سألت شخص قريبي وهو يعاني من مرض نفسي صعب منذ فترة طويلة !, سألته وانا صغير بشقاوة واستفزازية كحال اي صبي في مجتمعنا يوجه سؤال لشخص في نظره أنه مغيّب العقل (حتى لا أقول مجنون!) , ايش رأيك بعيد رأس السنة هذا ؟ وكان باقي على رأس السنة يومين فقط أي مثل هذا اليوم تماما! . كنت أبحث عن أي إجابه تدعوني للضحك أو السخرية من حديثه , تعرفون الحركات الصبيانية التي من هذا النوع ! . أجاب هذا الشخص , (حتى لا أقول أنه عمي الأصغر !! , أو أن اسمه ابراهيم محمد شمسان شبوطي) !!, بعد أن فكر قليلاً بهذه الإجابة التي أحفظها إلى الآن بالحرف ! . ((ماله رأس السنة زي أي عيد إجتماعي . شوف يا ابني الأعياد زي عيد رأس السنة الميلادية وعيد الفطر وعيد الأضحى والأعياد الوطنية والإجتماعية وأعياد الميلاد الشخصية كلها جاءت عشان الناس يحصلوا فرصة للفرح , عشان يتواصلوا مع بعض ويحبوا بعض أكثر, عشان كذا الأعياد فرصة للتآلف والتسامح) ! طبعاً (لخّجت) قليلاً لعدم استيعابي مباشرةً مجموعة القيم التي كان يحاول أن يدرسها لي . الفولتية التي شعرت بها آنذاك كانت أقوى مما يتخيله أي إنسان! , مجنوناً كان أم عاقل ! . من يومها وكلما يقترب أي عيد ديني كان أم أجتماعي أستحضر كلمات عمي الخالدة . مكتوبة تلك الكلمات أيضاً في جميع مسوداتي , تزين دولابي , أستدل بها عندما أتناقش أو أهنيء أي شخص بعيده أو عيد مجتمعه ,أتليها بداخلي عند سماع تكبيرات العيد أو صوت الألعاب النارية في رأس السنة. أشرب نخب هذا العبارات الخالدة في نفس هذا اليوم من كل سنة , أطلق عليه شخصياً عيد العقول الجميلة ! , حتى لا أقول عيد المجانين !!! . أخيراً أقول لإنصاف إبراهيم . سحقاً لثقافة تربينا على أن نتعامل مع المريض النفسي على أنه طيور!!