادعة، وذلك بحسب ما رصدت خلال أكثر من ثلاثين عاماً, لأن القبيلة كما قرأت في عدة لقاءات صحفية لها ثوابت ومنها أن اللجوء إلى القضاء هو سلاح الضعفاء وهي أمور موثقة. إن الاستخفاف بيبت تجاري وصناعي كبير كبيت هائل محسوب على الدولة والقبيلة والمجتمع بشكل عام، لأن هذا الاستخفاف ستعتمده الدول والمنظمات الدولية ضد الدولة والمجتمع في اليمن بل وسيواجهونهم بالقول: تبين لنا من هذه الواقعة أن الأمر لا يتعلق بالقحاطي وانما يتعلق بالقحط الأخلاقي والديني والقانوني, لأن الدولة الرخوة هي دولة القحط المؤسسي وان دولة الجباية هي دولة القحط الأخلاقي واذا كنتم لا تحترمون انفسكم فهل تتوقعون اننا سنحترمكم؟!. من هذه الواقعة تبين لي انه لا يوجد في هذه البلاد شعب وانما توجد قبائل, أي انتماءات شتى، وإلى جانبها هامش ويفر حفري، والا كيف ضعفت القبيلة في مواجهة جماعة يتقدمها شخص اسمه علي القحاطي, بلغ من ثقته بنفسه وبقبيلته وبالقبائل الأخرى انه قال: "ظننت ان المخطوف هو نجل شوقي هائل وتبين لي انه نجل أخيه"!!. وبالمقابل فمحافظة تعز محافظة كبيرة وكثافتها السكانية اكبر من كثافة مناطق قبلية وان الدولة تجبيها (أي تعز) أكثر بكثير (ولا وجه للمقارنة) من جبايتها لمناطق قبلية، فلماذا لا تعلن تعز عصيانا على الدولة وستقف معها مناطق المستضعفين وأبرزها محافظة الحديدة؟!. في اعتقادي ان ما حدث لبيت هائل أو مجموعة هائل مندرج في اطار خطة التدمير والفوضى الخلاقة حتى تعود حيتان حاشد وسنحان إلى الحكم والتحكم في مقدرات البلاد ومصائر العباد. رب إن هذا منكر فأزله!.