يكاد الألم يعتصرني وانأ ابحث في كل القنوات العربية والأجنبية عن الهبة الشعبية في جنوبنا المحتل ولا أجد شيء يذكر. جلست أقارن بين ما يحدث في الجنوب العربي من إحداث وبين ما تبثه كثير من القنوات العربية عن أحداث لا يمكن أن تقارن ولو تحت إي نسبة مئوية .
تناقلت كثير من القنوات العالمية خبر شيخ عربي يضرب باكستاني وأفردت لها حلقات خاصة تناقلت كثير من القنوات العربية قصة سيدة ليبية تقول أنها تعرضت للاغتصاب خلال الحرب على ليبيا وافردوا لها حلقات خاصة.
تناقلت كثير من القنوات العربية صور اللاجئين السوريين والثلوج تحيط بهم من كل جانب تناقلت القنوات العربية صورة لجندي بحريني يدهسه متظاهر بحريني تناقلت القنوات العربية صورة لمتظاهر مصري تدعسه سيارة مكافحة الشغب .
إما في الجنوب العربي فقتل شاب جنوبي لبس علم الجنوب لبس بجريمة تنقل محاصرة قرى في الضالع ودك البيوت على ساكنيها ليست جريمة تنقل .
قتل مقدم الحموم سعد بن حبريش ومرافقيه ليست جريمة تنقل قتل بدو رحل في المعجلة ليست جريمة تنقل توغل الدبابات والأطقم العسكرية داخل الإحياء الشعبية وترويع الآمنين ليست جريمة تنقل.
قتل الجنوبيين قادة عسكريين وكوادر وشخصيات اجتماعية ليست جريمة تنقل أن هناك كثير من الإحداث لا يمكن أن يصدقها عقل أنها حدثت من قبل الاحتلال اليمني ولكنها حقيقة واقعة هذه أمثلة بسيطة فقط للتذكير . ما السبب الذي يجعل إخواننا العرب وجيراننا الخليجيين يتجاهلون ما يجري في الجنوب؟
هل هو الخوف من النظام اليمني؟ لا اعتقد ذلك لأنه اضعف من أن يحمي نفسه هل هو عدم الرغبة في عودة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية؟ لا اعتقد ذلك لكونهم يدركون إننا شعب يحب القانون ويحب أن يعيش في سلام مع نفسه ومع جيرانه وهم على علم وأدراك بخفايا المرحلة السابقة ومن كان يقف وراءها.
إذا كانوا يدعون عدم السماح لهم بالتوجه إلى الجنوب فهذا لا يعقل إطلاقا لكون المراسلين لديهم القدرة على التوجه إلى الجنوب بمساعدة أهلها كما أن الإخبار يمكن أن تنقل من قناة عدن ومواقع جنوبية لديها المصداقية في نقل الإخبار.
وإذا كان الخوف يسيطر عليهم ولا يؤمنون على أنفسهم من القتل فلم يسبق أن قتل صحفي عربي أو أجنبي في الجنوب وأهل الجنوب حريصين على سلامة كل قادم إليهم.
هل هي السياسة القذرة تسيطر على مواقفهم وتدفعهم إلى عدم الاعتراف بحق شعب الجنوب في نيل استقلاله فعليهم أن يعرفوا أن هذا لن يزيدنا إلا إصرارا على تحقيق النصر وعودة دولتنا الجنوبية مهما كلفنا الأمر ولو تحالفنا مع الشيطان،.
إننا لا نستجدي المواقف من احد ولكن عليهم الاعتراف أن كل مواقفهم مع شعوب العالم الأخرى نفاق سياسي رخيص ولن يكون له مردود ايجابي عليهم بل مزيد من السخط والاشمئزاز لان المواقف الكاذبة مثل حبل الكذب قصير.
عليهم أن يعيدوا التفكير في مواقفهم من شعب الجنوب لان خيرات الجنوب كثيرة وغداً لن يكون هناك مجال في استثمارها إلا لمن وقف معنا اليوم .